بريل ديدي أوغلو - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
في الأيام الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة، كان تنظيم بي كي كي يترقب ما يحدث وما سيحدث، وكأن هذه الأحداث التي حصلت وانتهت كانت إشارة على أن تنظيم بي كي كي سيتأثر فيما بعد.
بعد محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو تكشفت الحقائق واحدة تلو الأخرى وتبين أن قوات الأمن أخذت موقفًا رماديا في تعاملها مع هجمات بي كي كي وبتعبير آخر فإنه بينما يضحي العسكر والبوليس بنفسه فداءً للوطن أثناء اشتباكه مع بي كي كي فإن قادة قوات الأمن يقول بعضهم "إذا وجد واحد فالآخر موجود" لكن بعض قوات الأمن وكأنها تغض الطرف عن تسليح وزيادة هجمات بي كي كي للعمليات الإرهابية.
في النهاية كل أنواع الأفكار السياسية تصب في نظرية أنشأها بي كي كي، هذه النظرية تقول: بعض قوات الأمن والمسؤولين الإداريين يضغطون على الشعب الكردي ومن أجل أن يتخلص تنظيم بي كي كي من هذا الضغط فهو يقوم بتبرير قيامه بالهجمات، وكلما زادت قوات الأمن من تدابيرها الأمنية فإن تنظيم بي كي كي يجمع ويقوي حجته، فلا ينتهي تنظيم بي كي كي ولا تنتهي السياسات الأمنية ولا يظل مكانا لسياسة المدنيين.
إذا وجد واحد سيوجد الآخر
يستعين تنظيم بي كي كي بآخرين في الخارج ينقلون صورته للغرب على أنه مقاتل الشعب الحر المظلوم، وهؤلاء الآخرين الذين تحدثناعنهم هم تنظيم غولن الذين يحركون المنطقة من جهة ومن جهة أخرى يغضون الطرف عن تنظيم بي كي كي ومن جهة أخرى يعملون على التغلغل داخل الحكومة.
يريد تنظيم غولن في النهاية أن يوصل فكرة أن المشكلة الكردية هي مشكلة تنظيم بي كي كي وبهذه الحالة يصبح تنظيم بي كي كي مدينا لتنظيم غولن ومع مرور الزمن من الماضي ليومنا الحالي فقد تراكمت هذه المشاكل لتصبح مشكلة أمنية.
وعندما وصل الموضوع للمشكلة الأمنية فإننا لانستطيع السيطرة على الإحتياطات والتدابير المأخوذة من قوى الأمن.
إذا لم يوجد أحدهما فالآخر قد لا يكون
ولهذا يجب العمل على إزالة سبب وجود تنظيم بي كي كي من الساحة بخطوات سليمة ومدروسة، فهذا التنظيم يدعي بأنه يحارب الدولة فقط من أجل حرية الشعب الكردي بل على العكس فإنه يضر بالشعب الكردي بشكل كبير، وإذا قامت الحكومة باتخاذ هذه الخطوات ضمن مجراها السياسي فإن الحكومة ستحل مشاكل الأكراد بشكل طبيعي وسوف تنقل القضية للبرلمان.
إن وقوف تنظيم بي كي كي أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة وبعدها بفترة عودته لهجماته الدموية وزيادة شدة ووتيرة هذه الهجمات تدعو للقلق، وإذا تم تسليم المسؤولين الذين يضغطون على الشعب وعلى حياته وعاداته وعقائده للعدالة فإنه لن يبقى لتنظيم بي كي كي أية حجة أو ذريعة.
وبهذه الحالة فإن تنظيم بي كي كي لن يستطيع استدراك هذا وسيستمر في هجماته، فقط سيضعف موقف من يقف وراءه ويدعمه، وبهذا سوف تهتم الحكومة بمشاكل المجتمع وسوف تقوم بإنتاج الحلول المدنية لها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس