ترك برس
أبصر مفتي أوغلو نور الحياة عام 1870 بمدينة إسطنبول. والده هو العالم الشاعر المشهور "يحيي سازائي أفندي" الذي كان يشغل منصبًا هامًا في صف العلماء أصحاب المكانة في الدولة العثمانية. وكان جده هو مفتي الدولة "عبد الحميد أفندي".
توفي والد مفتي أوغلو وهو في السابعة من عمر، وترعرع في كنف أخيه الأكبر.
انضم مفتي أوغلو إلى المدرسة العسكرية في حي سوغوك تشاشمه بإسطنبول، لدراسة المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ومن ثم التحلق بمدرسة غالاطة ساراي لإتمام المرحلة الثانوية.
تعرف على الأديب "توفيق فكرت" أثناء دراسته في مدرسة غلاطة ساراي، وبدأت بوادر ميوله الأدبية بالظهور أثناء دراسته الثانوية، وكان لفكرت الدور الأكبر في إعانته على تطوير قلمه الأدبي. كتب رواية "انتقام ليلى ومجنون" وهو في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية.
أنهى تعليمه عام 1888، وتم تعيينه كدبلوماسي في وزارة الخارجية، كما عمل معلمًا في مدرسة غالاطة ساراي.
انتقل للعيش في اليونان ومن ثم في مناطق متعددة من القوقاز للعمل كسفير للدولة العثمانية، وبعد عيشه لسنوات طويلة خارج إسطنبول، عاد إليها مشتاقًا عام 1896.
مع عودته لإسطنبول، عمل مدرسًا في مدرسته، وكرس نفسه للأدب من خلال ترجمة عدة كتب أدبية من الفرنسية إلى التركية العثمانية بقلم أدبي متمكن وأسلوب جاذب للقارئ.
انضم مفتي أوغلو إلى تجمع أدبي يحمل اسم "ثروة الفنون"، وسنحت له الفرصة للنشر في مجلة التجمع، وتمكن من نشر قصيدتين شعرتين الأولى بعنوان "السجع"، والثانية بعنوان "غوليستان"، وهو اسم فتاة يعني الجمال. وقد أشاد نُقّاد أدبيون بهاتين القصيدتين اللتين كُتبتا بلغة قوية لا يفهمها إلا المتمكن من اللغة التركية العثمانية.
عمل ما بين 1898 و1908 مُدرّسًا في غالاطة ساراي، ولكن على الصعيد الآخر، لم يترك عمله كدبلوماسي ومستشار في وزارة الخارجية. تخرج على يده الأديب والمفكر العثماني الشهير "أحمد هاشم".
بعد إعلان المشروطية الثانية، الفرمان الذي حدد سلطات السلطان العثماني في إطار دستوري، نُقل مفتي أوغلو إلى وزارة الزراعة والتجارة، ولكن لم يمض الكثير حتى عاد إلى وزارة الخارجية.
غادر مدرسة غالاطة ساراي عام 1908، وانتقل منها إلى جامعة إسطنبول التي كان يُطلق عليها "دار الفنون" سابقًا، حيث أُوكلت إليه مهمة تدريس الآداب الألمانية والفرنسية في كلية الآداب. كتب مفتي أوغلو الكثير من أعماله خلال عمله في كلية الآداب التي وفرت له ظروفًا مواتية للاشتغال بالأدب.
أثناء عمليه في دار الفنون انتمى مفتي أوغلو لحركة القومية التركية، وأسس عام 1908 إلى جانب عدد من زملائه جمعية التركي، وفي عام 1911 انضم إلى جمعية الوطن التركي القومية.
تلقّى مفتي أوغلو عدة عروض من الصحف الفاعلة لنشر نتاجه الأدبي والفكري، إلا أنه لم يقبل سوى عرض صحيفة "تصوير الأفكار" التي كانت الأكبر في عصرها.
عينه الخليفة "عبد المجيد الثاني" عام 1918 مستشارًا له وأرسله إلى فيينا وبرلين ومن ثم لباريس لمتابعة عملية التفاوض مع دول الحلفاء، ولعب دورًا ملحوظًا في إتمام هدنة مودروس عام 1918، وما تبعها من اتفاقيات خاصة اتفاقية سيفر المُبرمة عام 1920.
استدعته وزارة خارجية الجمهورية التركية في أنقرة، عام 1926 للعمل كمستشار أول، وظل على رأس عمله كمستشار حتى وافته المنية في عام 1927، نتيجة اصابته بسرطان الكبد.
آُثاره الأدبية
حظي مفتي أوغلو بقلم سيال أعانه على كتابة عدد كبير من الروايات والقصص، أهمها:
ـ السيدة غونول.
ـ الجشع والحرص.
ـ انتقام ليلى ومجنون.
ـ تصادف.
ـ ألب أرسلان.
ـ صحف القلب.
ـ السماء المكشوفة.
ـ قطرة دم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!