محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
ينبغي علينا تحليل سبب منح البلدان الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) حق اللجوء للجنرالات والعقداء، الذين لعبوا دورًا في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا يوم 15 يوليو/ تموز. هل الأمر ناجم عن معاهدة تأسيس حلف الناتو، أم أنها بموجب ما تنص عليه "الاتفاقيات الثنائية"، التي أبرمتها تركيا مع هذه البلدان؟
التدخل غير المباشر
كان هناك على أجندتنا في ستينات القرن الماضي ما يسمى "مبدأ أيزنهاور"، إضافة إلى مصطلح ملحق به اسمه "التدخل غير المباشر". بحسب المبدأ، الذي أخذ اسمه من الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت أيزنهاور، فإن من حق الولايات المتحدة التدخل في البلدان الحليفة لها عند وقوع أزمات داخلية في البلدان المذكورة. وأبرمت الولايات المتحدة الأمريكية "اتفاقيات ثنائية" مع البلدان آنفة الذكر، من أجل وضع قواعد تنظم هذا الحق.
الاتفاقيات الثنائية
عندما تبين ما تنظمه هذه الاتفاقيات الثنائية، وأنها تنتهك مبدأ استقلال البلدان، وضع ضابط تركي سابق وسياسي في تلك الفترة، اسمه حيدر تونج قانات، الاتفاقيات الثنائية الموقعة من جانب تركيا تحت المجهر، وأعد قائمة بها. حلل تونج قانات الاتفاقيات الثنائية، التي وقعتها تركيا بعد عام 1945 في كتاب نشره تحت عنوان "ماهية الاتفاقيات الثنائية". لكن الأمر المهم هو أنه لاحقًا، وفي هذه الأيام على وجه الخصوص، علمنا أن الاتفاقيات الثنائية حافظت على سريتها حتى الآن. كما أننا علمنا بوجود اتفاقيات ثنائية قبل عام 1945.
ما هذا الحلف؟
لندع جانبًا مسألة منح حق اللجوء إلى الضباط المتورطين في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، أليس من المحيّر أن يكون هناك أكثر من 200 جنرال انقلابي يعملون في حلف شمال الأطلسي أثناء المحاولة الانقلابية؟ من جهة أخرى، تثور تساؤلات في الأذهان حول محتوى مصطلح "الحلف" جراء الدعم المقدم من بلدان الناتو إلى أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي المسيرين من جانب حزب العمال الكردستاني، وإلى حزب العمال نفسه.
أسئلة تراجيدية
يا ترى هل تمنح معاهدة حلف شمال الأطلسي والاتفاقيات الثنائية الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا حق التدخل العسكري في تركيا؟ على سبيل المثال هل من الممكن أن يتدخل أحد البلدين المذكورين عسكريًّا في تركيا بحجة أن هناك خطر على حياة مواطنيه فيها؟ أو هل الحكومة المنتخبة هي صانع القرار النهائي في بعض المؤسسات في الدولة التركية، أم أجهزة استخبارات هذين البلدين؟
في المستقبل، لدى معرفتنا ما كان يحدث حقيقة في عصرنا، لا بد أننا سنقف فاغري الفاه من الدهشة والقلق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس