ترك برس
وصف المحلل السياسي الإيراني، سعيد جعفري، الخلافات بين تركيا وإيران التي تصاعدت في الفترة الأخيرة بأنها خلافات خطيرة ولا سيما فيما يتعلق بالأزمة السورية، لكنه استبعد أن يصل التوتر بينها إلى حد الإضرار بالعلاقات الاقتصادية.
واستعرض جعفري في تقرير نشره موقع المونيتور الأزمة الدبلوماسية الأخيرة التي اندلعت بين أنقرة وطهران في أعقاب التصريحات التي أدلى مسؤولون أتراك كبار بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو التي اتهموا فيها إيران بتبني سياسة طائفية، وسعيها إلى تقسيم العراق، وردود طهران على تلك التصريحات.
وأوضح جعفري أن هناك مسألة مهمة ينبغي أخذها في الحسبان عند تحليل التوتر بين البلدين، وهي مستويات العلاقات الاقتصادية العالية بينهما، فتركيا هي ثالث أكبر وجهة للصادرات الإيرانية بنسبة تصل إلى 8.4 في المئة، في حين أن تركيا هي رابع أكبر مستورد للواردات الإيرانية بنسبة تصل إلى 4.6 في المئة من الواردات الإيرانية. وبحسب المفوضية الأوروبية فإن إيران هي خامس أكبر شريك تجاري لتركيا.
وفي هذا السياق قال سعيد ليلاز الخبير الاقتصادي الإيراني والأستاذ في جامعة طهران: إن التحليل السياسي ينبغي النظر إليه من خلال العلاقات الاقتصادية، فلهذا السبب تحديدا تصاعد التوتر بين إيران والسعودية، لكن في المقابل فإن التوتر بين طهران وأنقرة لا يمكن أن يتجاوز تقطة معينة، لأن اقتصاد إيران وتركيا يكملان بعضهما بعضا.
ونوه جعفري إلى أن الانتقادات التركية الأخيرة التي وُجّهت لإيران يمكن أن تفسر بنظرية تدور حول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث يرى حقي أويغور نائب رئيس مركز الدراسات الإيرانية في أنقرة أن سياسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الإقليمية جعلت تركيا ودول الخليج العربي تشعر وكأنها وحدها في معركتها ضد إيران، وخاصة تجاه الحضور الإيراني الروسي الفعال في سوريا.
وأضاف أويغور أنه بسب تهديدات ترامب المستمرة لإيران فإن تركيا وحلفاءها يشعرون بأنه على خلاف السنوات الست الماضية فلن تكون الأمور سهلة بالنسبة لإيران، وأنه حان الوقت بالنسبة إليهم لتعويض خسائرهم الماضية.
وخلص المحلل الإيراني إلى أن الخلافات التركية الإيرانية خطيرة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بسوريا، لكن من المرجح أن التوتر في هذه المرة لن يتجاوز مستوى معينا، أي أن يصل التصعيد إلى العلاقات الاقتصادية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!