عثمان أتالاي - صحيفة يني عقد - ترجمة وتحرير ترك برس
كانت الثورات العربية التي بدأت عام 2010 في كل من تونس وليبيا ومصر والأردن وسوريا علامة للاضطرابات الجيوسياسية التي نشهدها اليوم في بلادنا، فقبل 100 سنة رسمت اتفاقية سايكس بيكو وقسمت البلدان على أساس عرقي وديني ومذهبي.
ففي عام 1991 تفكك الإتحاد السوفييتي، وفي عام 1992 حرب البوسنة، وفي عام 1994 حرب الشيشان، وفي عام 2003 احتلت العراق، ومما سبق نستطيع أن نقوم بتحليل هذه الفترات والأحداث بأن المشروع الذي رسم من أجل العالم الإسلامي قد دخل حيز التنفيذ.
بالنظر إلى أيامنا الحالية نرى أن دولا كالسعودية، واليمن، وليبيا، والعراق وسوريا تشهد فترات من الصراعات الساخنة، أما بالنسبة لمصر فإن الصراعات فيها أوقفت ووضعت تحت السيطرة.
وفي هذا السياق فإنه من غير المستغرب أن يصرح رئيس الإستخبارات الأمريكية "جون برينان" بأنه من غير الممكن إعادة هيكلة الدولة المتفككة في كل من سورية والعراق، ونستطيع القول وبكل صراحة أن أفضل مستقبل ممكن أن يكون لسورية هو أن تشبه حال العراق.
كيف حال العراق؟ النظام في العاصمة بغداد، ومقسمة لثلاث أقسام، القسم الجنوبي شيعي، القسم الأوسط سني، والقسم الشمالي كردي، وحقيقة المشهد في سوريا تشبه تماما المشهد في العراق.
لم يتلقن بشار الأسد درسا من من سبقوه من الرؤساء كصدام حسين ومعمر القذافي، فلم يهتم للعاصفة القادمة وبقيت سورية فريسة بين فكي أمريكا وروسيا.
تصدرت العملية التركية في جرابلس السورية الأحداث اليومية، وتعد هذه العملية ذات طابع حياتي مهم من أجل مصالح بلدنا الجيوسياسية والجيوستراتيجية.
وأمريكا راضية عن ضبط حدودنا بشكل آمن بعملية جرابلس، لكنها منزعجة من تقدمنا للجنوب باتجاه مدينتي منبج والباب اللتان تقعان تحت سيطرة تنظيم وحدات حماية الشعب، أما بالنسبة لروسيا وإيران ونظام الأسد فهم راضون عن إعاقة عملية جرابلس للكانتونات الكردية المتمركزة على حدودنا، لكنهم منزعجون من اقترابنا باتجاه حلب.
أيقنت كل من روسيا وأمريكا بأن مستقبل سوريا سيكون بدون الأسد، لكن المهم أن لا تكون وحدة الأراضي السورية غير مهمة لأحد، فالدول مثل روسيا وأمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والسعودية وإيران همها الوحيد مصالحها الدولية، لكن في الوقت الذي يركض الكل لتحقيق مصالحه، سارعت تركيا مجبرة لتحقيق مصالحها آخذة النموذج العراقي بعين الاعتبار.
وكما أظهرت المعارضة والحكومة تكاتفا وترابطا في أحداث 15 تموز، علينا إظهار نفس الشيء بخصوص الموضوع السوري.
ملاحظة: فليكن عيد الأضحى رحمة وبركة وأملًا على مساكين الحرب والمظلومين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس