غنغر منغي - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس
صرح رئيس الأركان الأمريكية "جوزيف دانفورد" بخصوص الخطة الاستراتيجية التي سيقدمها إلى ترامب بناءً على طلبه قائلًا: "سنواصل الحفاظ على التعاون والتنسيق مع حليفتنا القوية تركيا". وأضاف: "سنتطرق أيضا إلى القضية الكردية في المنطقة".
يصفون تركيا "بالحليف القوي"، لكن حتى الآن لم نرَ منهم غير تقديم الدعم لتنظيمي العمال الكردستاني والاتحاد الديموقراطي، فهم ما زالوا في تناقض تام بين أقوالهم وأفعالهم.
ويقول دانفورد إنه سيبحث القضية الكردية مع الرئيس ترامب مع العلم أن القضية الكردية خرجت من مفهومها وأصبحت "قضية كردستان" بسبب دعمهم للمجموعات الكردية والتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق.
أفعالهم هذه كانت سببا بقتل الآلاف من الأبرياء وفي ما حدث أثناء ذلك.
لماذا اكتفوا بالمشاهدة؟
لماذا دعمت أمريكا تنظيمي "بي كي كي، وبي ي دي" أثناء سيطرتهما على مدن في الشمال السوري دعما جويا، وبريا (زرعت جنودًا أمريكان في تنظيم بي ي دي)، واكتفت بمشاهدة تركيا التي قدمت 71 شيهدا في الأشهر الستة الأولى من عملية درع الفرات؟
بل وزودت مؤخرا تنظيمي "بي ي دي، وي غي بي" بعربات مدرعة.
هل يعقل أننا سوف نقبل بالذهاب مع أمريكا لتحرير الرقة مصدقين أقوالهم وهم الذين وقفوا مكتوفي الأيدي في الوقت الذي كانت فيه تركيا تقوم بعمليتها في الموصل؟
فهذه المدن: الباب، ومنبج، والرقة، وجرابلس ليست في تركيا.
سبب درع الفرات
إن مهمة تطهير سورية والعراق من تنظيم داعش الإرهابي ليست واجبة على تركيا لوحدها فقط بل واجبة على أمريكا، والتحالف الذي يدعم جويا على هواه، وواجبة أيضا على نظام الأسد الذي همه الوحيد السيطرة على القرى المجاورة لمدينة الباب، لكن يمكننا القول إن سبب تواجدنا في هذه المناطق ليس فقط لتطهيرها من داعش بل لمنع وصولها لأيادي تنظيمي "بي ي دي، وبي كي كي"، ولهذا بدأت القوات المسلحة التركية عملية درع الفرات ابتداءً من جرابلس وذلك لمنع التنظيمات الكردية من تشكيل ممر كردي في الشمال السوري.
وبالمقابل فإن الدعم الروسي والأمريكي مستمر لتنظيم "بي ي دي" وحزب العمال الكردستاني في اتفاق مع نظام الأسد.
وأعيد و أقول: في خضم هذه الألاعيب السياسية ما الذي سيتغير إن شاركت أمريكا بعملية تحرير الرقة مع العلم أنها تتقدم لوحدها في العمق؟ هل ستكون مواقفها متناقضة كالعادة أم أنها ستكون متوافقة هذه المرة؟
البرزاني والحدود
هدفت زيارة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني للرئيس أردوغان إلى إخلاء سبيل صلاح دميرطاش مع النواب الآخرين، وكانت أولى كلماته: "من أجل فترة السلام"، مع العلم أنه قد أعاد و كرر هذه الجملة: "أصبحت الحدود السورية والعراقية حاليا بدون معنى وأصبح مفهوم الدولة العراقية من الماضي"، ماذا يقصد بذلك؟ يقصد بأن الخارطة قد تغيرت وأصبحت كردستان هي صلة الوصل بين العراق وسوريا.
وكما تعلمون أن قناة "روداو" التابعة للبرزاني تعمل على إظهار مدن تركية مثل أرضروم، وسيواس، وفان، وملاطيا، وأنطاكية، ومرسين وحتى مناطق البحر الأسود بأنها مدن تابعة لكردستان العراق وسورية، ويسعى البرزاني أيضا إلى ضم الموصل وتلعفر إلى إقليم كردستان العراق.
في هذه الحالة علينا سؤاله عن قصده بقوله "فترة السلام".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس