ميليس ألبان - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
افتتح في العاصمة التركية أنقرة في الأسبوع الماضي متحف إيفلي ياجيل، وهو أول متحف من نوعه مخصص للفن الحديث والمعاصر في وقت تختفي فيه كثير من الأعمال الفنية وراء الأبواب المغلقة، فليس أمام الجمهور سوى زيارة المعارض الفنية.
ولكن إذا لم يكن بمقدور المرء أن يزور المعرض خلال فترة إقامته القصيرة حيث تعرض اللوحات، فلن تكون لديها فرصة أخرى لرؤية هذه اللوحة. وإن لم تُباع قطعة فنية، فإنها تعاد للفنان، أما إذا بيعت، فإنها تنقل إلى منزل من اشتراها.
أما المزادات فهي أسوأ، حيث تباع القطع الفنية في دقائق، وليس بمقدور أحد أن يراها بعد ذلك مرة أخرى. بل إن هناك هواة جمع التحف الفنية الذين يترددون على ورشات عمل الفنانين، ويشترون قطعا فنية دون أن تصل حتى إلى المعارض. وبعبارة أخرى فإن هناك قطعا فنية لم يرها أحد قط.
متحف إيفلي يايجيل افتتحه رجل الأعمال سارب إيفلي ياجيل، ويعرض أعمالا فنية جمعها على مدى عقدين من الزمن.
يقول دينيز أرتون أول مستشار للمعرض الفني "إن جميع الأعمال المعروضة في المتحف جاءت من منزل سارب إيفلي ياجيل. كان بمقدوره أن يحتفظ بها في بيته ويستمتع بها بمفرده، ولن يسأله أحد لماذا لا تعرضها، لكنه اختار أن يتقاسم ما يملكه مع الآخرين".
ويشير أرتون إلى أن فتح المجموعات الخاصة أمام الجمهور هو في الوقت نفسه عرضة للانتقاد. "إذا اشتريت قطعة فنية وعلقتها على حائط غرفة نومك، فلن يسألك أحد لماذا اشتريت هذه القطعة من ذاك الفنان، ولماذا اخترت هذه القطعة ولم تختر تلك، ولماذا تجمع بين هذه وتلك، ولكن إذا وضعت هذه القطعة في متحف فإن هذه النوع من الأسئلة سيتردد. وفجأة يتحول ما اشتريته لنفسك فقط إلى مجموعة فنية يجب عليك أن تبرر لماذا اقتنيتها".
تتكون مجموعة إيفلي ياجيل من أكثر من مئتي لوحة وقطع منحوتة، وصورا فوتوغرافية ومطبوعات لأكثر من 82 فنانا منذ عام 1950.
ومن بين قطع المتحف وقع الاختيار على 75 قطعة فنية لافتتاح المعرض تحت شعار "أنقرة البر الرئيس".
يغطي المعرض ثلاثة طوابق. تعرض في كل طابق أعمال لفنانين من ثلاثة أجيال منفصلة. تعرض في الطابق الأول أعمال لجيل الفنانين الكبار مثل مبين أورهون، ونجاد ديفريم، وفروح باشا أغا.
في الطابق الثاني تعرض أعمال تمثل جيل الفنانين من عام 1950-1970 مثل كنعان طولون، وإنجي إيفينير، وكما أونسوي. أما الطابق العلوي فيعرض أعمال الجيل الأصغر مثل ميهتاب بايدو، ونجلا روزجار، وإيردال دومان.
وإلى جانب هذه الأعمال الفنية تعرض مقتطفات من أعمال ثلاثة كتاب يمثلون أجيالا مختلفة : الشاعر والأديب يعقوب قدري، والكاتبة سيفجي سويسال، وباريش بيتشاكتشي. أعمال هؤلاء الكتاب كانوا في مخيلة الفنانين وهم يبدعون أعمالهم. وستعرض مجموعات مختلفة من الأعمال الفنية في المتحف على مدى أربعة أشهر.
لا تدع فرصة زيارة المتحف تفُتكَ إذا مررت بحي إينجيك في أنقرة، أما إذا كنت خارج أنقرة، فإن المتحف يستحق القيام برحلة إلى هناك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس