ترك برس
أشار تقرير بصحيفة "لوموند" الفرنسية، إلى غياب الدول العربية عن مباحثات سوريا التي جرت في موسكو وجمعت كل من الروس وحلفائهم الإيرانيين والأتراك، بغية تحديد ملامح المستقبل السوري، وذلك بعد استعادة النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين لمدينة حلب.
وقالت الصحيفة الفرنسية - بحسب موقع عربي21 - إن العالم العربي على دراية كاملة بكل الأسباب التي أنتجت الأزمة السورية، لكن على الرغم من ذلك اختار عدم التدخل، والحفاظ على مبدأ البقاء خارج اللعبة.
ورأت الصحيفة أن "العالم العربي يبدو على أبواب تقسيمات جيوسياسية جديدة، ما يؤكد أن معاهدة سايكس-بيكو ستنقلب رأسا على عقب، وخاصة بعد أن قسمت تلك المعاهدة الكعكة العربية بين كل من باريس ولندن سنة 1916، مستبعدة روسيا".
وأشارت لوموند إلى أن إيران هي "الوحيدة تقريبا التي تشارك بقوات برية في ساحة المعركة بسوريا؛ لذلك فهي تعد حليفة مهمة جدا وضرورية للنظام السوري من أجل استعادة الأحياء الشرقية لمدينة حلب".
وأوضحت أنه بسبب توتر العلاقات بين طهران وحزب الله الشيعي من جهة، وبين الرياض من جهة أخرى؛ على خلفية إعدام المملكة العربية السعودية لعالم الدين الشيعي نمر النمر منذ سنة تقريبا، أصبحت دعوة الرياض إلى طاولة المفاوضات السورية "أمرا مستبعدا".
وبينت الصحيفة أن المشكلة تتلخص في مدى عدائية إيران للسنة وللعروبة، ومدى تعصبها للقومية الفارسية وللمذهب الشيعي، "وبالتالي فإن رغبة إيران في استبعاد الرياض من المفاوضات؛ هي بمثابة رسالة ضمنية للسعوديين تفيد بأن إيران لم تتأثر بالعقوبات الاقتصادية، ولا بالعزلة الدولية التي فرضت عليها من قبل الأمريكيين والأوروبيين بسبب برنامجها النووي".
وأشارت إلى "مدى حاجة بوتين إلى حليف سني قوي بعيدا عن إيران الشيعية، وهو ما جعله يتقرب من تركيا باعتبارها قوة إقليمية وعسكرية، وعضوا فاعلا في منظمة حلف الشمال الأطلسي".
وأكدت أن تركيا تريد الحفاظ على النفس السني داخل الحرب السورية من خلال دعم المعارضة، وإظهار نفسها في صورة الحليف الذي تمنحه موسكو الثقة، وخاصة بعد حادثة مقتل السفير الروسي في أنقرة على يد شرطي تركي، "بينما ترى موسكو في تركيا حليفا سنيا جديا في منطقة الشرق الأوسط، بعيدا عن الدول العربية".
وفي الختام، قالت الصحيفة إنه تأكيدا لنواياه الحسنة تجاه التحالف مع تركيا السنية؛ لم يرفع بوتين حق النقض في وجه قرار الأمم المتحدة القاضي بإدانة سياسة الاستيطان الإسرائيلي التي اتبعها نتنياهو ضد الفلسطينيين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!