عبدالله عيسى السلامة - خاص ترك برس
(مَن لم يكن منتميا إلى تركيا، اليوم، بالمواطنة، أو الولاء... مِن أبناء الشعوب العربية المسحوقة، والمهدّدة بالفناء... فهو منتم إليها، بالضرورة، بوحدة المصير!)...
وهوامش التذاكي الفجّ، واللعب على الحبال، ضيّقة جدًّا، ومكشوفة! والحديث، هنا، لا يشمل الحكّام، فهم يتذاكى بعضهم على بعض، فيما بينهم، لكن أكثر تذاكيهم، إنما هو على شعوبهم! الحديث، هنا، هو عن الشعوب، وقياداتها الحزبية والاجتماعية، المسحوقة - مع شعوبها - بأيدي حكّامها، وبأيدي أعدائها، الذين عجز الحكّام، عن ردعهم، عن إيذاء الشعوب والأوطان... أو تعاونوا، معهم، على سحق الشعوب، وتدمير الأوطان!
حين يكون بيتك، في مجمّع مَبان، ويبدأ أحدها بالاحتراق... من البَلاهة، أن تقول: (بيتي..أوّلًا)، ولو لم يصل الحريق، إلى بيتك، بعد! لا بدّ لك، من أن تسارع، إلى التعاون، مع جيرانك، لإطفاء الحريق؛ لأنه سيصل بيتك، حتمًا! (لا بدّ من أن تحصّن بيتك، أوّلًا – بالطبع - لكنْ، على ضوء ما يجري حولك، في محيطك المباشر، وفي العالم).
أمريكا: شنّت حربًا مدمّرة، على أفغانستان، وأخرى على العراق... دفاعًا عن أمنها القومي، حسبما صرّح قادتها وزعماؤها! وما زالت عيونهم تلمع، في كل دولة، في العالم، بل في كل مدينة... تبحث عمّن يهدّد أمنها القومي، بالإرهاب: القائم، أو القادم، أو المحتمل، أو المتخيّل!
وروسيا: جاءت، بطيرانها وأساطيلها، إلى سورية، ودمّرت نصف سورية، وشرّدت الملايين، من شعبها... دفاعًا عن الأمن القومي الروسي، المهدّد بالإرهاب، انطلاقًا من سورية!
إيران: تهدّد الدول العربية، كلها، بالغزو والاحتلال.. لا لتدافع، عن أمنها القومي الإيراني؛ بل، لتستردّ ما تدّعي، أنها فقدته، قبل أربعة عشر قرنًا! بل، لتحمي (مراقد) أناس، من أهل بيت رسول الله، العربي، من قومه العرب... ولتنشر دين التشيّع، في كل دولة عربية! وقد صرّح قاتها، أنهم يحتلّون أربع عواصم عربية، وعيونهم على العواصم الباقية!
تركيا: اليوم، أمنها مهدّد، تهديدًا حقيقيًا، ومباشرًا، من قبل دول عدّة، قريبة منها، وبعيدة عنها... وتُحرَّك مجموعات، من الأتراك، ومن غيرهم، داخل تركيا، ذاتها؛ لزعزعة أمن تركيا، والعبث بالبلاد: دولة، ووطنًا، وشعبًا، وحضارة، ومصيرًا! والحريق يحاصر تركيا، حول حدودها، ويمتدّ إلى داخل مدنها وقراها... وحاجتها إلى حفظ أمنها: الداخلي، والحدودي... حاجة ملحّة، بل مصيرية!
الشعوب العربية، المسحوقة من قبل حكّامها، في بلادها... والمهدّدة بالفناء والدمار، من قبل القوى الخارجية: القريبة منها، والبعيدة عنها... حاجتها إلى أمن تركيا، اليوم، ملحّة، بل مصيرية! لأن تركيا، هي القوى الوحيدة، اليوم، على ظهر الأرض، التي تدرك، أن حفظ أمن الشعوب العربية، ولا سيّما المجاورة لها، مرتبط – عضويًا - بأمنها، وأن أمنها: القريب، والبعيد... متوقّف على أمن هذه الشعوب، في بلادها! (وقد كّشفت، اليوم، حقيقة الحماية، التي كانت أمريكا تقدّمها، لبعض الدول العربية، عبر نصف قرن، من الزمان... بل لتركيا، ذاتها، وهي حليفة لها، في حلف الناتو)! ولا يكفي، أن تحمي تركيا، أمن هذه الشعوب، بل يجب أن تقدّم هذه الشعوب، عبر قياداتها، ما تستطيع، من الحماية، لأمنها، ولأمن تركيا، الذي يحمي أمنها! وقبل الشعوب ونُخبها، يُدعى الحكّام، الذين يملكون نواصي القرارات، في دولهم، إلى التعاون البنّاء، مع تركيا، لتأمين الحماية المتبادلة، للأمن!
فلسفة (إذا أردت أن تعرف، ما يجري في إيطاليا، فعليك أن تعرف، ماذا في البرازيل... وإذا أردت أن تعرف، ما يجري في البرازيل، فعليك أن تعرف، ماذا في إيطاليا!)... هذه الفلسفة، التي ظهرت، في ستينات القرن الماضي، على سبيل الطرفة، في أحد المسلسلات السورية... هي حقيقة قائمة، اليوم! فالأمن العالمي، مرتبط بعضه ببعض، وبقوّة! بعضه على الحقيقة، وبعضه على سبيل الادّعاء، والتذرّع، لتحقيق أهداف معيّنة، لبعض الدول، ذات المطامح: السياسية والاقتصادية، التوسّعية... على حساب الدول الضعيفة!
من لم يكن منتميًا، إلى تركيا، اليوم: بالمواطنة، أو الولاء، من أبناء الشعوب العربية، المسحوقة والمضطهدة، والمهدّدة بالفناء... فهو منتمٍ إليها – بالضرورة - بوحدة المصير! وكل من يتّهم تركيا، من مواطني جيرانها، المهدّدين بالفناء... بأنها تتاجر، بدماء جيرانها وأمنهم، لتحقيق مصالحها الخاصّة، هو عدوّ حقيقي، لنفسه، ولشعبه... قبل أن يكون عدوًّا لتركيا! عدوّ خبيث واع، لما يقول... أو عدوّ جاهل، متحذلق، لا يرى واقع العالم، اليوم، لا ببصره، ولا ببصيرته! فقد بان الصبح، لكل ذي عينين، ولم يعد أحد بحاجة، إلى ألمعية، أو عبقرية... ليراه! بل، بحاجة إلى بعض العقل، وبعض الإخلاص، للامّة: لدولها، وشعوبها، وعقيدتها، وحضارتها!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس