ترك برس
التقت قناة دوتشه فيله الألمانية أيوتون أورهان الباحث التركي في مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، ووجهت له بعض الأسئلة فيما يتعلق بعملية درع الفرات والتطورات في شمال سوريا، وكان الحوار كما يلي.
ماذا يعني تقديم الولايات المتحدة الأمريكية الدعم الجوي والدبلوماسي لهذه العملية؟
- أورهان: توصلت تركيا والولايات المتحدة في الحقيقية إلى اتفاق بخصوص هذه العملية منذ قبول تركيا فتح قاعدة إنجيرليك أمام قوات التحالف، ولكن لم يتم تنفيذها لفرض روسيا حظرًا جويًا على الطيران التركي ردًا على إسقاط طائرتها الحربية. أرادت الولايات المُتحدة الاستفادة من التدخل البري لتركيا، وتقديمها الدعم يأتي في إطار تحفيز تركيا على هذا التدخل.
هل ترون أن عودة اللاجئين السوريين إلى المناطق المحررة أمر ممكن، وهل تسعى تركيا لتحقيق ذلك؟
ـ أورهان: لا تتوفر في المناطق المحررة حتى الآن أجواء ملائمة لعودة اللاجئين السوريين، فنحن نتكلم عن 3 ملايين لاجئ تقريبًا، ولكن أعتقد أن تركيا تسعى إلى توسيع مساحة المناطق المحررة لإعادة بعض اللاجئين السوريين إلى منازلهم أو إلى مخيمات مقامة على الأراضي السورية. الأمر يعتمد على توفر الأمن والاستقرار الذي سيؤدي إلى بدء عودة اللاجئين.
هل ستتمكن تركيا من الوصول إلى هدفها أم ستفشل في التوصل إلى أسس لحل سياسي؟
ـ أورهان: لا يمكن الحديث عن ميلاد حل جذري للقضية السورية جراء التدخل التركي في شمال سوريا، فالعملية جزئية تهدف إلى تأمين الحدود التركية من الخطر الإرهابي، لذا من الصعب القول إن هناك حلًا حاسمًا لحالة عدم الاستقرار في عدة مناطق من الشرق الأوسط. تركيا ستحقق أهدافها المرجوة من العملية، ومن خلال منعها لتهريب المحاربين الأجانب عبر أراضيها إلى سوريا، يمكننا القول إن تركيا ستساهم في تنشيط مفاوضات الحل في سوريا، ولكن بشكل لا يرقى لمستوى وضع أجندات تركية خالصة.
كيف تنظرون إلى استنكار نظام دمشق لدخول الدبابات التركية للأراضي السورية؟
ـ أورهان: استنكار دبلوماسي يجب أن تقوم به كل دولة. لن يُترجم هذا الاستنكار على أرض الواقع، لأن نظام دمشق الحالي لا يملك إرادة مستقلة ولا يجرؤ على مخالفة التوافق الدولي تجاه العملية المذكورة. إلى جانب ذلك، أؤكّد أن النظام من أسعد الجهات الفاعلة في سوريا لكون العملية تستهدف أيضًا التوسع الكردي الذي يرفضه بشكل قاطع.
هل تشكل هذه العملية خطرًا على وجود بشار الأسد في سوريا؟
ـ أورهان: العملية محدودة كما أسلفت، ولا تصل إلى مستوى إجراء مثل هذه التغييرات الجذرية. كما أن تصريح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم بقبول وجود الأسد في مرحلة الحل الانتقالي تشير إلى أن تركيا قبلت فعليًا مشاركة الأسد طاولة الحوار.
يُقال إن مستشار الاستخبارات القومية هاكان فيدان ذهب إلى سوريا، إن ذهب فعلًا هل التقى بالأسد، وإن التقى ما هي المحاور الأساسية لمثل هذا اللقاء؟
ـ أورهان: الكثير من وسائل الإعلام روجت لهذا الادعاء، ولكن نظرًا إلى مستوى العلاقات بين تركيا وسوريا في الفترة الحالية، فإن من المحال الحديث عن لقاء رفيع بهذا المستوى. ربما يمكن الحديث عن اتصالات بمستوى متدنٍ تجري بين الطرفين، ولكن بشكل غير رسمي، بل من خلال ممثلين لبعض أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني التركية. تتناقل الدول بعض الرسائل عبر هذه الهيئات. تأسيس العلاقات بين تركيا وسوريا لن يتم بشكل مباشر بل عبر الوسيطين الروسي والإيراني.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!