ترك برس
وقّعت تركيا والصين اتفاقية تعاون مبدئية تهدف إلى تحفيز مليون مواطن صيني على الأقل لزيارة تركيا سنويًا وكذلك مواطنين أتراك لزيارة الصين، وذلك خلال زيارة وفد من رئاسة الوزراء التركية لجمهورية الصين الشعبية في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ومن المقرر أن تصل أول قافلة من السياح إلى تركيا الأسبوع القادم.
وتسعى تركيا من خلال توقيع هذه الاتفاقية الأولى من نوعها مع الصين إلى رفع وتيرة التعاون التجاري بينها وبين الصين وإتاحة الفرصة لتعرف الطرفين على الأنشطة الاقتصادية الفاعلة لدى كل منهما، حسب صحيفة يني شفق.
وتقدم الوفد التركي ممثل رئاسة الوزراء "محمد طه غارغارلاي أوغلو" يشاركه 18 موظفًا من قسم العلاقات الخارجية في رئاسة الوزراء ومن وزارتي السياحة والاقتصاد، والتقى عددًا من محافظي المدن الصينية للتعرف على أهم الأماكن السياحية الموجودة فيها لتوجيه السياح الأتراك نحوها، كما أبلغ الوفد التركي الصينيين بشركات السياحة والطيران والفنادق التي يمكن استخدامها للوصول إلى أجمل الأماكن السياحية في تركيا.
ومن جهته، صرح غارغارلاي أوغلو بأن الطرفين عملا لثلاثة شهور لوضع المبادئ العامة للاتفاقية، موضحًا أن الطرف التركي يدرك الحساسية التي تبديها الصين في تعاونها التجاري والسياحي، لذلك عمد إلى تناول التفاصيل كلها حتى يكون السائح والمستثمر الصيني على مستوى عالٍ من الراحة وتتشجع حكومته على توقيع الاتفاقيات مع تركيا.
وأضاف غارغارلاي أوغلو أن الوفد التقى وزير التعليم أيضًا، بغية تطوير السياحة العلمية التي تشمل برامج تبادل الطلاب، موضحًا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي فيما يتعلق بذلك، إلا أن الطرفين أكّدا على ضرورة بذل جهود مضنية لتحقيق ذلك.
ونوّه إلى أن تركيا دائمًا ما تتحرك بشكل بطيء وتظل في ذيل القائمة مقارنة بالدول الأخرى، مؤكّدًا أن المنافسة التجارية والسياحية حول العالم محتدمة، وعلى تركيا العمل بجد للخروج بالفائدة الأكبر من سباق التنافس العالمي المحتدم.
وأوضح أن الكثير من السياح الصينيين يتوقون شوقاً لزيارة تركيا، لكنهم لا يعلمون الكثير عن الأماكن السياحية الترفيهية والتاريخية في تركيا، لذا اتفقنا مع الطرف الصيني على توفير خدمات إرشادية من خلال مكاتب الاستعلامات التركية في الصين وعبر تقديم فريق حكومي لأخذ السياح الصينيين الذين يفضلون القدوم على شكل قوافل في جولات سياحية.
واستطرد بالإشارة إلى أنه لو أنفق كل سائح قادم إلى تركيا 1000 دولار على الأقل، فإن دخل تركيا من العملة الصعبة القادمة عبر السياح الصينيين سيكون كبيرًا.
وتجمع بين الصين وتركيا علاقات تجارية واسعة ومتنامية منذ عام 2000 الذي وصل فيه حجم التبادل التجاري بين الطرفين لأول مرة إلى أكثر من مليار دولار، وفي عام 2015 بلغ التبادل التجاري بين الطرفين 27 مليار و279 مليون دولار، ويأمل الطرف التركي بتطوير التبادل التجاري عبر رفع مستوى التبادل الخدماتي وذلك من خلال الحصول على نسبة جيدة من السياح الصينيين القادمين إلى تركيا الذين يتوقع أن تبلغ نسبتهم سائحًا واحدًا مقابل كل 4 سياح قادمين إلى أوروبا.
كما تعتزم الصين إنشاء خط سكة حديد يبلغ طولها 6000 كيلومتر وتمتد من مقاطعة شينجانغ الأيغورية في الصين حتى إسطنبول في تركيا، وستحتوي على خطين أحدهما لنقل البضائع والآخر سريع لنقل الركاب، ويتوقع أن يحمل الخط الذي يمر بكل من قيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان وإيران، والذي يتوقع أن يدخل حيز الخدمة في عام 2020 عددًا اكبيرًامن السياح الصينيين وغيرهم على تركيا التي تهدف لتكون محطة أساسية للسياحة حول العالم.
ويُذكر في هذا الصدد أن تركيا تولي أهمية كبيرة لتنويع مصادر تعاونها التجاري والاقتصادي، ولذلك تعد هذه الاتفاقية التي ستخفف من اعتمادها على دول الاتحاد الأوروبي، بمثابة الكنز الذي ستسعى جاهدةً لتحقيقه والاستفادة منه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!