ترك برس
رأى الدكتور إسماعيل نعمان ثلجي، الباحث والأكاديمي في جامعة "صَكاريا" التركية، أن هناك عوامل إقليمية ودولية يمكن أن تؤثر على سياسة المملكة العربية السعودية تجاه النظام المصري الحالي بقيادة عبد الفتاح السيسي.
وخلال حوار مع شبكة "رصد" الإخبارية، قال ثلجي إن النظام السعودي لم يكن راضيًا عن خيارات السياسة الخارجية لإدارة السيسي، وخلال العام الماضي بوجه خاص كان هناك عدد من الأزمات بين الرياض والقاهرة؛ لذلك يمكن القول إن السعودية تفضل شخصية أخرى في منصب الرئيس المصري.
وأضاف: "مع ذلك، فإن عددًا من العوامل الداخلية والخارجية سيجبر الرياض على إعادة النظر في موقفها بشأن هذه المسألة. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، وطّد السيسي سلطته في الأوساط السياسية المصرية، وعلى الرغم من وجود آراء معارضة ضده؛ فإنها لن تشكل جبهة قوية. بالإضافة إلى ذلك، تعرض الناشطون الثوريّون وجماعات المعارضة المدنية إلى القمع".
وأوضح ثلجي أن "هناك أيضًا عوامل إقليمية ودولية يمكن أن تؤثر على سياسة المملكة العربية السعودية تجاه نظام السيسي. وخلق انتخاب ترامب إلى الرئاسة بيئة جديدة، ليست للسياسة الأميركية فحسب؛ بل بالنسبة إلى الشرق الأوسط أيضًا. دعم ترامب لنظام السيسي سيجبر الرياض على النظر في موقفها من نظام السيسي".
وأعرب الأكاديمي عن اعتقاده بأن "الدعم الغربي للسيسي سيستمر لفترة طويلة، ويُمكننا أن نقول هذا من خلال التجربة السابقة؛ فعلى الرغم من أن السيسي قادَ الانقلاب العسكري عام 2013، فقد دعمت الولايات المتحدة والدول الأوروبية نظامًا جديدًا مناهضًا للديمقراطية، ودعت قادة ألمانيا وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة السيسي إلى بلدانهم واستَضافوه على أعلى مستوى.
ووقعت دول مثل ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة عقودًا لبيع أسلحة ومنتجات دفاعية إلى مصر، مثل الطائرات المقاتلة والسفن الحربية والصواريخ؛ وهذا يدل على أن الدعم الغربي لنظام السيسي سيستمر في الفترة المقبلة".
من جهة أخرى، استبعد ثلجي أن تكوّن مصر وإيران علاقات استراتيجية طويلة الأمد، مبينًا أن هذه العلاقة تتناقض مع توجهات السياسة الخارجية المصرية؛ إذ اتبعت مصر لسنوات عديدة نمط سياسة خارجية يتماشى مع الولايات المتحدة، وإلى حد ما مع "إسرائيل".
وخلال سنوات مبارك، منعت علاقات مصر الوثيقة مع الولايات المتحدة، وكذلك علاقاتها الطيبة مع المملكة العربية السعودية، القاهرة من تطوير علاقات أفضل مع طهران، واليوم يمكننا أن نرى صورة مماثلة؛ حيث أكد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب عزمه إقامة علاقات وثيقة مع "إسرائيل"، وفي الوقت ذاته سيتخذ موقفًا حازمًا تجاه إيران، ويعتبر ترامب مصر حليفًا هامًا لسياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وتابع: "يمكن القول إنه على عكس إدارة أوباما، فإن سياسة ترامب الخارجية ستعطي الأولوية لعلاقاتها مع المملكة العربية السعودية أيضًا. لذلك؛ من المرجح أن تضطر الحكومة المصرية إلى إعادة النظر في سياساتها وعلاقاتها الإقليمية مع إيران".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!