ترك برس
أوضح الخبير في شؤون الشرق الأوسط "بلجاي دومان" أن المتابع لتحركات حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق ربما يُلاحظ أن المكتسبات الجغرافية والعسكرية واللوجستية التي حصل عليها الحزب هناك في حالة تنامي ملحوظة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، مشيرًا إلى أن شواهد هذا التنامي طرأت من خلال تنامي الأعمال الإرهابية داخل المدن التركية الصغيرة والكبيرة على حد سواء.
يعمل دومان كخبير أساسي في الشأن العراقي لدى مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية "أورسام"، ويتناول دومان في مقاله "أبعاد تهديد حزب العمال الكردستاني في العراق" الذي نشر على الموقع الإلكتروني للمركز، أبعاد التهديد الذي بات يشكله انتشار عناصر حزب العمال الكردستاني في العراق.
ذكر دومان أن الشاهد الرئيسي لعملية الانتشار في العراق هو محاولة عناصر الحزب توسيع مجال أعمالهم الإرهابية عبر النزول إلى المدن وإعلان بعض المناطق في جنوب شرق تركيا مستقلة ذاتيًا، موضحًا أن سيطرة تنظيم الدولة "داعش" على الموصل في صيف 2014، أفرزت حالة من الفوضى الإدارية العارمة في كل من بغداد وإقليم كردستان العراق، استغل حزب العمال الكردستاني هذه الحالة من الفوضى التي حالت دون التنسيق النشط بين الحكومة التركية والسلطات العراقية، الأمر الذي وفر بيئة مناسبة لانتشار عناصر حزب العمال الكردستاني وتأسيسهم قواعد تدريبية ولوجستية ضخمة لا سيما في المناطق الواقعة على حدود الإقليم والعراق مثل طوز خورماتو وخناقين وسنجار.
بعد سيطرة حزب العمال الكردستاني على سنجار في كانون الثاني/ يناير العام المنصرم مع قوات البشمركة قام بتأسيس مجلس إداري تحت مسمى "مجلس سنجار"، يقول دومان إن الحزب أسّس "حركة المجتمع الكردستاني الحر" أو بما يعرف باللغة الكردية "تافجارا أزادي" لتكون الجناح السياسي له في العراق، وقد تم إعلان تأسيسها في مؤتمر صحفي عُقد بمدينة كركوك في يناير الماضي.
يشير دومان إلى أن الحكومة المركزية العراقية "عاجزة" عن منع حزب العمال الكردستاني مما يقوم به لانشغالها بالتحضير لعملية تحرير الموصل، كما أنها ترى فيه داعمًا كبيرًا في تحرير المناطق المحتلة من قبل داعش، وعنصرًا هامًا لمنع تركيا من "تحقيق مآربها في السيطرة على الموصل"، وقد بدا دعم الحكومة العراقية اللوجستي حزب العمال الكردستاني واضحًا، خاصة لما يعرف بـ"وحدات مقاومة سنجار" "يبيش" التي تشكل عناصر الحزب نسبة كبيرة من قواتها الإدارية والعسكرية وتتشارك في إدارتها مع قوات الحشد الشعبي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح في قمة الدول العشرين بأن الاستخبارات التركية تتابع تحركات عناصر حزب العمال الكردستاني بالقرب من مدينتي الموصل وكركوك، موضحًا أنها تشكل تهديدًا لتركمان كركوك والمصالح القومية الاستراتيجية لتركيا التي لن تسمح بأن يحقق حزب العمال الكردستاني أهدافه.
وكرد فعل تركي على التحركات المذكورة، هاتف أردوغان رئيس إقليم كردستان العراق "مسعود بارزاني" معربًا عن امتعاضه من التحرك الذي يقوم به الحزب بدعم من الحكومة العراقية المركزية.
كما صرح رئيس جبهة تركمان العراق والنائب عن مدينة كركوك "إرشاد صالحي" بأن حزب العمال الكردستاني تهديد خطير لتركمان العراق، مطالبًا الحكومة العراقية بالكف عن دعم تحركاته ومطالبته بالانسحاب الفوري من الأراضي العراقية خاصة مدينة كركوك.
وردًا على تصريحات صالحي هدد قائد جيش الجبهة الرابعة للبشمركة "واستا رسول" قائلًا إن البشمركة سترد على صالحي "بالشكل الذي يُعرّفه مكانه وقيمته".
فيما نفى محافظ كركوك نجم الدين كريم استعانته بقوات حزب العمال الكردستاني أو البشمركة للدفاع عن كركوك ضد داعش، مؤكدًا أن الحكومة العراقية تعلم بكل ما يجري ولكنها تتغاضى عنه.
وحذر دومان في ختام مقاله من سيناريو سيطرة حزب العمال الكردستاني والبشمركة على مساحات واسعة من العراق وبالأخص مدينة الموصل، وعجز الحكومة العراقية عن استردادها لتصبح ساحة لتصفية الحسابات بين البشمركة والحشد الشعبي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!