طه داغلي - خبر 7 - ترجمة وتحرير ترك برس
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شديد الوضوح في كلامه، وقال "لا سلاح لحزب الاتحاد الديمقراطي". كما أنه رسم حدود العلاقات الروسية مع الحزب، وأكد أنها مقتصرة على مستوى العمل فقط. إذًا ماذا يعني هذا التصريح؟
عندما قصفت القوات المسلحة التركية حزب العمال الكردستاني في سنجار بالعراق، وحزب الاتحاد الديمقراطي في قره تشوك بسوريا انتشرت في اليوم التالي بعض الصور. فإرهابيو حزب الاتحاد الديمقراطي لجؤوا بعد الضربة التركية القوية إلى القوات الأمريكية في تل أبيض، وفي عفرين إلى القوات الروسية.
وبعد انتشار الصور المذكورة، اتخذت الولايات المتحدة قرار إرسال الأسلحة بشكل مباشر لحزب الاتحاد الديمقراطي، فهل كانت موسكو ستفعل الشيء نفسه؟
يمتلك الروس علاقات مع حزب العمال الكردستاني/ حزب الاتحاد الديمقراطي أقدم نسبيًّا بالمقارنة مع الأمريكيين. العلاقات أقدم، لكنها ليست وثيقة كعلاقات الأميركان مع التنظيمين.
لا تعتبر روسيا لا حزب العمال الكردستاني، ولا حزب الاتحاد الديمقراطي تنظيمًا إرهابيًّا، بينما تصف الولايات المتحدة حزب العمال بأنه "منظمة إرهابية" إلا أنها تنفي هذا الصفة عن امتداده في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي.
بعد إسقاط المقاتلة الروسية، التي انتهكت الحدود التركية في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، أرسلت روسيا إلى حزب الاتحاد الديمقراطي شحنة أسلحة، وبعد ذلك فتح الحزب مكتبًا له في موسكو.
ومع دخول العلاقات التركية الروسية مرحلة التطبيع بعد يونيو/ حزيران 2016، لم تقطع روسيا علاقاتها بحزب الاتحاد الديمقراطي، إلا أنها لم تطورها.
العلاقة الروسية مع الحزب المذكور أدت إلى بعض الامتعاض الأمريكي في عهد أوباما، وكانت الولايات المتحدة تعارض استمرار هذه العلاقة.
وبعد عملية درع الفرات، واستعادة مدينة الباب في فبراير/ شباط 2017 اتجهت الأنظار إلى منبج. خلال هذه الفترة كان الروس يقيمون تعاونًا محليًّا مع حزب الاتحاد الديمقراطي في عفرين.
وعقب الغارة التركية على قره تشوك انتشرت صور جديدة تظهر القوات الروسية مع إرهابيي حزب الاتحاد الديمقراطي في عفرين. وخلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمدينة سوتشي الروسية في 3 مايو/ أيار الجاري قدم الصور لبوتين، الذي أجاب بأنه لا علم له بالأمر.
وفي نهاية الأسبوع الماضي التقى أردوغان بوتين مجددًا في الصين. ويبدو أن بوتين تحرى عن الصور وقدم توضيحات لنظيره التركي.
لأن أردوغان عندما غادر الصين متجهًا إلى واشنطن، أدلى بوتين بتصريحه حول حزب الاتحاد الديمقراطي.
الولايات المتحدة تسلّح حزب الاتحاد الديمقراطي، فهل كان بوتين سيتبع الطريق نفسه؟ بوتين قال "لا، لن نقدم السلاح لحزب الاتحاد الديمقراطي، على أنقرة ألا تقلق في هذا الخصوص".
تتبع روسيا سياسة وسطية مع حزب الاتحاد الديمقراطي، فلا هي تنبذه، لكنها لا تصر على الاعتماد عليه كما تفعل الولايات المتحدة.
وقال بوتين إنه تباحث مع أردوغان حول قضية حزب الاتحاد الديمقراطي مؤكدًا أنه "ليس هناك ما يدعو لأن تنزعج أنقرة من سياستنا هذه".
وباختصار، لا تتراجع الولايات المتحدة عن سياستها بخصوص حزب الاتحاد الديمقراطي، وحتى إن أقدمت، فما مدى ذلك، هذا غير واضح.
لكن روسيا لها موقف مختلف تمامًا. فهي لا تضحي بالثمين من أجل الغث، وعندما تكون تركيا في طرف، وتنظيم إرهابي في الطرف الآخر، وتضطر موسكو للاختيار فإنها ستفضل تركيا بلا أدنى تردد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس