ترك برس
أشعلت الصور التي أبرزت تجول مقاتلي حزب العمال الكردستاني الـ "بي كي كي" في كركوك إبان الهجوم الذي شنه بعض عناصر داعش على مركز المدينة بتاريخ 21 أكتوبر 2016، لهيب الخلاف بين أنقرة وبغداد، حيث اتهمت أنقرة الأخيرة بالواهنة غير القادرة على حماية أمنها وسيادتها.
ولم يقف الأمر على ذلك، حيث اتهمت الجبهة التركمانية في العراق بغداد بالخنوع لعناصر حزب العمال الكردستاني الذي "يسعى لتغيير التركيبة الديمغرافية لبعض مناطق كركوك" على حد ما أشار إليه رئيس الجبهة التركمانية في العراق "إرشاد صالحي".
وأضاف صالحي، النائب في البرلمان عن مدينة كركوك، أن تغلغل عناصر حزب العمال الكردستاني سيؤدي إلى عواقب وخيمة على المواطنين العرب والتركمان، موضحاً أن اتحاد كردستان الوطني "كا يي بي" هو من يتحمل المسؤولية في المقام الأول، فهو الذي يأوي هذه العناصر في السليمانية ويوفر لها الغطاء الأمني والدبلوماسي.
وفي لقائه مع موقع الجزيرة ترك، أفاد صالحي أن الـ كا يي بي سجل خرقاً سافراً للدستور العراقي الذي يصنف المناطق التركمانية على أنها مناطق "خلاف" بين حكومتي بغداد والإقليم"، وبالتالي تعود حمايتهما للحكومة المركزية بالتعاون مع السكان المحليين، متمماً أن الكا يي بي يضرب بعرض الحائط كل القوانين ويتواطأ مع الـ بي كي كي على حساب المصلحة العامة للعراق.
وأشار صالحي إلى أن علاقات التركمان مع السيد "طالباني"، زعيم اتحاد كردستان الوطني، كانت جيدة، ولكن للأسف نراه اليوم يسلم بعض المناطق العراقية لعناصر حزب العمال الكردستاني على طبق من ذهب، منوّهاً إلى أنه ومن دون شك سينبثق عن هذا التحرك علاقات متوترة جداً بين الجبهة التركمانية واتحاد طالباني.
ووفقاً لتصريحات صالحي، فإن الكا يي بي سيتعرض لمساءلة شديدة على صعيد حكومتي الإقليم وبغداد.
ووفقا لتصريحات صالحي، فإن الـ بي كي كي بالتعاون مع الـ كا يي بي يهدف إلى طرد المواطنين التركمان واستقدام الأكراد مكانهم، لتثبيت قواعدها الوجودية في كركوك على أساس أنها مدينة ذات كثافة كردية، وإن لم يتم التحرك من قبل الحكومة العراقية وتركيا لإيقاف هذه المهزلة فإن الـ بي كي كي سيتمكن من تحقيق ما يرنو إليه.
وقال صالحي إن عناصر الـ بي كي كي لم يلعبوا دوراً فاعلاً في صد داعش عن كركوك، ولكنهم استغلوا الأمر للترويج لأنفسهم على أنهم أبطال من خلال نشر بعض الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، متابعاً أن الشرطة العراقية وقوات البشمركة والمواطنين التركمان هم الذين عملوا على دحر داعش عن كركوك، وما فعلته قوات الـ بي كي كي هو استثمار الحدث بشكل غير أخلاقي، مبيناً أن ابن أخيه استشهد في سبيل الدفاع عن كركوك التي ليست بحاجة لقوات الـ بي كي كي لتدافع عنها.
وعاد صالحي بالتاريخ إلى سنوات مضت، موضحاً أن قوات الـ بي كي كي تخترق السيادة العراقية منذ سنوات، ولكن الحكومة لم تحرك ساكناً إزاء هذا الاختراق الذي تدعمه إيران وتضغط عليها للتغاضي عنه.
وبحسب صالحي، فإن المخاوف التركمانية زادت عشية ارتفاع وتيرة انتشار قوات الـ بي كي كي في سنجار المتاخمة بشكل مباشر لتلعفر ذات الكثافة التركمانية، متسائلاً من سيمنع هذه القوات من الهجوم على المناطق التركمانية، كما حدث العام الماضي في طوز خورماتو؟
ووفقاً لما يوضحه، فإن هناك اتصالات وثيقة بين جبهته والحكومة التركية للتحدث عن نوعية الدعم الذي تقدمه تركيا لها، كي يتسنى لها الحصول على القدرة التي تمكنها من الدفاع عن مواطنيها ضد مطامع البي كي كي.
وختم صالحي تصريحاته بالإشارة إلى أن المجتمع الدولي يصرف نظره عن تواجد هذه القوات التي ضرب انتشارها في المدن العراقية أطنابه، بذريعة أنهم قادمون لمحاربة داعش، مشيراً إلى أنه يخشى أن يكون الواطنون التركمان لقمة سائغة لمآرب البي كي كي.
وعلى صعيد متصل، ذكرت مصادر محلية مطلعة أن قوات الـ بي كي كي أضحى لديها عدة قواعد منتشرة في سنجار الواقعة على أطراف الموصل، وداقوق القابعة بين السليمانية وكركوك، موضحةً أن قوات الـ بي كي كي تعمل بشكل وثيق مع بعض القوات التابعة للبشمركة، إذ عملتا على تأسيس اتحاد مقاومة سنجار ومجتمع كردستاني الحر لتنسيق التعاون المشترك فيما بينهما.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!