ترك برس
رأى خبراء ومحللون سياسيون، أن إيران حققت هدفًا أساسيًا من خلال فرض تعديلات على الاتفاق الخاص بمدينة حلب السورية الذي رعته روسيا وتركيا، كما أثبتت أنه يستحيل تجاوز دورها في سوريا بسبب وجود ميليشياتها التي لعب دورًا كبيرًا في إطباق الحصار على المدينة.
وفي وقت سابق قال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني إنه لا بد من أن يكون خروج المعارضة من حلب متزامناً مع تنفيذ الاتفاق في كفريا والفوعة، وذلك بعد عدة تعديلات فرضتها إيران على الاتفاق التركي الروسي في حلب والذي عرقلت قوات النظام والمليشيات الطائفية تنفيذه.
وخلال حديثه لقناة "الجزيرة" القطرية، قال مدير وحدة تحليل السياسات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور مروان قبلان، إن إيران أرادت تقديم نفسها على أنها الراعي الأساسي للشيعة في المنطقة عبر إصرارها على إخراج الموالين لها من بلدتي كفريا والفوعة باعتبارها حامية لهم.
وأضاف: "النقطة الأساسية التي أرادت إيران إثباتها من خلال تعديلاتها المتكررة على اتفاق حلب، هي أنه لا يمكن بأي حال من الأحول تجاوز دورها بسبب وجود المليشيات الإيرانية على الأرض في حلب، التي كان لها دور أساسي في إطباق الحصار على المدينة وحشر قوات المعارضة المسلحة في زاوية صغيرة فيها".
وحول مستقبل الدورين الروسي والإيراني في سوريا، أعرب قبلان عن اعتقاده بأن طبيعة تدخل البلدين في سوريا وأهدافه ومصالحهما وأدوات التدخل ستفرض نوعا من الخلاف سيتوسع بين البلدين مستقبلا، مشيرا إلى أن هناك تاريخا طويلا من عدم الثقة بينهما.
واعتبر قبلان أن إيران حققت هدفا أساسيا، وهو أنها أصبحت جزءا من اتفاق حلب فأصبح اتفاقا ثلاثيا إيرانيا تركيا روسيا، بعدما كان اتفاقا ثنائيا بين تركيا وروسيا.
من جهته، قال المحلل السياسي وكبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية بموسكو رسلان قربانوف إن روسيا حاولت من خلال اتفاق حلب إظهار أنها فوق الخلافات الطائفية بين السنة والشيعة في سوريا، معتبرا أن السلام في سوريا لا يمكن الوصول إليه بسبب جرائم النظام السوري وحلفائه الإيرانيين التي لا يمكن أن ينساها السنة.
وتوقع قربانوف أن يتحول الصراع السوري بعد السيطرة على حلب إلى مواجهات طائفية بين مكونات الشعب السوري. وعن مستقبل الدورين الروسي والإيراني، رأى أن التناقضات بين البلدين ستزيد لأن إيران تحاول توسيع نفوذها وسط الشعب السوري.
بدوره، اعتبر الأكاديمي الإيراني المتخصص في القضايا الإقليمية الدكتور مصطفى خوش جشم أن اتفاق حلب جاء بتفاهم بين روسيا وإيران والحكومة السورية التي كان يمكن أن تقضي على المعارضين المسلحين بسهولة في حلب لولا التوصل إلى هذا الاتفاق.
ووصف العلاقات بين روسيا وإيران حاليا بأنها أفضل علاقات إستراتيجية في تاريخ البلدين، مشيرا إلى أن هناك تعاونا وثيقا بينهما، وأن هناك من يحاول الوقيعة بين موسكو وطهران اللتين استفادتا كثيرا من معركة حلب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!