ترك برس
سيزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واشنطن الأسبوع المقبل لإجراء أول لقاء مباشر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ولم يلمح بيان البيت الأبيض للإعلان عن زيارة يوم الثلاثاء إلى التوترات بيان الجانبين، قائلا إنهما "سيبحثان كيفية تعزيز علاقاتنا الثنائية وتعميق تعاوننا لمواجهة الإرهاب بكافة أشكاله".
وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن هناك أسبابا تجعل زيارة الرئيس أردوغان لواشنطن معقدة وبالغة الصعوبة، بالرغم من أن تركيا حليف للناتو وشريك رئيس في الحرب ضد تنظيم الدولة (داعش)، ومنها الأسباب التالية:
1- معارضة تركيا خطط تسليح الميليشيات الكردية
ردت تركيا بغضب على إعلان وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون هذا الأسبوع بأن الولايات المتحدة ستتحرك لتجهيز المقاتلين الأكراد في سوريا وتسليحهم. كانت الولايات المتحدة منذ مدة طويلة على علاقة مع وحدات حماية الشعب الكردي التي تعمل تحت مظلة فصيل متمرد مسلح أكبر هو حزب العمال الكردستاني الإرهابي.
وتعد تركيا مقاتلي وحدات حماية الشعب رفاق سلاح إرهابيين للانفصاليين الأكراد عبر الحدود السورية التركية، كما أن التوتر يتزايد بين الولايات المتحدة وتركيا حول دور وحدات حماية الشعب في المعركة التي تلوح في الأفق في مدينة الرقة عاصمة تنظيم داعش.
حذر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في يوم الأربعاء من أن العلاقات الأمريكية مع وحدات حماية الشعب قد تؤدي إلى "نتيجة سلبية" غير محددة، كما نقلت وسائل الإعلام التركية عن أردوغان قوله إنه يأمل في أن تتراجع الولايات المتحدة عن قرارها في أقرب وقت ممكن.
ومن ثم يحتاج ترامب إلى الاحتفاظ بالرئيس التركي مقربا من دون تحجيم قادته العسكريين الذين يعدون مقاتلي وحدات حماية الشعب الأكثر فعالية في القتال في مواجهة تنظيم الدولة (داعش).
2- الهارب من العدالة
بعد أن خرج أردوغان منتصرا من محاولة الانقلاب العسكري في يوليو/ تموز العام الماضي، اتهم رجلًا يقود تنظيمًا كبيرًا بالوقوف وراء الانقلاب، هو رجل الدين فتح الله غولن الذي يعيش في المنفى في ولاية بنسلفانيا. وخلال الأشهر الماضية رفضت الولايات المتحدة المطالب التركية بتسليم غولن لمواجهة اتهامات بتدبير الانقلاب، قائلة إن القرار قانوني وليس قرارا سياسيا، ومن ثم يجب أن يمر عبر النظام القضائي. وما تزال هذه المسألة تثير غضب الرئيس أردوغان، خاصة أنه شعر أن الرئيس أوباما حينذاك لم يكن داعما له بما فيه الكفاية خلال محاولة الانقلاب. فهل يكون تسليم غولن هو الجانب الإيجابي لزيارة واشنطن؟ قد يكون الزعيمان قادرين على التراجع عن إلقاء اللوم على أوباما.
3- المصالحة التركية الأخيرة مع روسيا
ردت تركيا في الماضي على التوترات في علاقاتها مع واشنطن بالتوجه لموسكو. شهدت علاقة أردوغان والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تقلبات، لكنهما عقدا مصالحة علنية في أغسطس العام الماضي، بعد ما يقرب من عام على فرض عقوبات على تركيا بسبب إسقاط طائرة مقاتلة روسية على الحدود السورية.
ما تزال روسيا وتركيا على طرفي النقيض من الصراع السوري، فبوتين هو الحليف الرئيس للرئيس السوري بشار الأسد، بينما تريد تركيا أن يرحل عن السلطة، كما انضمت تركيا إلى الولايات المتحدة في إدانة استخدام قوات الأسد لأسلحة كيماوية محظورة في هجوم على قرية سورية، حيث اتهمت الولايات المتحدة موسكو إما بغض الطرف عنه أو التحريض عليه.
لكن تركيا وروسيا تتعاونان في الآونة الأخيرة، وبعد اجتماع بوتين وأردوغان في الأسبوع الماضي اتفقا على إنشاء مناطق "تهدئة" في سوريا، تكون فيه تركيا وروسيا وإيران الضامن، وهي خطوة تتحفظ عليها الولايات المتحدة. وتجري أنقرة وموسكو أيضا محادثات حول شراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخي الروسي.
4- خطوط غير واضحة
على الرغم من أن ترامب يقول إنه انفصل رسميا عن إمبراطوريته التجارية، فإن الخبراء يقولون إن الرئيس لم يعمل ما فيه الكفاية. لذلك هناك تدقيق مستمر للقرارات السياسية، وخاصة في الساحة الخارجية التي يمكن أن تؤثر على مصالح ترامب الشخصية والمالية للشركات.
تركيا هي قضية رئيسية على سبيل المثال، فقد أعرب عدد من منتقدي ترامب ومن بينهم آدم شيف، العضو البارز في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، عن مخاوفهم بشأن "ترامب تاورز إسطنبول"، وهو مجمع ضخم مكون من مبنيين في العاصمة التجارية التركية لا يملكه ترامب لكنه يملك صفقة الترخيص الرئيسة مع المطورين.
وعلاوة على ذلك فإن أبناء ترامب الذين يديرون مؤسسته التجارية حاليا بدؤوا أخيرا مشروع سلسلة فنادق بدعم من شركة عقارية مرتبطة بتركيا. وقال مسؤولون إنه لم يكشف بعد عن العمل الاستشاري الذي شغله مايكل فلين مستشار الأمن المقال لصالح الحكومة التركية، ومن ثم فهو أحد السيوف القانونية التي ما تزال معلقة على فلين الذي يعد الشخصية الرئيسة في التحقيق حول التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة فى العام الماضي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!