محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس
قابلته عند رجوعه إلى أرض الوطن في مكتبه، ورغم عناء السفر ومشقة الاجتماعات واللقاءات التي أجراها مع المسؤولين والبرلمانيين ورجال القانون والفكر في كل من ألمانيا وبلجيكا، سمح لنا بإجراء هذه المقابلة السريعة والمفاجئة، وقد تركزت معظمها على أهم الأحداث في الساحة العراقية.
لنبدأ الحوار:
السيد رئيس الجبهة التركمانية والنائب في البرلمان العراقي، حتما ستكون أولى الاسئلة عن الزيارة الأخيرة التي قمت بها إلى ألمانيا وبلجيكا، ما هو الغرض من هذه الجولة وهل حققت أهدافها؟
بدعوة من منظمة فردريش ايبرت الالمانية والتي تعنى بحقوق الإنسان قمت بزيارة ألمانيا، لبحث واقع حقوق الإنسان العراقي بصورة عامة والتركماني بشكل خاص، حيث عقدنا الكثير من اللقاءات مع المسؤولين السياسين الألمان والمُشرّعين والمهتمين بشؤون حقوق الإنسان في المانيا وكذلك في بلجيكا.
لمسنا خلال الزيارة مخاوف المسؤولين الألمان والساسة والمُشرّعين ورجال الفكر والنواب من مستقبل العراق وبالأخص مستقبل الأقليات العرقية التي لا تملك المال والسلاح بعد تحرر المدن العراقية من سيطرة داعش، وخصوصا المدن التي تتواجد فيها هذه الأقليات العرقية كمدينة الموصل وأطرافها وأطراف كركوك وغيرها من المدن.
إن الاهتمامات الجدية من قبل المسؤولين في هذين البلدين، والتي كانت من أهم أهداف الدعوة، وقد أبدى أيضا المسؤولون في وزارة الخارجية الألمانية بالإضافة إلى نواب البرلمان ومسؤولي الاتحاد الأوروبي ومنظمة حقوق الإنسان الأوروبية والأعضاء العاملين في حلف الناتو فضلا عن أعضاء المنظمة التي وجهت الدعوة تخوفهم الحقيقي على مستقبل هذه الاقليات، خاصة مع تزامن توقيت الزيارة مع بدء العمليات ضد داعش وشمول بلدات وقصبات وقرى هذه المكونات العرقية الصغيرة، ولهذا فان التركيز على عمليات نينوى أخذ الحيز الأكبر من الاهتمام في المناقشات مع معظم المسؤولين ورجال القانون والمهتمين بالشؤون العراقية، وخصوصا العمليات التي تجري في أطراف محافظة نينوى.
ما هي حقيقة هذه التخوفات ولماذا تبدى هذه الدول اهتماما خاصا بها كألمانيا وبلجيكا والمنظمات الأوروبية وبعض الدول الإقليمية المجاورة للعراق كالجارة تركيا؟
هذه الدول ومن بينها تركيا تخشى من تنامي ظاهرة المنظمات الإرهابية بعد داعش مثل منظمة بي كي كي ومنظمات إرهابية أخرى تقوم بالاستيلاء على أراضي ومدن وقرى هذه الاقليات، مما يؤدي بالتاكيد إلى التغيير الديموغرافي لهذه المدن والبلدات والقصبات، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن هذه المنظمات عند استيلائها على هذه البلدات تشكل جيوبًا بقوة السلاح هي أولى المراحل لتقسيم العراق، وهذا ما تخشاه تركيا وهي محقة في ذلك، كما أن الأمر مقلق بالنسبة لإيران مستقبلا أيضا.
إذن هذه هي المخاوف الحقيقية لتركيا ووجود بعض من قواتها في أطراف الموصل هو لغرض منع نشوء هذه الجيوب؟
نعم هذه هي أهم تخوفات الجارة تركيا.
إذن لماذا كل هذه الضجة بسبب وجود قوات تركية على أرض العراق بالرغم من أنها تحاول المحافظة على وحدة العراق؟
الموقف التركي أسيء فهمه سواء من جانب الحكومة العراقية أو الحكومات الأوروبية، وكان من المفروض على الجارة تركيا أن تشرح حقيقة هذه المخاوف للمسؤولين ووسائل الإعلام العربية والأجنبية قبل أن يساء فهم الغرض التركي الحقيقي من وجود هذه القوات من الطرف العراقي والعربي والأوروبي. الجارة تركيا هي دولة صديقة ولها علاقات طيبة ومتينة مع العراق، وهي ليست عدوة للعراق، وإرسالها لهذه القوات هو لمنع نشوء هذه الجيوب الإرهابية التي تتسبب كما ذكرنا بالقلق لدى الجميع كما أنها سبب مباشر للتقسيم لا سمح الله. وتركيا من ناحيتها حاولت المحافظة على وحدة تراب العراق ووحدة العراق الجغرافية أكثر من مرة ولا زالت تسعى إلى ذلك، لذا يتحتم على تركيا أن تشرح موقفها بشكل واضح للحكومة المركزية وللكتل السياسية العراقية وللجامعة العربية والمنظمات الإقليمية والاتحاد الأوروبي وغيره حتى يتم فهم وشرح حقيقة الموقف التركي حتى لا يساء فهمه.
تلعفر ماذا عنها؟
بداية، عقدنا عدة اجتماعات لتقريب وجهات النظر بين مكونات تلعفر، التركمان كانوا سابقا ينظرون إلى القومية على أنها هاجس ينبغي الحفاظ عليه لكن الذي حصل في تلعفر بكل أسف كان ضربة في صميم الحركة القومية التركمانية لأننا كتركمان لم نشهد الطائفية في أي مكان من العراق مثل كركوك وطوزخرماتو وديالى باستثناء تلعفر، حيث أدخلت الطائفية بين التركمان، لكن اللقاءات مستمرة وقد عقدنا عدة اجتماعات بين ممثلي السنة والشيعة لتقريب وجهات النظر، وأنا كنت حاضرا كمراقب لأنني لا أنتمي لا إلى السنة ولا إلى الشيعة وإنما انتمي إلى القومية والمذهب عندي مقدس ولكنني لا أدخل الطائفية والمذهب إلى حواراتنا لأنها تفرقنا بدلا من أن تجمعنا وتوحدنا.
أعقبت هذه اللقاءات عدة اجتماعات بين ممثلي السنة والشيعة وبحضور ومباركة السفارة الأمريكية في بغداد واتفقنا على بعض الأمور حول إدارة تلعفر مستقبلا، ومنها أن يتم إدارة تلعفر من الطرفين وأن تكون هناك قوة أمنية مشتركة لبسط الأمن فيها بعد تحريرها. هناك تقارب في وجهات النظربين وجهاء عشائر أهلنا في تلعفر من الطرفين لأنهم يدركون أن هناك سياسة استيطان على مناطق التركمان في تلعفر وأنهم إن لم يعودوا فإن منطقة تلعفر التركمانية ستكون لحزب العمال الكردستاني وللآخرين، وهذه من جملة المخاطر الديمغرافية على المدينة. ولذا على الإخوة التركمان في تلعفر أن يعرفوا أنه لا مكان لهم ولا مصير لهم إلا تلعفر. وأنا اعرف أن أهل تلعفر في الجنوب وأهل تلعفر المتواجدون في تركيا وباقي مدن الشمال ككركوك والسليمانية وأربيل يرغبون في العودة اليوم قبل الغد.
شكرا للأستاذ ارشد الصالحي رئيس الجبهة التركمانية العراقية والنائب في البرلمان العراقي على إجراء هذه المقابلة ونتمنى له الموفقية والنجاح ولقاءات قريبة باذن الله.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس