ترك برس
قال المتحدث باسم الرئاسة التركية،إبراهيم قالن، إن حادثة فتح مدينة إسطنبول (القسطنطينية) عام 1453م" لم تكن متوقعة بالنسبة للبيزنطيين والأوروبيين، والحقيقة أن الغرب لم يغفر الأتراك إطلاقًا بسبب فتح إسطنبول".
جاء ذلك في كلمة ألقاها قالن خلال مشاركته في مؤتمر نظمه وقف الديانة التركي في العاصمة التركية أنقرة حول علاقات الغرب مع الإسلام والمسلمين في الماضي والحاضر والمستقبل.
وأوضح متحدث الرئاسة التركية أن النقاشات الراهنة حول عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي والمستمرة منذ أكثر من 50 عامًا، ليست منفصلة عن العلاقات الغربية الإسلامية.
وأضاف قالن: "إن حادثة فتح إسطنبول هي من أكثر المسائل التي تركت أثرًا عميقًا في ذاكرة المفكرين والمؤرخين الأوروبيين وخاصة في العصور الوسطى والعصر الحديث، ولم تكن متوقعة".
وأردف قائلًا: "لذلك لم يستطع الأوروبيون والبيزنطيون التغلب على صدمة هذه الحادثة لفترة طويلة، والحقيقة أن الغرب لم يغفر الأتراك إطلاقًا بسبب فتح إسطنبول".
تجدر الإشارة إلى أن القسطنطينية (إسطنبول) يوم 29 مايو/أيار عام 1453م سقطت في أيدي العثمانيين بقيادة السلطان محمد الثاني الملقب بالفاتح بعد حصارها لمدة 53 يوما، وبعد عمليات عسكرية معقدة لتجاوز خطوط الدفاع التي تحمي المدينة من البر والبحر.
بعد الفتح العثماني، نقل الفاتح عاصمة الدولة العثمانية من أدرنة إلى القسطنطينية التي أصبح اسمها إسلامبول (أي مدينة الإسلام)، وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ المدينة.
عمل العثمانيون على إعادة إسطنبول إلى مكانتها السابقة حضاريا واقتصاديا وسياسيا، وسرعان ما ازدهرت من جديد مشكلة مثالا على مجتمع غني ومتعدد الثقافات.
أصبحت المدينة عاصمة الخلافة الإسلامية في 1517 حين أعلِن السلطان العثماني سليم الأول خليفة للمسلمين بعد تنازل آخر الخلفاء العباسيين بمصر له عن الخلافة، وبذلك وصلت أوج فترات قوتها وازدهارها وجذبت آلاف المواهب النادرة في مختلف مجالات السياسة والتجارة والعلوم المختلفة.
احتلت جيوش الحلفاء -في نهاية الحرب العالمية الأولى- إسطنبول وبقيت فيها حتى سقوط الدولة العثمانية وإعلان الجمهورية التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، حيث انسحبوا بموجب معاهدة لوزان.
بعد استلام أتاتورك الحكم نقلت العاصمة السياسية إلى أنقرة، لكن مكانة إسطنبول بقيت عالية خاصة بعد الإصلاحات التي أجريت منذ خمسينيات القرن العشرين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!