ترك برس

ربط مقال لمعهد كارنيجي أوروبا للدراسات الاستراتيجية زيارة الرئيس التركي رجب طيب أرودغان إلى سان بطرسبرج ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمساعي التي تبذلها روسيا منذ فترة طويلة لتقويض تماسك الاتحاد الأوروبي ووضع الولايات المتحدة كقوة عظمى أو تقليص دور الناتو، وجذب تركيا بعيدا عن الغرب كجزء من استراتيجيتها لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية الأوسع.

وأوضح المقال الذي كتبه مارك بيريني أن موسكو لديها سياسة طويلة لمواجة الناتو والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من خلال المضايقات التي تتعرض لها دفاعات الناتو في جميع أنحاء أوروبا أو من خلال علاقاتها الجيدة مع القوى المعادية للاتحاد الأوروبي داخل أوروبا نفسها مثل فرنسا والمجر وبريطانيا، كما أن التدخل العسكري في سوريا يوضح مدى استعداد روسيا لمواجهة النفوذ الغربي في الشرق الأوسط.

وأشار بيرني إلى أن الهدف الأول لهذه الزيارة هو إغلاق ملف النزاع الناتج عن إسقاط المقاتلة الروسية في نوفمبر العام الماضي، والصادرات وعقود السياحة والبناء التي تأثرت بالعقوبات الروسية، كما أن روسيا شريك رئيس لتركيا في قطاع الطاقة حيث تزود تركيا بـ50% من احتياجاتها من الغاز، وبناء محلة للطااقة النووية واستئناف العمل في خط أنابيب ستريم التركي من شأنه أن يعزز مركز تركيا كدولة موردة للغاز إلى أوروبا.

وفيما يتعلق بدور روسيا المهيمن في إنقاذ النظام في دمشق وتشكيل المشهد العسكري والدبلوماسي في سوريا منذ سبتمبر عام 2015، شدد الكاتب على أن هناك فرصة ضئيلة جدا في أن تتمكن أنقرة من تغيير وجهة نظر موسكو فى عملية انتقال سياسي في سوريا.

ولفت بيرني إلى أن ثمن المصالحة الحقيقية الروسية التركية قد يكون جيدا باعتراف أنقرة بأن أفضل صيغة لإنهاء الحرب السورية والقضاءعلى الدولة الإسلامية هي الحفاظ على النظام في مكان، بما في ذلك الأسد، على أن يتحدد مصيره بانتخابات على غرار الانتخابات الروسية.

وفي هذا الصدد تحدث بيرني عن أن تطور سياسة أنقرة تجاه القبول العلني لنظام الأسد قد يخفف من بعض التوتر في الداخل التركي، لأن حزب المعارضة الرئيس في تركيا، حزب الشعب الجمهوري يعد نظام الأسد ضامنا للأمن تركيا.

وفيما يتعلق الأكراد السوريين، الذين هم حاليا أفضل  شركاء روسيا والولايات المتحدة في محاربة الدولة الإسلامية، فإن أنقرة ربما تريد الحصول على ضمانات قوية بأن دور وحدات حماية الشعب ،الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ليست مرتبطة بأنشطة حزب العمال الكردستاني المتمرد في تركيا.

لكن بيريني عاد وأكد أن تركيا لا يمكن أن تستغني من الناحية الاقتصادية عن الاتحاد الأوروبي وعن الولايات المتحدة وحلف الأطلسي في مجال الأمن، مشيرا إلى أن الجاذبية الروسية الاقتصادية والعسكرية الروسية أقل بالنسبة لتركيا.

وخلص بيرني إلى أن تحركا دبلوماسيا من جانب روسيا على المدى القصير يمكن أن يعزز  التقارب بين منظمة شانغهاى للتعاون وتركيا إلى ما وراء"شريك حوار" الوضع الذي تتمتع به تركيا حاليا.وعلى المدى الطويل، إذا قررت روسيا التباحث مع تركيا بشأن الشراكة السياسية والدفاعية،فإن ذلك سيكون جزءا من لعبة أوسع نطاقا في جميع أنحاء القارة الأوروبية. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!