ترك برس
لم تكن بعض الخسائر المادية نتيجة تطبيق سياسة الباب المفتوح النتيجة الوحيدة للوضع في سوريا المستمر منذ خمس سنوات، فقد حظيت تركيا أيضًا بالعديد من الاستثمارات التي عادت عليها بمردود اقتصادي جيد حسب الجزيرة ترك.
ويحظى عدد كبير من اللاجئين السوريين باستثمارات كبيرة وصغيرة الحجم في تركيا منذ قدومهم إليها وحتى الآن، وبالرغم من عدم ظهور أي خلاف كبير بين السوريين والمواطنين الأتراك الذين تقبلوا الاستثمارات السورية وتعاونوا معها، إلا أن طرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقضية إمكانية منح اللاجئين السوريين الجنسية التركية جعل المستثمرين عُرضةً لمضايقات بعض المواطنين الأتراك الذين عبروا عن رفضهم لمنح الجنسية التركية للسوريين.
وحول رأي بعض اللاجئين السوريين المستثمرين فيما يتعلق بمسألة الحصول على الجنسية التركية وما تبعها من نقاشات، استطلع الصحفي في الجزيرة ترك جان حساسو آراء بعض السوريين المستثمرين حول هذه القضية وتباعاتها.
ويُشير حساسو إلى أن بعض السوريين كانت لهم آراء سلبية وعبروا عن امتعاضهم نتيجة تعرضهم لمضايقات بعض المواطنين الأتراك الغاضبين من موضوع منح الجنسية التركية. ونقل حساسو بعض ردود فعل اللاجئين السوريين أصحاب المحال والاستثمارات في منطقة الفاتح بإسطنبول عبر تقرير مصور نُشر في 13 تموز/ يوليو 2016.
محمد دقاق مستثمر سوري صاحب بقالة يبلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا، قدم إلى تركيا قبل ثلاث سنوات. عبّر دقاق عن حزنه بسبب تعرضه لمضايقات من قبل بعض المواطنين الأتراك، مشددًا على أن السوريين لم يأتوا إلى تركيا لمنازعة الأتراك في أرزاقهم، بل أتوا مضطرين وسيعودون فور انتهاء الأزمة.
وأشار دقاق إلى أن الجنسية ستشمل فقط تسهيل الأعمال الإدارية على اللاجئين السوريين وليس أكثر من ذلك، مضيفًا أن لا أحد يرغب بالغربة خارج بلاده، والمواطنون الأتراك المقيمون في ألمانيا يتمنون كل يوم العودة إلى بلادهم، ونحن كذلك، ولكننا لا نستطيع العودة قبل انتهاء الأزمة.
أما سعيد، أب لطفلين ويعمل حلاقًا، فقد أكّد أنه في حال حصول السوريين على الجنسية فسيكون أداؤهم وإسهامهم في الاقتصاد التركي أكبر وأشمل، موضحًا أن الكثير من السوريين يعيش حالة من الضياع في تركيا، نتيجة عدم حيازتهم للجنسية.
وأفاد سعيد بأن حصول السوريين على الجنسية سيزيد من المردود الاقتصادي لتركيا، مضيفًا أن رغبته في العودة إلى مسقط رأسه تراوده كل يوم.
ومن جانبه، نوّه الخباز السوري معتز إلى أن الجنسية تلعب دورًا محوريًا في تسهيل الإجراءات الإدارية والاقتصادية للاجئين السوريين المقيمين في تركيا، معربًا عن اقتراحه باتجاه الحكومة التركية لتسهيل إجراءات الإقامات والأعمال التجارية للسوريين كبديل عن الجنسية.
وبدوره قال وسيم، صاحب مطعم شاورما الذي يعمل فيه عشرة سوريين آخرين، إنه يتطلع إلى تحسن الأمور في سوريا بعد عام أو عامين، مضيفًا أنه سيضطر للبقاء في تركيا كوطن جديد في حال لم تتجه الأمور في سوريا نحو التحسن.
وألمح وسيم إلى أن بقاء اللاجئ السوري في تركيا، يعني ضرورة التزامه بالقوانين والقرارات الحكومية وحتى الخدمة العسكرية للبلاد، مشيرًا إلى أن اللاجئين السوريين سيوفون بكافة الوجبات المترتبة بعد حصولهم على حقوق المواطنة التركية.
العطار محمد نور انتقد بشدة المضايقات التي يقوم بها المواطنون الأتراك ضد اللاجئين السوريين، مؤكّدًا أن اللاجئ السوري لم يطالب بالجنسية، بل يكفيه منح الحكومة له إقامة مؤقتة إلى حين تحسن الأمور في بلاده.
ووفق ما يوضحه محمد نور، فإن الكثير من اللاجئين السوريين ينتظرون على أحر من الجمر العودة إلى بلادهم، ولا يطمعون إطلاقًا في الحصول على الجنسية التركية.
"خطوة جيدة من رئيس الدولة، لا سيما للاجئ السوري الذي يصعب عليه أن يعود إلى سوريا حتى إذا انتهت الحرب"، هذا ما رآه محمد بارود الذي يعمل تاجرًا في تركيا، مضيفًا أن ثمة غموض فيما يتعلق بتفاصيل الموضوع، متسائلًا: هل سيشمل الموضوع الثلاث ملايين المقيمين في تركيا أم أن هناك نخبة معينة هي التي ستحظى فقط بالجنسية؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!