د. باسل الحاج جاسم - خاص ترك برس
يلعب الإعلام دورا هاما في كل الدول وجميع المجتمعات حول العالم، وقد برز جدل كبير ما زال مستمرًا إلى اليوم حول دور الإعلام مع انطلاق الأحداث التي يشهدها العالم العربي منذ ست سنوات، والتي أطلق عليها البعض تسمية "الربيع العربي"، بينما ذهب البعض إلى اعتبارها مؤامرة تستهدف المنطقة، دولا وشعوبا.
كنت التقيت قبل خمس سنوات في العام 2011 لاري كينغ الإعلامي الأمريكي المخضرم، والأشهر في العالم، وناقشته حول دور وسائل الإعلام في ظل ما تشهده المنطقة العربية آنذاك، وقال لاري كينغ إن وسائل الإعلام لا يمكن أن تقود ثورة أو انتفاضة شعبية، فدورها هو أن تعكس ما يجري على أرض الواقع، حيث إن الأخبار تنتقل بسرعة أكبر من تطور البشرية، والزمن تغير.
وأضاف كينغ: "هناك ثورات بدأت من تويتر، فقد كتب شخص للآخرين وبدأت الاحتجاجات، حدث هذا في ليبيا مثلا، لكن هذا لم يكن من صناعة الإعلام، بل هي التقنية التي ذهبت بعيدًا."
وتابع كينغ قائلًا إن "الدور الرئيس للإعلام هو نقل ما يحدث، ويجب ألا يقوم الصحافي بثورة، ووسائل الإعلام لم تشعل ثورة أبدًا أو تقود ثورة بل هي تعكس ما يجري، وأحيانًا تستخدم الترويج والدعاية وهذا يكون مفتعلًا، ودور الإعلام هو الإجابة عن الأسئلة التالية: من؟ متى؟ كيف؟ لماذا؟ ماذا حدث؟ وماذا يجب فعله؟."
وفي سياق آخر، أشار كينغ إلى أنه لا يحضر أسئلته مسبقًا على الإطلاق في كل حلقات برامجه التي قدمها، وقال: "إذا كنت أعرف الإجابة مسبقًا، فما قيمة أن أسأل السؤال أساسًا؟."
وعن نصيحته للصحافيين الشباب، قال كينغ: "لا تحاول أن تتقمص أي شخصية، ففي الصحافة يوجد مكان للجميع، فهي مهنة عظيمة بل إنها أكبر من مجرد مهنة، إذ توفر لك فرصة أن تلتقي كبار وعظماء الناس وتتحدث إليهم ويتحدثون إليك عن قرب، كما تتيح لك فرصة السفر في أنحاء العالم والتحدث للناس عما شاهدته."
وعن دور الضيوف في إنجاح البرامج، قال كينغ: "الضيف الجيد يمتلك 4 صفات جيدة سواء كان سياسيًا أم راقص باليه أم فنانًا، عليه أن يتمكن من شرح ماذا يعمل بشكل واضح ومفهوم، وأن يكون مغرمًا بعمله، ويمتلك روح الفكاهة والنكتة، وأن يكون مغرورًا قليلًا، أما البقية فمرتبطة بمقدم البرنامج، فهو الذي يربط بين الضيف والمشاهدين."
وأضاف الإعلامي الأشهر في العالم: "استضفت أكثر من 50 ألف شخصية في برنامجي، وفي إحدى الحلقات عن حرب البلقان، استضفت شقيق سلوبودان ميلوسيفيتش، وكان سفيــرًا لدى روسيا، وقال لي أخي يحييك ويشكرك على المقابلة اللطيفة التي أجريتها معه، علمًا أنني كنت نسيت أنني اســـتضفته لكثرة الضيوف الذين التقيتهم."
وأفصــح كينغ عن أن أكثر الضيوف الذين تركوا لديه انطباعًا مهمًا وأعجبوه هم نيلسون مانديلا ولوثر كينغ وفرانك سيناترا ومارلون براندو.
وعن رأيه بضيوفه من القادة، قال كينغ: "استضفت الكثير من القادة في العالم، وهم جميعًا يتقاسمون صفة الطموح الكبير، ولم أقابل أي زعيم لم يكن راغبًا في أن يصبح زعيمًا، فعندما يشارك أحدهم في الانتخابات لا يقول لست الشخص المناسب، وفي السنة الماضية (2010) التقيت معمر القذافي وكان غريب الأطوار، وقبل اللقاء دخل عدد من الأشخاص وصرخوا: زعيمنا سيصل، اللقاء ممتع مع القادة لأنهم غريبو الأطوار، أما سؤالي لجميع الرؤساء الذين يقضون فترة طويلة في الحكم فهو: ما هو الشيء الذي يمكن أن يثير دهشتكم وإعجابكم؟."
يُذكر أن كينغ هو الإعلامي الأغلى في العالم، وقد استضاف الآلاف من الشخصيات في برنامجه الحواري "لاري كينغ لايف" الذي دام لـ 25 سنة، قبل أن يتوقف 2009 عن هواء محطة "سي أن أن".
وحرص الكثير من المشاهير، ومن بينهم 2 من الرؤساء الأمريكيين على توديع كينغ، حيث قال له الرئيس الأمريكي باراك أوباما في رسالة مسجلة: "أنت عملاق في التاريخ التلفزيوني"، وأضاف أوباما: "بداية من الضفدع كيرميت (شخصية كرتونية شهيرة) وصولًا بالرؤساء الأمريكيين، الجميع حل ضيفًا عليك ولقد ساهمت في فتح أعيننا.
أما الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، فقد قال إن العمل بشكل عام له تأثير إيجابي عليه وعلى كينغ، وأضاف: "لا أعرف إن كان العمل يجعلنا في شباب دائم، ولكنه على الأقل يبعدنا عن القبر".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس