ترك برس
قال "لطيف أردوغان" النائب السابق لـ "فتح الله غولن" زعيم جماعة الكيان الموازي الإرهابية، إن الجماعة ليست هيكلية تنظيمية واضحة إنما هيكلية مختلطة لا يعرف أحد غير غولن خيوطها، لكن غولن لا يملك العقل والقدرة على إدارة المنظمة، فهناك من يخطط ويعطي المشاريع له لتنفيذها.
جاء ذلك خلال مقابلة مع الإعلامي المصري أحمد منصور في برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة القطرية، حيث تحدث لطيف أردوغان عن علاقته بغولن مشيرًا أن الأخير قال له شخصيا وبشكل مباشر إنه يلتقي مع الله سبحانه وتعالى وإن الله تكلم معه، وفقا للجزيرة نت.
ومضى يقول "أعتقد أن أجهزة الاستخبارات في أميركا وإسرائيل لها دور في تحريك جماعة غولن، كما أرى أن الاستخبارات البريطانية لها دور في المشروع التعليمي لجماعة غولن، مؤكّدا أن غولن كان يعمل منذ البداية على السيطرة على الدولة التركية، من خلال السيطرة على أهم مؤسساتها مثل الجيش والشرطة والتعليم والإعلام والقضاء والاقتصاد.
وعن علاقة غولن بانقلاب كنعان إيفرين عام 1980، قال لطيف أردوغان إن فتح الله غولن أخبره بأنه كان على علم بالانقلاب قبل حدوثه بثلاثة أيام، مشيرا إلى أن فترة انتشار المدارس التابعة للجماعة كانت بعد ذلك الانقلاب.
وأشار لطيف أردوغان إلى أن هناك غراما وحبا من نوع خاص بين غولن وأميركا وإسرائيل، مضيفا أن حب أميركا وإسرائيل هو من المبادئ الأساسية لغولن وجماعته التي كانت تعرف في البداية بجماعة النور، ثم سميت حركة الخدمة بعد ذهاب غولن للولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح لطيف أن غولن قال له "إن الله تكلم معي وقال لي: أنا كنت أبقي الكائنات من أجل محمد صلى الله عليه وسلم، والآن أبقيها من أجلك أنت"، مؤكدا ذلك بالقول: "أقسم بالله وأضع يدي على المصحف، أن الكلام الذي نقلته عن غولن لا توجد فيه نصف كلمة كاذبة، وقد قال لي هذا الكلام خلال إحدى زياراتي لأميركا".
وأضاف لطيف أردوغان- الذي لا تربطه أي صلة قرابة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان "أنا لم أتقبل هذا الكلام ولكن هناك في الصوفية ما يعرف بالشطحات، ومن الممكن أن يقول المرء مثل هذا الكلام وهو في حالة سكر معنوي، وأنا لم أنقل كلام غولن هذا للجماعة، ولكن غولن قال أمام جمع من الجماعة: أنا إذا غضبت فإن غضبي يولد زلازل وأعاصير في الخارج".
وأوضح أردوغان أنه بقى مع غولن في الجماعة بعد سماعه هذا الكلام لأنه كان في ذلك الوقت يعتقد أن غولن ولي من أولياء الله، "وهذا الكلام يقال عندما يكون الإنسان في حالة سكر معنوي، وهو من الشطحات الصوفية، وهذا ما فسرته في ذلك اليوم".
وقال إن هناك جماعة حول غولن يرون أن كل ما يفعله هو الصحيح، ولا يجرؤ أحد منهم على محاسبته أو مسائلته، فهو أستاذهم وهم تلامذته، ولكن المساءلة والمحاسبة بدأت تظهر فيما بعد، مضيفًا أنه منذ البداية ساد اعتقاد وسط الملتفين حوله بأن غولن ولي من أولياء الله، ثم بعد ذلك أصبحوا يلقبونه بالمسيح، ورغم أنه لم يدّعِ بأنه المسيح بشكل ظاهر إلا أن سكوته على هذه الادعاءات يعني أنه قد وافق عليها ضمنيا.
وتابع "في بداية الأمر كانت هذه الادعاءات تقال وسط دائرة ضيقة حول غولن، ولكنها انتشرت بعد ذلك في كل الجماعة عدا أفراد قليلين مثلي، واليوم أصبح معظم أفراد الجماعة يقبلون بكونه المسيح. وهؤلاء الذين يقبلون بالقول إن غولن أقرب إليهم من حبل الوريد انحرفوا بشكل كبير، وما يؤمن به أفراد الجماعة الآن أن غولن يلتقي مع الله في كل وقت، ويستطيع أن يتصل بالله في أي وقت، والذي يستطيع ذلك فهو بالتأكيد أقرب إلى هؤلاء من حبل الوريد. وفي البداية كانوا يقولون إن غولن يلتقي مع الرسول دائما وبعدها سقطوا في هذا الشذوذ".
وأكد أردوغان -الذي لازم غولن 40 عاما وانشق عن جماعته عام 2009 بعد أن اكتشف حقيقة الرجل وما يدعو إليه- أن غولن ليس صوفيا بل يعادي الصوفية بشدة وظل يخدع الناس لسنوات على أنه متصوف، ومئات الآلاف من أتباعه لا يعرفون عن الإسلام إلا ما يقوله هو لهم، معتبرا أن ما كان يقوله غولن هو مسرحية، فالرجل لم تكن له هموم إسلامية بل كان مشغولا بالسيطرة على الدولة التركية، وقد سُمح له بذلك لصالح أميركا.
وقال إن غولن أسس الجماعة بترتيب مع النظام العلماني في تركيا والنظام الدولي الذي تديره أميركا وإسرائيل، وإن الاستخبارات التركية كانت تتبع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وتتابع تنفيذ غولن للأوامر.
وتحدث لطيف أردوغان عن علاقته بغولن ومعرفته به عام 1968، مشيرا إلى أن أهم ما ربطه به "هو رسائل النور" عن تفسير القرآن الكريم التي كتبها العالم والمفكر بديع الزمان سعيد النورسي الذي يعرفه كل الأتراك.
وأوضح أن غولن استغل واستخدم "رسائل النور" وسيلة للوصول إلى الناس وتكوين جماعته، وتخلى عن الرسائل وبدأ يعمل من أجل تأسيس الجماعة عام 1971، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى لتأسيس الجماعة كانت بين عامي 1968 و1971، وأن النظام العلماني آنذاك غض الطرف عنها، وأن هناك علاقة خفية بينه وبين النظام سمحت له بممارسة أنشطته دون ملاحقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!