ترك برس
ناقش برنامج "عين الجزيرة" على قناة الجزيرة القطرية، المستقبل السياسي المنتظر بين الولايات المتحدة في مرحلة دونالد ترامب من جهة، ودول الخليج وإيران وتركيا بالجهة المقابلة، مع ما يجمع هذا المشهد من ملفات ساخنة.
مدير مكتب الجزيرة في الكويت سعد السعيدي قال إن دول الخليج عامة حذرة من سياسة ترامب المرتقبة، مع توجس أكثر في السعودية من "لعب ترامب" على قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" المعروف باسم جاستا الصادر حديثا.
وذكّر السعيدي بتصريحات قديمة لترامب تعود إلى 1988 حين قال إن لدى الكويتيين ثروات طائلة ويعيشون كالملوك وينبغي أخذ 50% من أموالهم.
ورأى السعيدي أن كلام ترامب أثناء الحملة الانتخابية للرئاسة لم يكن عابرا وإنما إيمان عميق وقديم بإلزامية دفع النقود مقابل ما قال إنها حماية أميركية لدول الخليج، والفارق أنه في عام 2016 "عرض تخفيضا للكويت وقال إنه يريد أن تدفع 25% من ثروتها".
وانتهى إلى القول إن دول الخليج حتى اللحظة لم تصرح تصريحا واحدا حول ترامب، وتنتظر تعيين طاقمه، لكنه لفت إلى إعلان السعودية عن الحاجة لتكتل اقتصادي قد يكون سادس أكبر تكتلات العالم، بما يحمل "ربما رسالة" ترد بها دول الخليج على ما تخشاه مستقبلا.
في تركيا يبدو الوضع معاكسا، ويتحدث مدير مكتب الجزيرة في إسطنبول عبد العظيم محمد عن إعلام تركي مرحب بترامب، لا حبا فيه بل كراهية لسياسة باراك أوباما وهيلاري كلينتون التي كانت ستواصل النهج ذاته.
وواصل القول إن عدم الثقة هو ما ساد العلاقات بين تركيا وإدارة أوباما خصوصا مع المحاولة الانقلابية الفاشلة، بينما يتذكر الأتراك المدائح التي كان يرددها ترامب بحق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ولاحظ عبد العظيم محمد أن عدة نقاط هامة كانت محل خلاف بين أنقرة وواشنطن تبدو نقاط التقاء وتفاهم بحسب تصريحات ترامب في الحملة الانتخابية وكذلك تصريحات مستشاريه، ومن ذلك الانفتاح في معالجة قضية عبد الله غولن ومنطقة حظر الطيران شمالي سوريا وحزب العمال الكردستاني.
أما إيران فهي لا تأخذ تصريحات ترامب في دعايته الانتخابية على محمل الجد، وإنما ما يدخل في معادلات سياسية على الأرض لدى تسلمه مقاليد البيت الأبيض، هذا ما يستخلصه مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز من قراءته لتفاعل المشهد السياسي الإيراني تجاه الملفات التي يمكن أن تشتبك فيها طهران مع واشنطن.
وهنا يشير فايز إلى أن طهران تتعامل مع الولايات المتحدة بوصفها عدوا تاريخيا، إذ إن العلاقات بينهما مقطوعة وتدار عبر الملفات الساخنة محل الجدل في العراق وسوريا ولبنان التي تملك إيران فيها نفوذا واسعا.
ويرى أن الإيرانيين فضلوا ترامب على هيلاري كلينتون في ملفات عدة، إلا أن ملفات أخرى يمكن أن يشكل فيها ترامب خطورة أكثر، مثل موضوع المعارضة الكردية التي تنادي بالانفصال ومنظمة مجاهدي خلق المعارضة والمقربة من الجمهوريين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!