ترك برس
قالت صحيفة "الرياض" السعودية، إن التقارب الحاصل بين تركيا والمملكة العربية السعودية مثل بيئة خصبة وأرضا مشتركة انطلقت منها العديد من المبادرات الاقتصادية والشراكات التجارية الناجحة والتي توجت بحجم تبادل بلغ 22 مليار دولار وبتواجد 700 شركة سعودية تستثمر في الأراضي التركية.
وأوضحت الصحفية في تقرير لها، أن التبادل التجاري مرشح بقوة للزيادة إذا نجحت زيارة ولي العهد السعودي محمد نايف إلى تركيا في تذليل بعض المعوقات والصعوبات التي تواجه رؤوس الأموال في البلدين خصوصا مع التنامي السريع في العلاقة التجارية بين البلدين والتي نجحت في تشكيل اللجنة السعودية -التركية المشتركة، ومجلس رجال الأعمال السعودي التركي.
وأشار التقرير أن كلا البلدين يولي اهتماماً واضحاً لوضع مسيرة التعاون والتبادل التجاري على طريقها الصحيح بتبني إستراتيجية طموحة من أجل توسيع قاعدة التعاون الاقتصادي، مبينة أن تركيا لديها خطة لإيصال الناتج القومي إلى 2 تريليون دولار في عام 2023، بينما تطمح المملكة إلى تقليل اعتمادها الاقتصادي على عائدات النفط بتنويع الصادرات في مجالات أخرى وهو الأمر المعلن صراحة في "رؤية المملكة 2030".
وأضاف: "إن المتابع للشأن الاقتصادي يمكن له أن يرصد مستقبل العلاقة المتنامي من خلال تزايد عدد الشركات التركية العاملة في المملكة بمختلف أحجامها، وبتنوع نشاطات هذه الشركات حيث تتوافر فرص استثمارية في بعض القطاعات ومن أهمها القطاع الصناعي، لكون تركيا تعتبر الآن -وبكل المقاييس- دولة صناعية متقدمة مقارنة مع مثيلاتها في المنطقة. وتشهد في ذات الوقت ثورة صناعية في كافة مجالات القطاع الصناعي".
وشدّد التقرير أنه لا يمكن أن تَغفَلَ عين المتابع عن دور تركيا المهم والرئيس في الجانب السياحي والتي تسجل كل صيف أراقاما قياسية في عدد السياح السعوديين المسافرين إلى مختلف المدن التركية وعلى مدار العام، كما أن المملكة تحتل المرتبة الاولى في الاستثمار العقاري والسياحي في تركيا بحوالي خمسة مليارات دولار.
ولفت إلى أن التعاون يقوم على تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتنويع قاعدة التعاون الاقتصادي لتشمل أكبر تشكيلة ممكنة من القطاعات التجارية والصناعية، وتبادل المنتجات المرغوبة في كلا السوقين وذلك عبر الاستفادة من الميزات النسبية في كل دولة، مما سيؤدي في نهاية الأمر إلى زيادة الأهمية الإقليمية لكلا البلدين.
وأردف: "إن تركيا تعتبر مدخلًا لأوروبا، والمملكة بلا شك هي المدخل للخليج. كما أن كلتا الدولتين عضو في مجموعة العشرين. وكل واحدة من الدولتين تملك اقتصادا كبيرا بمعايير الدول الإسلامية والإقليمية، وكل منهما لديه ميزات نسبية يحتاج إليها الآخر. فدولة تملك مساحة وموارد طبيعية هائلة وثقلا عربيا وإسلاميا لا يجارى، والثانية تملك موقعا يتوسط بين الشرق والغرب، وجمال طبيعة، وكثافة بشرية متعلمة، وبين الدولتين ثقافة مشتركة مصدرها الدين الإسلامي".
وبحسب الصحيفة السعودية، فإن كل تلك الأرضية المشتركة تيسر من توقيع عدد كبير من الاتفاقيات، تأتي في مقدمتها اتفاقيات المواصفات والمقاييس والخدمات المالية والمصرفية وزيادة حجم الاستثمارات بين البلدين والتعاون في مجالات النقل البري والجوي والبحري والسكك الحديد، إضافة إلى التفاهم في مجالات التعاون بالقطاع الزراعي والصناعات الغذائية والثروة الحيوانية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!