ترك برس
قال اللواء أركان حرب أنور عشقي، رئيس مركز "الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية" بمدينة جدة، إن السعودية لم تطلب أن تلتحق بالمباحثات السورية في "آستانة" عاصمة كازاخستان، كما أنها لم توجه لها الدعوة للحضور.
وخلال حديثه لموقع "عربي21"، أشار عشقي إلى أن "السعودية غابت بمحض إرادتها ولم تطلب وتحاول أو تبدي رأيا في المحادثات، وإنما هي تنسق مع روسيا وتركيا، لأن هدفها الأساس هو تحقيق السلام في سوريا".
وشدّد على أن "السعودية لا تريد أن تتدخل في هذا الموضوع أبدا، ولم تطلب أن تلتحق بالمباحثات، كما أنها لم توجه لها الدعوة للحضور"، لافتا إلى أن السعودية ترغب بترك الفرصة لروسيا وتركيا، خصوصا أنها منسقين مع الرياض".
وسجل غياب المملكة العربية السعودية عن محادثات "أستانا" بين فصائل المعارضة وممثلين عن النظام السوري، برعاية روسيا وتركيا، تساؤلات حول أسباب ذلك الغياب في ظل حضور إيراني وتمثيل أمريكي.
على صعيد إصرار إيران على المشاركة، أوضح عشقي أن "أساس إقامة هذه المباحثات، هو أن روسيا تريد أن توقف الحرب في سوريا، والتفاوض بين النظام السوري والمعارضة، بعد ذلك تصدق قرارات جنيف".
وأضاف - بحسب "عربي21" - أن "إيران لا تريد أن توقف الحرب، والسبب أنها تريد أن تبقى، لأنه إذا توقفت الحرب وتحقق السلام، فإن إيران بالضرورة يجب أن تخرج، وأنها لا تريد ذلك، بل البقاء في سوريا أو تقسيمها وأخذ الساحل".
ولكن روسيا لا تريد ذلك، بحسب عشقي، لأنه عندما رفضت إيران وقف إطلاق النار، ضربت روسيا مواقعها في منطقة الخلفاء وأماكن عدة أخرى بسوريا، لافتا إلى أن روسيا وتركيا اتفقتا على وقف الحرب ودعوا إيران إلى ذلك.
وأردف الخبير السعودي أن "روسيا وتركيا وجدوا أن إيران لا تريد إيقاف الحرب، حيث أن مؤتمر "موسكو" السابق عقد بين روسيا وتركيا فقط، والآن أصبحت الكرة في ملعب الاثنين".
وأشار إلى أنه "عند مجيء أستانا طلب إيران المشاركة، لكن عمليا أن روسيا الضامن للنظام السوري، وتركيا هي الضامن للمعارضة السورية، فإذا اتفق الاثنان اتفقت المعارضة والحكومة السورية بناء على ذلك وحدث السلام".
يذكر أن إيران عارضت على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، الثلاثاء الماضي، وجود الولايات المتحدة في محادثات أستانا قائلا: "لم نوجه الدعوة لهم ونعارض وجودهم".
وأعلنت الخارجية الأمريكية، السبت، إنها لن ترسل وفدا للمشاركة في المحادثات السورية في أستانا عاصمة كازاخستان هذا الأسبوع، بسبب المتطلبات الملحة الخاصة بعملية انتقال السلطة في واشنطن.
وتنطلق المفاوضات الاثنين 23 يناير/كانون الثاني لتكون الأولى بين ممثلين عن النظام السوري ووفد عسكري من الفصائل المعارضة يعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين معارضين.
ومع غياب الرياض، فقد طالب وزير الخارجية عادل الجبير، الثلاثاء الماضي، بأن تؤدي مباحثات أستانا، بشأن سوريا إلى وقف شامل لإطلاق النار، مشددا على ضرورة أن "تضمن عدم التخلي عن المعارضة المعتدلة".
وكان نائب وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد قد رفض، الخميس، مشاركة كل من السعودية وقطر بالقول إن "مشاركة السعودية وقطر في المحادثات السورية المنوي عقدها في أستانا، ستناقش عندما تتوقف الدولتان عن دعم الإرهاب".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!