ترك برس
قال الكاتب والمحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، إن الصفوية في الآونة الأخيرة أطلت مرة أخرى برأسها الخبيث في صورة الميليشيات الطائفية لتهدد أمن تركيا، بل وأمن المنطقة برمتها، مشيرًا إلى أن المنطقة تنتظر خروج "ياووز (السلطان سليم الأول)" جديد ليخلصها من فتنة الصفويين الجدد.
وفي مقال له بموقع "أخبار تركيا"، أشار الكاتب التركي إلى أنه لما حاول الشاه إسماعيل الصفوي إثارة الاضطرابات في شرقي الأناضول لزعزعة الدولة العثمانية بعد أن فرض على شعبه المذهب الشيعي وذبح عددا من علماء المسلمين، أراد السلطان العثماني سليم الأول قطع دابر هذه الفتنة ووأدها قبل أن تتسع رقعتها أكثر مما وصلت إليه، وبعث رسائل إلى الشاه ليدعوه إلى التوقف عن إثارة الفتنة وهدَّده بالقضاء عليه إن لم يرجع إلى الصواب.
وأوضح أن رسائل السلطان سليم الأول الملقب بــ"ياووز" إلى الشاه إسماعيل الصفوي قبيل معركة جالدران الشهيرة من أروع الرسائل التي بعثها الملوك والسلاطين المسلمون إلى أعدائهم.
وما جاء في تلك الرسائل الخالدة من عبارات العز والقوة والحزم تؤكد أن الأحداث المشابهة التي تشهدها منطقتنا اليوم بحاجة إلى هذه اللغة بدلا من لغة الضعف والمراوغة.
"أنا سلطان العثمانيين، ورئيس الفرسان، وسيد الأبطال، وكاسر جميع أعداء الإيمان، وخوف فراعنة عصرنا وظالميه، وأنا الذي يذل أمامه الملوك المتصفون بالكبر والجبروت، ابن السلطان مراد خان، وابن السلطان محمد الفاتح، وابن السلطان با يزيد، السلطان سليم خان.."
"أما أنت، أيها الشاه إسماعيل، فأنت في طريق الضلال. أفسدت صفوة معتقدات الإسلام، وتماديت في الإساءة للإسلام، وتجاوزت أبواب الظلم والجبروت ضد المسلمين، وهاجمت بلاد المسلمين، ولم تتردد في الظلم دون خجل، وآذيت المسلمين الأبرياء، وزرعت في كل مكان بذور الفتنة والفوضى، ولم تتجنب ذبح الناس، بل قتلت الأفاضل والمحترمين منهم، وحاولت تغيير أوامر الإسلام تلبية لرغبات نفسك السيئة وفطرتك الفاسدة، وأفسدت عددا كبيرا من المسلمين حين جعلت المحرمات حلالا، هدمت المساجد وأحرقت المقامات والقبور، وقتلت العلماء والسادة المباركين من ذرية نبينا، ورميت المصاحف في حفر الحمامات، وأسأت إلى أبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه وشتمتهما. هذه فقط بعض تصرفاتك السيئة، وبناء على هذه التصرفات وأمثالها التي تدور على الألسنة، أفتى العلماء بكفرك وأنك مرتد خارج الملة، كما أفتوا بوجوب قتلك وقتل من يتبعك."
"أخبرتك قبل أشهر بما سأفعله حتى تكمل استعداداتك قبل ملاقاتي ولا تقول إنك كنت تغفل ولم تكن مستعدا للقتال. وعلى الرغم من استعدادي منذ مدة وتحركاتي المثيرة للضجة ووصولي إلى جبال أرزنجان وتلالها لم تحرك ساكنا. وتتخفى جيدا لدرجة أنه لا فرق بين وجودك وعدمك."
"من الخطأ اعتبار من يبحث عن الراحة في الظلام رجلا. وليس من المناسب أن يحمل سيفا ويركب فرسا من يخاف من الموت. وإن كنت تتخفى بسبب كثرة جنودي فإنني تركت أربعين ألفا من جنودي بين قيسري وسيواس لأزيل خوفك. ولعله لا يمكن الإحسان إلى العدو أكبر من هذا. ولذلك إن كان لديك ذرة من الرجولة فواجهني."
وأضاف ياشا: هذه مقتطفات من الرسائل التي بعثها السلطان العثماني سليم الأول الملقب بــ"ياووز" إلى إسماعيل الصفوي، قبيل المعركة. ولما حاول إسماعيل الصفوي التهرب من المعركة أرسل إليه السلطان سليم ملابس وعطورات نسائية ليستفزه إلى المعركة، وقال له: "إن كنت رجلا فلاقني في الميدان."
ولفت إلى أن جيش الشاه إسماعيل الصفوي انهزم أمام جيش السلطان سليم الأول في معركة جالديران الشهيرة شر هزيمة، وأسر عدد كبير من قادة الجيش الصفوي كما أسرت إحدى زوجات الشاه. وأما إسماعيل الصفوي نفسه فهرب من أرض المعركة.
وخلص إلى أن "الصفوية في الآونة الأخيرة أطلت مرة أخرى برأسها الخبيث في صورة الميليشيات الطائفية لتهدد أمن تركيا، بل وأمن المنطقة برمتها، وتعيث في الأرض فسادا، بدعم من القوى العالمية والإقليمية، في ظل السبات العميق الذي جعل الدول المستهدفة من قبل الصفويين لا تسمع الآهات والمناشدات، ولا تحرك ساكنا لحماية أمنها، بل تنتظر الموت في عجز وجبن، كما تنتظر المنطقة خروج "ياووز" جديد ليخلصها من فتنة الصفويين الجدد".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!