ترك برس
أوضح "رجب طيب أردوغان" رئيس الجمهورية التركية بأنّه لا يمكن الوصول إلى حلّ في سوريا مع وجود الأسد على رأس0 الحكم، لافتا إلى أنّ الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أخبره ذات مرة أنّه ليس محاميا عن الأسد، في إشارة منه إلى عدم تمسك بوتين بالأسد بشكل شخصي.
جاء ذلك خلال مقابلته التي أجراها مع رويترز أول أمس، تطرق فيه الرئيس إلى عدد من القضايا السياسية على الصعيدين المحلي والإقليمي.
و فيما يخص حل الأزمة السورية قال: "من الأساس الأسد ليس جانبا من الحل، من الضروري أن تتخلص سوريا من الأسد كي نتمكن من السير نحو الحل، ولطالما أنّ الأسدعلى رأس الحكم فلا حل في سوريا، ومن أوصل الحال في سوريا إلى هذا الوضع هو الأسد نفسه".
وأشار أردوغان إلى أنّ الأسد يمارس إرهاب دولة ضد شعبه، مؤكدا صعوبة الوصول إلى سلام في سوريا مع وجود من يمارس فيها إرهاب دولة ضد شعبه.
وتساءل في السياق ذاته: "هل يمكن لشخص يقتل شعبه بالقذائف والأسلحة الكيماوية ويسير فوقهم بالمدافع من أن يكون جانبا من الحل في بلاده؟.
وأردف أردوغان أنّ بلاده طالبت مرارا بحلّ من دون وجود مكان للأسد فيه، لافتا إلى أنّ القوى الخارجية كانت تتوجس خيفة من أن تأتي داعش بديلا عن الأسد.
وتابع الرئيس متسائلا: "من الذي قال لهم بأنّه في حال ذهب الأسد ستكون داعش بديلة عنه؟ تركيا هي الدولة التي أظهرت إلى الآن أكبر مواجهة ضد داعش، وإلى الآن قتلنا الآلاف من عناصرها، لماذا؟ لأنّه لا يمكن بأي شكل من الأشكل أن تكون داعش إسلامية، داعش أساءت إلى الإسلام، لا علاقة لداعش بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد".
وأكّد أردوغان أنّه لا يحق لأحد أن يوجّه السلاح ضد إنسان آخر سواء أكان هذا الآخر مسلما أم غير مسلم، مؤكدا أنّ داعش وجّهت السلاح ضد الأبرياء".
وذكر الرئيس التركي أنّ الخطوة التي يجب أن تُتخذ في سبيل إيجاد حل في سوريا، هو تأمين الجو الديمقراطي للشعب السوري ليختار قائد بلاده بنفسه.
وأضاف: "ناقشت هذا الأمر مع السيد "بوتين"، وكذلك في اتصال مع الرئيس الأمريكي السيد "ترمب"، وناقشته مرارا مع السيد "أوباما" ولكن لم أخرج معه بأية نتيجة، طالبتهم أن نتخذ خطوة يتمكن من خلالها الشعب السوري من تحديد مصيره بنفسه، أليست هذه هي الديمقراطية؟، إذن فلنترك الشعب السوري يقرر مصيره بنفسه".
وشدد أردوغان على أنّ دور القوى الخارجية مثل "أمريكا وتركيا والسعودية وقطر وإيران"، هو توفير الأمن للشعب السوري للقيام بعمليته الديمقراطية، متابعا: "علينا نحن أن نأتي بصناديق الاقتراع أمام الشعب السوري، والشعب هو الذي يختار قائده، ويحدد حزبه، فهناك دول فيها ما يقارب 20 حزبا، من يعرف؟ ربما سوريا بدورها قد تنشئ 20 حزبا، اتركوا الشعب السوري ينشء ما شاء من الأحزاب، وليجري فيما بعد انتخابات، والاسم الذي تأتي به صناديق الاقتراع نقول له بدورنا: على العين والرأس".
ونوّه إلى أنّ الإجابة التي كان يحصل عليها على الدوام لدى عرضه ما سبق على القوى الكبرى كانت تتحجج بقدوم داعش بدلا من الأسد، مضيفا في الإطار نفسه: "وهل ما يفعله الأسد أقل جرما من داعش؟ أليس الأسد هو قاتل هذه الأعداد الكبيرة من البشر في بلاده؟.
وأشار إلى أنّ بلاده لوحدها تستقبل 3 ملايين لاجئ سوري، وفي لبنان مليون ونصف المليون لاجئ، وفي الأردن مليون، مشيرا إلى أنّ جميعهم هربوا من ظلم الأسد، مؤكدا أنّه بعد كل ما حصل من الخطأ استمرار مناقشة سبل إيجاد حل في سوريا في ظل وجود الأسد".
وبيّن الرئيس أردوغان أنّ لدى سوريا العديد من الأسماء المثالية القادرة على إدارة سوريا، في حال تم تأمين الجو الديمقراطي للشعب لاختيار رئيسه بنفسه.
وذكر أنّه ذات مرة لدى حديثه مع الرئيس الروسي بوتين قال له الأخير بالحرف: "أردوغان أريد منك عدم فهمي خطأ، ولكن أنا لست محاميا عن الأسد، هذا ما قاله السيد بوتين لي شخصيا، ولكن يبدو أنّ هناك بعض الظروف أو التطورات التي لا يستطيع مشاركتها معنا، ولكن الآن الدول الفاعلة مثل أمريكا وروسيا وتركيا وقطر وإيران والسعودية علينا أن نجلس، ونأخذ دور المساعد، إلا أنّ القرار الأخير لا بّد من أن يكون بيد الشعب السوري.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!