خاص ترك برس
زار رئيس الجمهورية التركية "رجب طيب أردوغان" برفقة رئيس البرلمان التركي "إسماعيل قهرمان" ووزير الطاقة والموارد الطبيعية والبشرية "بيرات البيرق"، ووالي إسطنبول "واصب شاهين"، ورئيس بلدية إسطنبول "قدير طوباش"، صبيحة إعلان نتائج الاستفتاء الشعبي الذي أجري في تاريخ 16 نيسان / أبريل، أضرحة كلّ من الصحابي "أبي أيوب الأنصاري"، والسلطان "محمد الفاتح" والسلطان "يافوز سليم الأول" في مدينة إسطنبول.
ولاقت زيارة الرئيس التركي إلى الأضرحة صدى عالميا كبيرا، وذلك من خلال الصور التي التقطت له في أثناء زيارته للأضرحة، إذ وصفت زيارته بأنها إحدى أهم نتائج الاستفتاء كما فهمه الغربيون على حدّ وصف الإعلامي المصري الشهير "أحمد منصور".
ومن أكثر الصور التي لفتت الانتباه، الصورة التي التقطت للرئيس "أردوغان" في أثناء زيارته ضريح السلطان "يافووز سليم"، إذ أثار الرداء الذي ظهر في الصورة تساؤلا كبيرا، ولّد لدى الناس رغبة في معرفة القصة الكامنة خلفه.
فما هو سرّ الرداء الموضوع فوق لوح زجاجي على قبر السلطان "سليم"؟
نبذة عن حياة السلطان "يافووز سليم".
ولد السلطان ياووز سليم الأول ابن السطان بيازيد الثاني في ولاية "أماسيا" التركية، وأرسل في سن مبكرة إلى إسطنبول، حيث تلقى علوما في كافة مجالات الدين الإسلامي، إذ تعلّم القرآن والتفسير والحديث والفقه بالإضافة إلى دراسته الفن. وبعيد تسلّمه مقاليد الحكم نظم السلطان كخطوة أولى الشؤون الداخلية للدولة، وكان يؤمن بضرورة جعل الدولة العثمانية ذات قوّة كبيرة كي يكون الإسلام قادرا على قيادة وحكم العالم بأسره، وعلى أساسه تمكن السلطان خلال فترة حياته القصيرة، بعيد تسمله مقاليد الحكم من تحقيق ما آمن به.
كان يولي السلطان ياووز سليم أهمية كبيرة لأحباب الله "الأولياء"، وكان يعدّ حضور مجالس أولياء الله وأحبابه نعمة ما بعدها نعمة، ولذلك كان يفعل كل ما بوسعه لحضور مجالس الأولياء العلماء. بعيد فتحه الشام علم السلطان أنّ قبر العالم الكبير "محي الدين العربي" يتواجد في الشام، وتذكر أنّه قرأ في أحد الكتب عبارة "عندما سيأتي "سين إلى شين" سيتم إيجاد قبر "محي الدين العربي".
كان قبر العالم الكبير "محي الدين العربي" مختفيا بسبب النفايات التي رميت فوقه، وبعد بحث طويل تمكّن السلطان ياووز سليم من إيجاد قبر العالم "العربي"، حيث أمر بتشييده وبنائه،، كما أمر ببناء مسجد إلى جانب الضريح. وهكذا حُلّ اللغز، وعُرف أنّ المقصود بـ "سين هو سليم، والمقصود بـ شين هو "الشام".
كان السلطان ياووز سليم مولعا بالقراءة إلى حدّ أنّه قرأ الآلاف من المجلدات الكبيرة، وتروي السير أنّه كان يصطحب معه عددا من الكتب، حتى في أثناء حروبه التي يقودها ، حيث كان يقضي أوقات فراغه في قراءة الكتب.
وكان السلطان يولي أهمية كبيرة للعلماء، وذات يوم بعيد فتحه مصر، وفي أثناء عودته إلى إسطنبول، وبينما هو في جوار ولاية أضنة، اشتدت الرياح، وهطلت أمطار غزيرة استمرت أياما عديدة، الأمر الذي أدى إلى تشكل حفر من الطين، وكان إلى جوار السلطان أنذاك "ابن كمال باش زاده" أحد كبار علماء عصره، وبينما يسيرون في الطريق تعثّر حصان "ابن كمال"، وتتطاير الطين الذي في قدمه على رداء السلطان " ياووز سليم"، وعلى أساسه حزن "ابن كمال" حزنا كبيرا، وقلق من أن يكون السلطان قد غضب، كما خشي من أن تؤدي فعلة الحصان إلى توبيخه، إلا أنّ الأمر لم يكن كما توقع، وحينها قال السلطان سليم عبارة أراحت الجميع، وسطرت حروفها من ذهب.
وقال السلطان بعيد تلطّخ ردائه بالطين: "هاتوا لي رداء جديدا، وإياكم أن تنظفوا ردائي هذا، لا تزيلوا الطين من فوقه، ففي عرفي الطين الذي يتطاير من أقدام الأحصنة التي يمتطيها العلماء طاهرة، وعندما أموت ضعوا هذا الرداء فوق قبري".
وبعد وفاة السلطان "ياووز سليم" تم تطبيق وصيته، ووضع الرداء الملطّخ بالطين فوق قبره، وفيما يلي صورة لرداء السطان الملطخ بالطين الذي تتطاير من قدم حصان العالم "كمال باش زاده".
جدير بالذكر أنّ أن الرئيس أردوغان في أثناء زيارته إلى الضريح وضع الرداء فوق قبر السلطان، بعد أن أجريت عليه الإصلاحات اللازمة كي يتم حفظه من التلف.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!