بلومبيرغ - ترجمة وتحرير ترك برس
يعتقد صديق "جسور" أن الحلاقة يمكن أن تنقذ الليرة التركية. لا يخاطب جسور حاملي السندات، ولا يشكك في قدرة البلاد على سداد ديونها. صديق جسور مصفف شعر علق على واجهة محله لافتة تعرض حلاقة بالمجان لكل من يحمل إيصالا يثبت تغييره لـ300 دولار إلى العملة المحلية.
وقال جسور في مقابلة مع محطة تي في 24 التركية: "بوصفنا أصحاب أعمال صغيرة قررنا تحديد مبلغ 300 دولار. نحن نفعل ما هو في حدود إمكانياتنا، ونأمل أن ينضم إلينا رجال الأعمال الكبار ويقدموا سيارة لكل من يثبت أنه حول 3 مليون دولار إلى الليرة التركية. ودعا جسور الآخرين إلى الانضمام إليه في جهوده لوقف تراجع الليرة".
بعمله هذا ينضم جسور الذي يعني اسمه "الشجاع المخلص" إلى جيش صغير من الأسر والشركات الذين استجابوا لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان لدعم العملة المحلية. لكن جهودهم لم تفلح حتى الآن، إذ واصلت الليرة هبوطها إلى مستويات متدنية جديدة في يوم كتابة هذا التقرير، حتى بعد حث الرئيس أردوغان الأتراك في خطاب متلفز إلى إخراج ما يخبؤونه تحت الفراش من أموال.
وسط عمليات بيع واسعة ذكرت الصحف التركية أن سلاسل من المواطنين الأتراك الوطنيين وقفت أمام مكاتب الصرافة بتشجيع من الوزراء والصحف الذين انضم إليهم الرئيس أردوغان بقوله: "من يملكون عملات أجنبية مخبأة تحت الوسادة، عليهم تحويلها إلى ذهب، وإلى الليرة التركية، لكي تصير الليرة أكثر قيمة، ويصير الذهب أكثر قيمة، وإحباط هذه المؤامرة".
وعلى الرغم من أن أردوغان لم يحدد ما الذي يقصده، فقد أسهب جميل إرتيم المستشار الاقتصادي الكبير في الحكومة في الحديث عن الموضوع، وقال: "إن الدولار فيروس ينشر أزمات الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم". وكتب إرتيم في مقاله الإسبوعي "إن التحول إلى النظام النقدي سيحرر تركيا في النهاية من الأزمة العالمية".
أخفق رفع سعر الفائدة في الشهر الماضي في دعم العملة التركية. وتشير بيانات البنك المركزي التركي إلى أن البنوك في جميع أنحاء العالم تتداول 17 مليار دولار يوميا، وهو مبلغ يعني أن يضطر كل فرد بالغ في تركيا إلى تغيير 300 دولار يوميا للتغلب على الأزمة.
ورغم ذلك أخذت جهود الداعين لدعم الليرة أشكالا مختلفة، ففي حين يكافئ رجال الأعمال الذين يغرقون الأسواق بالدولار، نظّم المزارعون في محافظة أق سراي في وسط الأناضول احتجاجا رمزيا في واحدة من كبرى أسواق الماشية في البلاد يوم الأربعاء الماضي، أحرقوا خلاله إيصالات تغيير العملة تنديدا بالولايات المتحدة وأوروبا، بحسب ما ذكرت وكالة إخلاص للأنباء.
ونقلت وكالة إخلاص عن حميد أوزكوك رئيس شعبة التبادل التجاري في أق سراي قوله: "تريد أوروبا وأمريكا أن تحقق اقتصاديا ما أخفقت في تحقيقه بالدبابات والبنادق وطائرات إف 16 في الخامس عشر من تموز/ يوليو. وكان حميد يشير بذلك إلى محاولة الانقلاب العسكري الساقط في وقت سابق من هذا الصيق الذي قتل فيه المئات، ويتهم الرئيس أردوغان حليفه السابق فتح الله غولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا بتدبير الانقلاب، ويدور جدل بين تركيا والولايات المتحدة بشأن تسليمه إلى تركيا.
ويقول بول مكنامارا مدير صندوق في مجموعة جام البريطانية لإدارة الأصول الذي يشرف على أصول تبلغ 5 مليارات دولار إنه لا يمكن وقف انخافض العملة المحلية إلا بزيادة تكاليف الإقراض من البنوك المركزية.
في تلك الأثناء ما يزال أشخاص مثل صديق جسور يقودون النضال من أجل العملة التركية. وقد أعرب جسور عن شكره لمن شاركوا في حملته، وقال إنه مستعد لأن يقدم ثلاث حلاقات مجانا من أصل عشرة. وقال للمحطة التليفزيونية التركية: "هكذا نحن الأتراك. نحن نفكر ونحب بلدنا. ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!