ترك برس
قال المحلل الباكستاني، أيجاز زاكا، إن الوقت قد حان لكي تواصل تركيا إثبات نبلها الروحي ورؤيتها الناضجة بما يتناسب مع مكانتها وتاريخها، وأن يولي الرئيس أردوغان اهتماما لجعل تركيا أمة قوية ومستقلة ومصدر القوة والإلهام للعالم الإسلامي بأسره.
وكتب أيجاز مقالا مطولا في موقع ذا نيوز إنترناشونال الباكستاني، رأى فيه أن أكبر إسهام لأردوغان هو نجاحه في هدم الأسطورة القائلة بأن الديمقراطية الحديثة لا يمكن أن تتعايش مع الإيمان. وإذا كان الفوز في الانتخابات الشعبية هو أكبر اختبار لزعيم شعبي، فقد فاز في جميع الانتخابات. وتمكن ثانيا من نزع أنياب الجيش القوي الذي كان ينظر إليه دائما على أنه حاكم تركيا الطبيعي وحامي إرث أتاتورك.
وبفضل الدعم الشعبي الذي تمتع به أردوغان منذ وصوله إلى السلطة، إلى جانب عزيمته الفولاذية تمكن من إحباط الانقلاب العسكري الكبير في العام الماضي، وذلك باستخدام أحد تطبيقات آيفون.
وأضاف المحلل الباكستاني أن أردوغان اكتسب شعبية عالمية بحديثه المتكرر عن المجموعات الضعيفة والمهمشة التي لا صوت لها في جميع أنحاء العالم، من الفلسطينيين المحاصرين والسوريين إلى مسلمي الروهينجا المضطهدين في بورما البعيدة ولم يكن حديث أردوغان مجرد كلام، فقد قدم يد العون إلى الضعفاء، دون قلق على الثمن السياسي والاقتصادي لأعماله.
ولم تضيف تركيا السخية أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري على مدى السنوات الست الماضية فحسب، بل بذلت قصارى جهدها في دعمهم بكل الطرق الممكنة، بما في ذلك منحهم الجنسية التركية. وقد دفعت تركيا ثمنا باهظا لدعمها للسوريين، تمثل في سلسلة من الهجمات الوحشية التي يشنها تنظيم الدولة "داعش" ومجموعات متنوعة موالية للنظام في دمشق.
وقال المحلل إن هناك كثيرين يكرهون أن يروا أردوغان وهو ينجح في محاولاته لتقديم تركيا دولة حديثة تعيش في وئام مع هويتها الإسلامية والديمقراطية الليبرالية.
وعرض المحلل للتوتر الأخير بين تركيا وبعض الدول الأوروبية مثل هولندا وألمانيا، ووصف هذا التوتر بأنه مقلق للغاية. وقال إنه نظرا لتاريخ الإسلاموفوبيا في هولندا، وخاصة في الفترة التي سبقت الانتخابات الأخيرة مع شخصيات سيئة السمعة مثل جيرت فيلدرز، والمعروف بكراهية المسلمين، فإن غضب تركيا قد يكون مفهوما، لا سيما بعد رفض الهولنديين في خطوة لم يسبق لها مثيل السماح طائرة لوزير الخارجية التركي بالهبوط ومقابلة الجالية التركية.
واعتبر أن تصعيد التوتر التركي مع ألمانيا أمر مؤسف نظرا لأن البلدين كانا حليفين وأصدقاء قريبين في الناتو، وتعاونَا تعاوُنًا وثيقا في مجموعة من القضايا، مثل مساعدة اللاجئين السوريين، وفي الجهود الرامية لحل الصراع في سوريا، كما أن تركيا تعد أهم شريك تجارى لألمانيا فى الاتحاد الأوروبي الذي تتطلع أنقرة إلى الانضمام إليه منذ عدة سنوات.
وحث زاكا في ختام مقاله الرئيس التركي على تخفيف حدة التوتر مع ألمانيا وأوروبا، وقال إن المسلمين في جميع أنحاء العالم، وخصوصا من يعيشون في الغرب، يواجهون تحديات لم يسبق لها مثيل. وقد شهدت العلاقات بين الإسلام والغرب تراجعا كبيرا. وفي مثل هذا الوقت، ينبغي للقادة مثل أردوغان أن يساعدوا على رأب الصدع عن طريق تعزيز المصالحة والتفاهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!