فكرت بيلا - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
يظهر التحول الأخير في سياسة أنقرة تجاه سوريا، أنه عندما تتوقف تركيا عن الرقص على أنغام الولايات المتحدة، فإنها تصبح أكثر فاعلية، وتحصل على نتائج أفضل.
بعد أن تصالحت مع روسيا بعد أشهر من التوتر بسبب أزمة إسقاط الطائرة الروسية، تعزز موقف تركيا في مواجهة الولايات المتحدة، وصارت قادرة على أن تدخل مرة أخرى في المعادلة السورية. لو لم تقم أنقرة بهذا التحول، لما كان بمقدورها سوى أن تستمر في مراقبة ما يجري في سوريا ويداها مكبلتان.
وفي حين تعطي أنقرة، بوصفها عضوا في التحالف، أولوية للحفاظ على التنسيق مع واشنطن، فإن الولايات المتحدة لم تكترث لعجز تركيا، بل على العكس كانت الولايات المتحدة راضية بهذا الوضع. وقد ساعد التصاق تركيا بالحدود السورية على تسهيل الدعم الذي تقدمه واشنطن لإقامة ممر كردي. وكان السبب في الاعتراضات الأمريكية على مطلب تركيا بإقامة منطقة آمنة منذ البداية، تفضيل واشنطن لإقامة هذا الممر.
لكن قيام تركيا بحل أزمتها مع روسيا، وعزمها على القيام بعمل بقوتها العسكرية غير هذه المعادلة. تكشف الجهود الأمريكية الأخيرة لمعرفة المزيد عن ترميم العلاقات التركية الروسية أن هذا التغير السياسي كان فعالا: توقفت أنقرة عن الرقص على أنغام واشنطون، وبدأت تستخدم قوتها الخاصة.
تلعب تركيا الآن دورا مهما في سوريا. تحمل تركيا على عاتقها العبء الأكبر للاجئين السوريين، وترسل معظم المساعدات الإنسانية إلى سوريا على الرغم من الهجمات التي يشنها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي وداعش، ومعاناتها من صدمة محاولة الانقلاب العسكري في الـ15 من يوليو/ تموز. وعلى الرغم من هذا كله، فإن أصدقاء أنقرة وحلفاءها، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، أظهروا عدم اكتراث لعمليتها الأخيرة في سوريا.
ويُظهر هذا الوضع لأنقرة أن الطريق الأصوب كان القيام بعمل عسكري بقواتها، دون توقع أي شيء من أحد. بتحركها المدعوم بقوتها العسكرية أضعفت تركيا السياسات الغربية المعتمدة على المنظمات الإرهابية.
من الآن فصاعدا، سيكون دور تركيا مهما في آليات القرار التي تعد من أجل سوريا. لن تكون الولايات المتحدة قادرة على اتخاذ الترتيبات على حدودنا ما تشاء، دون أن تاخذ رد فعل تركيا في الحسبان.
أوعزت الحرب الأهلية السورية وموقف العالم الغربي منها إلى تركيا بأنها استدرجت إلى عملية تفكيك سوريا. وكان رد الفعل التركي عنيفا وعلى مستوى قومي.
صار الدور التركي الجديد وقوتها العسكرية الآن مسألة واقعية. لن تقبل تركيا بأي صيغة يمكن أن تؤثر على مصالحها. تمكنت أنقرة بعملية درع الفرات من توجيه أكبر ضربة لتنظيم داعش، ولم يعد بوسع الولايات المتحدة استخدام حجة أن تركيا تدعم داعش، لكن أنقرة يمكنها أن تتخذ موقفا ضد واشنطون لدعمها حزب العمال الكردستاني، وجزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردي.
هدف تركيا هو حماية حدودها، ومنع تشكيل بينة الدولة التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردي. ليس لدى تركيا هدف آخر، ولا تتطلع إلى الموصل أو حلب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس