صحيفة فزغلياد - ترجمة وتحرير ترك برس
أعلنت السلطات التركية عن القصف الذي تعرضت له الوحدات التركية ليلة الخميس بالقرب من مدينة الباب السورية، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة عشرة آخرين بجروح أحدهم في حالة حرجة. وبحسب ما صرّح به رئيس الأركان العامة التركي، فإنه تم إجلاء الضحايا في الحال من منطقة القتال.
وقد صرّح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم بأن "أنقرة لن تصمت إزاء هذا الهجوم وسترد على الخسارة التي طالت جيشها". كما أكد أن "تركيا ستواصل دعم الجيش السوري الحر في محاربة الإرهابيين في مدينة الباب".
وقد عبّر رئيس الوزراء التركي عن أسفه لمقتل الجنود، ولكنه عاد ليؤكد أن هذه المعركة هي معركة تركيا ضد تنظيم الدولة. كما أشار أيضا إلى "وجود أطراف لا تقبل محاربة تركيا للإرهاب، لكن ذلك لن يمنع قواتها المسلحة من محاربة الإرهاب".
وقبل ثلاثة أشهر، دخلت تركيا إلى سوريا بدعم من قوات التحالف، وأطلقت عملية "درع الفرات"، التي مكنتها من انتزاع سيطرة تنظيم الدولة على مدينة جرابلس وتطهير المدينة من أعضاء تنظيم الدولة.
وفي نفس السياق، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في الثامن من سبتمبر/ أيلول أن "أنقرة تعتزم مواصلة عمليات تطهير سوريا من الإرهابيين، من الشمال إلى الجنوب". وإلى حد الآن، ووفقا لأرقام رسمية، فقدت تركيا 15 شخصا، حيث توجه أصابع الاتهام الرئيسية نحو الحكومة السورية.
ردود فعل أنقرة لا يمكن التنبؤ بها
لا يمكن لموسكو أن تتوقع ردود فعل أنقرة بعد عملية 24 نوفمبر/ تشرين الثاني في مدينة الباب السورية وخاصة فيما يخص حرب سوريا وتركيا. ووفقا لنائب مجلس الدوما كونستانتين زالوتين وأستاذ العلوم السياسية الذي أكد على عدم إلمامه بحقيقة الهجمات، فإن "ردود فعل أنقرة من الممكن أن يكون لها عواقب وخيمة على المدى البعيد، كما أن موسكو تسعى إلى الابتعاد عن أي صدام قد يجمعها بأنقرة".
وأشار زالوتين إلى ضرورة عدم تهور أنقرة وإصغائها إلى حجج موسكو. كما ذكّر برغبة الأتراك في الحفاظ على مصالحهم في المنطقة التي يسكنها الأكراد السوريين والتركمان، الذين تعتبرهم من مواطنيها.
ويذكر الخبير السياسي أن العملية العسكرية كانت دون ترتيب مسبق، ويقول إن "الترتيبات القائمة بين كل من الجيش الروسي، والجيش التركي، والجيش السوري، فيما يتعلق بإجراءات مكافحة الإرهابيين؛ لم تكن مألوفة من قبل".
أردوغان يراوغ موسكو
بإمكان تركيا الآن أن تتقدم أكثر نحو مدينة الباب وبذلك ستتمكن من السيطرة على مدينة منبج التي يسيطر عليها الأكراد. ويقول الخبير السياسي سيمان باغدا سورف إن "أنقرة ليست جادة في تكوين علاقات صداقة مع موسكو، إذ أن أردوغان يراوغ مستفيدا من التناقضات بين كل من روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية".
كل ما نحتاجه للحفاظ على "ماء الوجه"
عبّر العديد خبراء عن تخوفهم من ردود فعل تركيا، التي من الممكن أن تولّد حالة من الاحتقان بين أنقرة ودمشق. وبالتالي فإنه ليس من المستبعد أن تعود العلاقات الروسية التركية إلى نقطة الصفر التي كانت عليها قبل سنة من الآن، تحديدا بعد حادثة الطائرة الروسية التي وقعت في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 2015.
وحول مخاطر الوضع الجديد، قال مدير مركز "روسيا-الشرق-الغرب" فلاديمير سوتنيكوف إن "فرضية رد أردوغان وتنفيذه لقصف جوي باستخدام طائرات تركية، من شأنها أن تشعل صراعا جديدا مع روسيا بما أن القوات الروسية تسيطر على الفضاء الجوي السوري".
وبالإضافة إلى رأي سوتنيكوف، فإن الخبير السياسي زالوتين يقر بأن "الأحداث الأخيرة لن تعود بالفائدة على أنقرة ولا على موسكو"، ودعا إلى "ضرورة اجتماع الأطراف الثلاثة من أجل التشاور العسكري والسياسي ومناقشة الخطوات التي من شأنها أن "تحفظ ماء الوجه" وتساهم في تهدئة الوضع وتجنب مزيد من التصعيد".
كما أنه أنه بعد بضع ساعات من إعلان هيئة الأركان العامة التركية عن الحادثة، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفقا لوسائل إعلام عربية، أنه أرسل قواته لمساعدة دمشق. كما أن السيسي قد كشف عن دعمه لنظيره بشار الأسد في لقاءات إعلامية سابقة، ودعا سوريا إلى مكافحة الإرهاب واستعادة استقرار البلاد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!