ترك برس
قال المحلل السياسي والمستشار الرئاسي الأمريكي السابق، باتريك بويكنان، إن دول أوروبا كلها تحتشد في حملة دبلوماسية همجية وبربرية ضد تركيا نتيجة تصاعد تيار اليمين الشعبوي المتطرف في أوروبا، مستبعدًا أن تدخل تركيا النادي الأوروبي في المستقبل.
وكتب بويكنان الذي عمل مستشارا لثلاثة رؤساء جمهوريين مقالا نشره موقع وورلد نيت ديلي، وترجمه ترك برس، استعرض فيه الأزمة الدبلوماسية التي نشأت بين أنقرة وكلا من برلين وأمستردام على خلفية منع وزراء أتراك من عقد لقاءات بالجالية التركية للترويج للتغيير الدستوري.
وقال إن الأوروبيين ينظرون إلى الاستفتاء على تغيير الدستور في تركيا على أنه محاولة من أردوغان للاستيلاء على السلطة، بعد محاولة الانقلاب العسكري الساقط في تموز/ يوليو الصيف الماضي، ومطاردة المتورطين فيه.
ونوه إلى أن الأزمة الدبلوماسية كانت فرصة سانحة للتيار الشعبوي في أوروبا المعادي للاتحاد الأوروبي والمعادي للمسلمين لاستغلالها في الحملات الانتخابية، مثل خيرت فيلدر الذي كتب تغريدة على تويتر داعيا الأتراك في هولندا المتفقين مع أردوغان إلى الذهاب إلى تركيا وعدم العودة إلى هولندا.
وأضاف أن زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا ماري لوبان، دعت إلى حرمان القادة الأتراك من تصاريح القيام بحملات بين الجالية التركية، ووجدت دعوتها صدى لدى فرانسوا فيون، مرشح حزب الجمهوريين المحافظ الذي انهارت آماله في الفوز بمنصب رئيس الجمهورية بعد الكشف عن حصول زوجته وأولاده على رواتب حكومية من وظائف وهمية.
وبحسب بويكنان فإن القوى الدافعة لترشيح فيدلر ولوبان في أوروبا تزداد قوة، تزداد قوة، ويأتي في مقدمة هذه القوى الخوف القومي العرقي الذي يجتاح جميع أنحاء أوروبا من استحالة وقف الهجرة من المغرب العربي والشرق الأوسط وجنوب الصحراء، وأن هذه الهجرة ستغرق في نهاية المطاف دول الاتحاد الأوروبي والغرب وثقافاته وحضارته.
وأضاف أن المواجهة الدبلوماسية القبيحة والوجشية مع تركيا قد تجعل الأمور أكثر سوءا، حيث إن الأتراك منعوا اللاجئين السوريين في بلادهم من التوجه إلى أوروبا، وإذا فتحت أنقرة بواباتها للمهاجرين فإن أزمة هجرة جديدة يمكن أن تبتلع أوروبا هذا الربيع والصيف.
وخلص في نهاية مقالة إلى أن تركيا حليف الولايات المتحدة القوي والموثوق خلال الحرب الباردة يبدو أنها لم تعد مرتبطة بأوروبا والغرب، وأنهومع تعميق روسيا لعلاقاتها مع الأحزاب الشعبوية والقومية في جميع أنحاء أوروبا، من باريس إلى إسطنبول، فإن بوتين يعود إلى اللعبة من جديد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!