ترك برس
نشرت السلطات النمساوية، خبرًا مسيئًا لتركيا على اللوحات الدعائية بمطار "شفاشت" الدولي في العاصمة فيينا، ادّعت فيه استغلال الأتراك للأطفال دون 15 عامًا بالعلاقات الجنسية، في حملة دعائية ثانية خلال أسبوعين، تستهدف تشويه صورة تركيا في الخارج.
وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء، في تقرير لها بهذا الشأن، أن وسائل إعلام نمساوية تناقلت خبراً بعنون "تركيا تسمح للأطفال ما دون الـ 15 بإقامة علاقة جنسية"، مشيرة أنه تم نشر الخبر على اللوحات الدعائية بمطار شافشت الدولي.
ونقلت الأناضول عن مصادر دبلوماسية تركية، قولها إن وزارة الخارجية استدعت القائم بالأعمال في سفارة النمسا بأنقرة، لإبلاغه استياء الأخيرة من نشر الخبر المذكور، وطالبته بإزالته من لوحات المطار لمخالفته الحقائق والواقع.
ويتسابق السياسيون النمساويون، المتنافسون في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها للمرة الثانية، في 2 أكتوبر/ تشرين أول المقبل، على إطلاق التصريحات المعادية لتركيا، في محاولة لكسب أصوات اليمين المتطرف، بدلاً من دعم النضال الذي خاضه الشعب التركي للحفاظ على الديمقراطية، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/ تموز الماضي.
ونشرت صحيفة "كرونين زيتونغ" نهاية يوليو/ تموز الماضي عبر لوحات المطار المذكور، خبراً بعنوان "ذهابكم إلى تركيا بهدف السياحة يعتبر دعماً لأردوغان فقط"، بهدف دعوة الناس لعدم التوجه إلى تركيا، مدّعيةً أنّ الأوضاع فيها ليست مستقرة نتيجة محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منتصف يوليو/ تموز الماضي، ونجحت مساعي دبلوماسية تركية حينها في إزالة الخبر.
وقال الأستاذ في جامعة سالزبورغ قسم العلوم السياسية، فريد حافظ، إن "الانحياز لصالح الانقلاب في تركيا، بدا واضحاً وجلياً من خلال وسائل الإعلام، فالساسة النمساويون لا يزالون يرزحون تحت وطأة الكراهية التاريخية للأتراك، وهذا يتجلى في مواقفهم المناهضة دوماً لتركيا".
وأضاف حافظ أن "النمسا تربطها أواصر التعاون مع العديد من الأنظمة الاستبدادية، وانتقاداتها للسياسة والاقتصاد والديمقراطية التركية ليست أكثر من مبالغة"، مشيرًا أن "مطالبة كورتس، للأتراك المناهضين للانقلاب في بلاده بالمزيد من الولاء، هو عبارة عن خطاب مفعم برائحة العنصرية والكراهية".
من جهته، أكد الباحث في معهد العلاقات الدولية النمساوية، هاقان أقبولوت، أن الأحزاب السياسية تلجأ إلى طرق باب قضايا تكامل الأتراك مع المجتمع النمساوي، وإدراجها على جداول الأعمال قبل كل انتخابات.
وقال أقبولت: "بطبيعة الحال، فإن هذه المناقشات لا تكون دائماً موضوعية وواضحة، لذا يجب تقييم تزايد تصريحات السياسيين النمساويين المعادية لتركيا والأتراك، في إطار خوفهم من ظفر المرشح اليميني المتطرف بالانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة أن إمكانية فوزه هذه المرة مرتفعة جداً ولا يمكن تجاهلها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!