ترك برس
استعرض المحلل السياسي اللبناني، نضال السبع، تقييمًا حول الزيارة السرية التي أجراها السيناتور الأميركي الجمهوري، جون ماكين، إلى مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا للقاء قادة من الميليشيات الكردية المسيطرة على المدينة.
ونقل موقع "آخر خبر أونلاين" عن السبع قوله إن زيارة جون ماكين السرية إلى عين العرب تؤكد أن الهدف الأمريكي الثابت منذ 6 سنوات هو إقامة دولة كردية انفصالية في شمال سوريا، تكون مقدمة للتقسيم.
وأوضح السبع أنه "لا شيء يبرر يهودية الدولة وسنية الدولة وعلوية الدولة إلّا تقسيم سوريا عبر إقامة كيان كردي في الشمال السوري يكون مرتبطا مع إسرائيل".
وقال نضال السبع إن المنطقة الآمنة كانت أحد أهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "لأنها تمنع تدفّق اللاجئين إلى تركيا، وأصبحت هاجسا مؤرقا له بعد المشروع الأمريكي الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مكالمته الأخيرة مع أردوغان والذي يهدف إلى توفير مظلّة آمنة للأكراد".
ورأى السياسي اللبناني أن أردوغان يتعاطى مع الملف السوري إلى حد الآن بردات الفعل وليس بالفعل حيث أطلق العديد من التصريحات وأعلن أنه ينوي التدخل في سوريا منذ بداية الأزمة ولكنه لم يتدخل إلّا مؤخرا.
وأضاف أن أردوغان "يلطم الآن الأمواج العالية، حيث يواجه فتح الله غولن والأكراد والعمليات الإرهابية المتصاعدة في الداخل التركي من قبل تنظيم داعش الإرهابي، إضافة إلى المشاكل الإقليمية".
وأكد أن اللهجة التصعيدية التي شهدناها مؤخرا في وجه إيران لها علاقة بالزيارات الأخيرة للخليج، لذلك يمكن الحديث عن ما أسماه بنصف استدارة تركية، ويبقى من المهم مراقبة تعاطي الجانب الروسي الذي ساهم بإقامة تعاون تركي إيراني تجلى في مؤتمر إستانا الأمني والعسكري.
وأشار نضال السبع إلى أن بشار الأسد لم يكن شريكا في الحل بعد تحرير حلب بل هو شريك منذ جنيف 2، فالمعارضة لو استطاعت إسقاط نظام الرئيس السوري لما ذهبت إلى جنيف، ونفس الأمر ينطبق على الحكومة السورية التي لم تستطيع القضاء على المعارضة خلال 6 سنوات.
لذلك فإن المعادلة على الأرض جعلت الطرفين يذهبا إلى منتصف الطريق لإنتاج حل وسط على غرار اتفاق الطائف اللبناني الذي رعته المملكة العربية السعودية، وهنا نتحدث عن صيغة لا غالب ولا مغلوب.
ولفت إلى أن الوضع السوري مقبل على تشكيل حكومة تشاركية بين المعارضة والنظام وليس حكومة انتقالية، وأن إسقاط النظام بالصيغة التي كانت مطروحة عام 2012 لم تعد موجودة.
وبحسب المحلل السياسي، فإن "هناك العديد من الرسائل التي تأتي إلى لبنان عبر القنوات الأمنية والتي تطالب الحكومة اللبنانية بالانفتاح أكثر على سوريا، وهذا سبب الانفتاح الأمني الأردني على سوريا الذي شهدناه قبل حوالي الشهر والذي تجلى بمشاركة الأردن في استانا إلى جانب تركيا ايران روسيا".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد كشفت، الأربعاء، عن زيارة ماكين إلى شمال سوريا، ولقائه بقادة من قوات "حماية الشعب الكردية"، فرع "حزب العمال الكردستاني" في سورية في مدينة عين العرب (كوباني).
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!