بول أوسترلوند - ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير ترك برس

منذ فترة طويلة يفكر مطرب الهيب هوب الشهير فؤاد إرجين وصديقه القديم والموزع الموسيقي إلديم ديلباز في كيفية تحقيق التوافق بين أغاني الهيب هوب ولغة الإشارة، بعد أن أدركا أن موسيقى الراب تولد تجربة إيقاعية للجسم كله تتجاوز الحواس، حيث تلعب إشارات اليد ولغة الإشارة الدور الرئيس في ثقافة الهيب هوب وفي تصوير أغاني الراب. وقد أدى المزج بين موسيقى الراب ولغة الإشارة إلى نتائج مذهلة في أكثر من حدث، حيث استعان مغني الراب كيندريك لامار بمترجم للغة الإشارة الأمريكية في إحدى أغنياته على خشبة المسرح عام 2013.

لكن فؤاد أرجين وصديقه تعمقا أكثر في هذا المزيج، وكونا معا فريق " إيلير كونوشيور" التي تعني باللغة التركية الأيدي تتكلم مع عدد من المتعاونين بهدف تكوين قالب جديد لمفهوم الهيب هوب ولغة الإشارة يساعد ضعاف السمع والصم على الاستمتاع بالأغاني.

فقد ميتي حاسة السمع عندما كان رضيعا بعد إصابته بحمى شديدة، وبمساعدة جهاز سمع تمكن من استعادة حاسة السمع جزئيا، لكنه ما يزال غير قادر على التواصل الكلامي. ويقول"أحب أغاني الراب منذ أن كنت طفلا بسبب الحركات التي يؤديها المغني. سنطلق قريبا شريط فيديو لجميع الأغاني مصحوبة بلغة الإشارة . ويقول أرجين  تلعب الصورة دورا بالغ الأهمية.

.يقول ديلباز 34 عاما "المشاريع التي أطلقت لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة هي مشاريع توعوية. يهتم الناس في البداية بما نفعل ثم يتخلون عنا، لكن مشروع تكوين المجموعة يجب أن يكون مستداما، ونحن نفعل ذلك كي يحذو الناس في جميع أنحاء العالم حذونا".

طرح المشروع أولا في عام 2009 ثم توقف بعد ذلك لأسباب مالية، لكن هذه الفكرة كانت تشغل بال فؤاد منذ أن شاهد شريط فيديو لفريق إد أو جي الأمريكي في وقت مبكر من سنوات التسعينيات حيث يظهر على ركن من أركان الشاشة مترجم للغة الإشارة.

يقول ديلباز "في ذلك الوقت لم يكن لدينا المال، لكننا استثمرنا المال الذي حصلنا عليه من عملنا، ولم نتلق أي تمويل خارجي".  يتطور المشروع بسرعة، وستنتقل المجموعة إلى مكتب استأجرته أخيرا.

هناك إمكانية كبيرة لانتشار المجموعة، حيث يقدر عدد ضعاف السمع في تركيا ب 3.5 مليون شخص يمثلون 4.7% من عدد سكان البلاد.

الهدف الرئيس للمجموعة هو توسيع دائرة الاتصال للصم وضعاف السمع المقيدة بلغة الإشارة التركية. يقول ديلباز " عدد الكلمات في معجم لغة الإشارة 2800 كلمة، وهذا العدد ليس بالكثير، بينما يحتوي معجم لغة الإشارة التركية على علامات ل2607 كلمة فقط. عندما ذهبت إلى جمعية لغة الإشارة وقلت لهم إن عدد الكلمات 2800 كلمة أخبروني أن عدد الكلمات المستخدمة بالفعل 200 كلمة، وهناك من لا يعرفون سوى 40 كلمة فقط، ومنهم من لا يستطيعون القراءة".

طموح لتغيير واقع الصم وضعاف السمع

من بين الأشياء التي تطمح إليها المجموعة إضافة كلمات جديدة إلى لغة الإشارة من خلال أغانيها. ويقول إرجين" ما يهم هو عالم ضعاف السمع، وما يريدون التعبير عنه، وهذا ما أترجمه إلى كلمات للأغاني".

يتعاون إرجين مع ميتي في كتابة الأغاني، وجعلها أكثر ملائمة للغة الإشارة، وعن ذلك يقول إرجين"  من السهل جدا تعلم لغة الإشارة، فهي لغة منطقية جدا، ولذلك يمكنك تعلم العلامات بسرعة. يمكن للمرء أن يقدم على تعلم لغة الإشارة حتي يشعر ضعاف السمع أنهم جزء من المجتمع".

 يتعلم إرجني وديلباز لغة الإشارة في الوقت الحالي، ويسعيان إلى إدخال شحنة عاطفية إلى تلك اللغة، وهو أمر غائب في لغة الإشارة التركية. يقول إرجين " عندما تشاهد برنامجا حواريا في التلفاز، ترى بجوار الضيف شخصا يترجم إلى لغة الإشارة لكن بدون عاطفة أو شعور" يستخدم إرجين وميتي حركات الجسد وتعابير الوجه لنقل لترجمة عواطفهم إلى مشاهديهم من ضعاف السمع.

العالم الجميل لضعاف السمع

ويضيف إرجين إن عالم ضعاف السمع عالم جميل، فعندما ذهبت إلى ناديهم وجدتهم يرقصون. عندما تفقد حاسة السمع تكون حواسك الأخرى أكثر وضوحا وقوة.

بالنسبة إلى ميتي فإن إعادة اكتشاف موسيقى الراب بعد عدة سنوات من استمتاعه بها أيام طفولته كان مصادفة سعيدة. ويذكر أن عددا من رفاقه من ضعاف السمع يرغبون في الانضمام إلى المجموعة من أجل مساعدة الآخرين. وعن ذلك يقول ميتي" نرغب في أن يصل هذا اللون إلى جميع أنحاء العالم، وأن نكون مصدر إلهام لكثير من ضعاف السمع للوقوف على المسرح وترجمة أغاني الراب إلى لغة الإشارة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!