محمود القاعود - خاص ترك برس
منذ انقلاب 15 تموز/ يوليو 2016م الإرهابي الفاشل بتركيا، وأبواق أمريكا يحاضرون العرب والمسلمين عن خطورة الإسلام السياسي، وأنه لا يتوافق مع الديمقراطية!
والمطلوب من الجماهير أن تقول: آمين، وتصدق هذه الأكاذيب، وأن تغض طرفها عن استخدام الصليبية العالمية للسياسة للوصول لأهدافها الشريرة المعادية للخير والحق.
عملاء أمريكا لا يتحدثون مطلقا عن الصليبية السياسية التي سندلل عليها بنموذجين فقط.
الأول هو: قسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي الأناجيل التي يسمونها العهد الجديد، وطلبه من "الرب" أن يمنحه القوة ويوفقه بحضور حشد من القساوسة الإنجيليين... تخيلوا لو أن الرئيس رجب طيب أردوغان، خرج في حفل تنصيبه يقسم علي المصحف في حضور لفيف من الشيوخ وعلماء الإسلام ويطلب من الله أن يعينه علي شؤون البلاد والعباد... ما هو رد فعل الغرب الصليبي والميديا الصليبية التترية؟
الثاني هو: نظرة سريعة في دساتير أوروبا "أُم العلمانية" ورائدة "فصل الدين عن السياسة" كما يدّعون:
- المادة 16 من دستور إسبانيا: يجب علي السلطات العامة أن تأخذ في عين الاعتبار المعتقدات الدينية للمجتمع الإسباني، والحفاظ علي علاقات التعاون المناسبة مع الكنيسة.
- المادة 25 من دستور بولندا: على الدولة تنظيم العلاقة بين الدولة والكنيسة الكاثوليكية.
- المادة 2 من دستور مالطا: ديانة الدولة الرسمية هى المذهب الكاثوليكي، وللكنيسة الكاثوليكية الحق فى تحديد ما هو صواب أو خطأ من المبادئ والتعاليم، وتنص الفقرة الثالثة من نفس المادة على إلزامية ووجوب تدريس تعاليم المذهب الكاثوليكي بالمدارس.
- المادة 2 من دستور النرويج: المذهب الإنجيلي اللوثري هو الديانة الرسمية للدولة وعلى المواطنين تنشئة أولادهم على هذا المذهب.
- المادة 4 من دستور النرويج: الملك يجب أن يتبع المذهب الإنجيلي اللوثري وأن يمارسه ويحميه.
- دستور الدنمارك في الفصل الرابع: الكنيسة الإنجيلية اللوثرية هي الكنيسة المعترف بها من قبل دولة الدنمارك، وعليه ستتولي الدولة دعمها.
- المادة 62 من دستور أيسلندا: الكنيسة الإنجيلية اللوثرية هي كنيسة الدولة، وستظل هذه الكنيسة مدعومة ومحمية من قبل الدولة.
- المادة 2 من دستور اليونان: الديانة السائدة في اليونان هي ديانة كنيسة المسيح الأرثوذكسية الشرقية.
- المادة 8 من دستور إيطاليا: تتعهد الدولة بحماية ورعاية الكنيسة الكاثوليكية.
- المادة 1 من دستور بريطانيا: كنيسة إنجلترا هي الكنيسة المعترف بها، والملك هو الحاكم الأعلى للكنيسة.
98 % من تعداد سكان تركيا يعتنقون الإسلام، ومع ذلك لا توجد مادة واحدة بالدستور التركي تتحدث عن أن دين الدولة أو الجمهورية التركية هو الإسلام! ولعل الدستور الجديد المزمع كتابته يتضمن هذه المادة، فتعتز الجمهورية التركية بإسلامها مثلما تفخر أوروبا بصليبيتها وتنص على ذلك صراحة بدساتيرها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس