بكر هازار – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
في الأيام التي تلت الانقلاب الفاشل تحدثت كثيرا عن الخفايا التي سنكتشفها في المستقبل القريب والبعيد، وفي أول صفحات تلك الرواية رأينا مشهدًا آثار استغراب الكثيرين ولم يُثِر استغرابي كيف هرب 3 جنرالات و60 ضابطًا انقلابيًا إلى جبال قنديل واختبؤوا في أحضان إرهابيي حزب العمال الكردستاني!
قبل الانقلاب بكثير حذّرت وفي أكثر من مناسبة من أن استمرار إرهاب حزب العمال الكردستاني لم يكن ليتم لولا جواسيسه في الدوائر والمؤسسات العسكرية، وذلك بأننا كنا نسمع ونرى الكثير من الأحيان فشل الطلعات والغارات الجوية للطائرات الحربية التركية وكيف أنه وفي آخر لحظة ينجح قادة الإرهابيين في الهرب والنجاة بحياتهم، وفي مرات أخرى كثيرة أيضا كنا نستغرب كيف تقوم قيادات في مستويات عليا بإلغاء ضربات أخرى محققة لتجمعات الإرهابيين!
بعدما قدّمت تلك القيادات الخائنة واجب الطاعة لأسيادها الأمريكان ووقفت إلى جانب إخوتها الإرهابيين في حزب العمال الكردستاني، كانوا يخططون لتقسيم تركيا وتفتيتها لأربع دول جديدة بعد إسقاط أردوغان وتمرير انقلابهم الأسود. تستحضر هذه الخيانات الجديدة قصصًا قديمة لخونة آخرين كانوا قد سلموا وتخلوا عن مناطق للدولة العثمانية في أواخر عهدها، وكان من تلك المناطق إقليم البلقان، فبعد أن قاموا بتسليمه أتوا بعد 3 أشهر وهم يمثّلون دور الضحية ويطلبون من السلطان عبد الحميد أن يعيد لهم ما تم سلبه، رد عليهم عبد الحميد قائلًا "البلقان الذي سلمتموه وتباكيتم عليه لن نستطيع استرجاعه بـ30 سنة من القتال". ثم وبعد فترة وجيزة حاول خائنان آخران تمرير خطة تسليم إسطنبول من جناق قلعة، لكنهم لم ينجحوا، وكما في السابق كانت المواقف اللاحقة بوقوف شعب اليوم موقف البطولة والفداء المعبئة بروح جناق قلعة القديمة.
أفشلنا خطة تقسيم تركيا لأربع أو ثلاث دول جديدة بعدما تجاوزنا فخ أمريكا وأوروبا المحكم، فهم وعلى غرار ما كان يقوم به هتلر إبان الحرب العالمية الثانية قاموا بتمرير خططهم عبر الإعلام بمراحل مدروسة، فهتلر وقبل غزو أوروبا كان يكتب خطط غزوه في جريدة وزارة الدفاع الألمانية وكان يقول: "أفضل طريقة لإخفاء الحقائق هو إظهار ما في الأيدي"، لكن ردود أوروبا والدول المستهدفة كانت تدور في فلك التشكيك ونفي ما يتم نشره وتقول: "بالتأكيد لدى هتلر خطط أخرى؛ فهل من المعقول أن يقوم بنشر خطط غزوه في الأوساط الإعلامية؟"، وعلى نفس الطريقة وبنفس الخدعة قامت أمريكا وأوروبا بالتحضير للانقلاب بنشر دعاية "أردوغان الدكتاتور" ومن ثم تحضير العقول والأذهان لحدث الانقلاب بنشر تقارير كثير تؤكد حتميته. اجتمع المحافظون الجدد وعملاء المخابرات ونادوا بالانقلاب؛ فردت عليهم أمريكا ونادت "سندخل تركيا".
كتبنا الكثير وقلنا إنهم سيأتون حتمًا عاجلًا أم آجلًا... فهم وبعد موقف التمرد "دقيقة واحدة" اجتمعوا بعملاء المخابرات الأمريكية وبعض القيادات العربية وقال لهم غولن "ألا ترون التهديد الكبير في أرضكم؟ ألا ترون الشعوب العربية وهي تصدح بأردوغان وتعلّق صوره في الشوارع والمحلات؟ إلى متى ستظلون تشاهدون؟". نعم لقد احتضن أردوغان الشرق الأوسط وأفريقيا، وجلب الاستثمارات وموارد الطاقة، ورفض الخضوع التام لأمريكا...
من أجل التطهير يجب أن نفرض حجرًا صحيًا على غولن وجماعته المعطوبة وندع الشعب يختم عليهم "مطهّرين"....
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس