محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
هل تقف الولايات المتّحدة الأمريكية وراء محاولات إفشال عمليّة المصالحة الوطنيّة التي تسعى الحكومة التركية جاهدةً إلى إنجاحها؟
ما هو موقف الولايات المتّحدة الأمريكية حيال العلاقات المعقّدة التي تربط تنظيم الدّولة الإسلامية وتنظيم (PKK) ومقاتلي تنظيم (PYD).
هل يقوم ممثّلو الولايات المتّحدة الأمريكية الموجودون في أنقرة وإسطنبول والذين لا يخفون أي شاردة وواردة عن قياداتهم في واشنطن، بإخبار الإدارة الأمريكية بأنّ الشارع التركي بدأ يتساءل وبشدّة عن المواقف الأمريكية الحقيقيّة حيال هذه التنظيمات؟
لائحة فشل السياسات الأمريكية تزداد في منطقة الشّرق الأوسط
لو نظرنا إلى السياسات الأمريكية في الشّرق الأوسط بتعمّق ودقّة، نجد أن معظم هذه السياسات باءت بالفشل. ولأنّ الدبلوماسيّين الأمريكيّين لا يقومون بنقل الصّورة الحقيقيّة للبلدان المتواجدين فيه، فإنّنا نجد أنّ السياسات الأمريكية تفشل في كل مكان في الشّرق الأوسط. والأمثلة على هذه السّياسات الأمريكية كثيرة. بدءًا من إيران ومروراً بالعراق وانتهاءً بسوريا.
القضية الفلسطينيّة تعقّدت وغزّة أصبحت مسرحاً للمجازر الإسرائيليّة. أمّا دولة مصر فتمّ تسليمها إلى عبد الفتّاح السيسي.
والأن نرى بعض المحاولات التي تهدف إلى زعزعة الإستقرار في تركيا. هؤلاء الذين يحاولون إحداث الشّغب في البلاد عن طريق استغلال أزمة بلدة كوباني السّوريّة، إنّما يعتمدون في ذلك على الدّعم الأمريكي لهم. لكنّهم سيرون كيف أنّ هذه المحاولات ستضاف إلى لائحة السياسات الفاشلة للولايات المتّحدة الأمريكية في منطقة الشّرق الأوسط.
يجب أن نتذكّر كيف أخطأ الدبلوماسيّون الأمريكان في تفسير أحداث "غيزي بارك" ومحاولات الانقلاب على الحكومة الشرعيّة من قبل الكيان الموازي. حيث قام هؤلاء الدبلوماسيّون بنقل الصّورة الخاطئة إلى الإدارة الأمريكية التي بنت بدورها مواقف خاطئة حيال هذه الأحداث.
إذا قام بعض علماء الاجتماع الأتراك بدعم هؤلاء القلة الذين نزلوا إلى الشّوارع أثناء أحداث غيزي بارك، دون أن يروا الملايين الذين ردّوا عليهم عبر صناديق الاقتراع في كل استحقاق انتخابي، فمن الطّبيعي أن لا تستطيع الدّبلوماسية الأمريكية الملتفة حول هؤلاء العلماء نقل حقيقة ما يجري في تركيا بشكل شفّاف إلى الإدارة الأمريكية.
ماذا سيفعل "جون باس"
هذه المحاولات تتكرّر اليوم من أجل إفشال عملية المصالحة الوطنيّة في تركيا. فالمجتمع التركي يدعم وبكل صبر استمرار هذه العمليّة. هذا المجتمع نفسه يرى كيف أنّ السياسات الأمريكية الخاطئة أدّت إلى تعقيد الأمور في العراق وأدخلت المسألة السورية في دوّامة لا يمكن الخروج منها.
فالمتحدّثون الرّسميّون في الولايات المتّحدة الأمريكية لم يعلنوا بشكل صريح أنّ الإدراة الأمريكية بريئة ممّا يجري في منطقة الشّرق الأوسط.
وإذا أراد جون باس أن لا يفشل مثل خلفه في مهمّته الجديدة، يجب عليه أن يعمل على إزالة الشكوك والتّخوّفات التي تحيط بالشارع التركي حيال السّياسات الأمريكية في المنطقة. كما يجب عليه أن يصرّح بشكل علني بأنّ الولايات المتّحدة لا تساند ولا تقف خلف المنظّمات الإرهابية التي تستهدف أمن ووحدة تركيّا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس