بيريل دادا أوغلو - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
قبل أيام هاجم ذراع حزب العمال الكردستاني في إيران، المعروف باسم "بيجاك"، قوات إيرانية قرب الحدود مع تركيا. وقُتل ضابطان في اشتباك تلا الهجوم.
ولأن مكافحة حزب العمال مستمرة في تركيا فإن تنفيذ الحزب هجمات وإطلاقه النار على قوات الأمن أصبح للأسف أمرًا لا يثير الاستغراب. أما في إيران فالوضع مختلف. وهذا الهجوم يشير إلى انتهاء فترة طويلة من الهدنة بين الجانبين.
تحميل تركيا مسؤولية الهجوم يومئ إلى أنها أيضًا ساهمت في وضع حد للهدنة. لكن لو أن تركيا تمتلك كل هذا التأثير على "بيجاك" أو حزب العمال، لكانت منعته من شن هجمات على أرضها أولًا.
لنستذكر جولة ترامب الشرق الأوسطية وتصريحاته الخاصة بسياسة بلاده خلال زياراته. تركز السياسية الأمريكية الجديدة على تطوير العلاقات بشكل أكبر مع حلفاء واشنطن التقليديين في المنطقة السعودية وإسرائيل وحتى مصر من جهة، وتهميش إيران من جهة أخرى.
وبقدر ما تهمش الولايات المتحدة إيران، وتزيد السعودية من قدراتها العسكرية، وتبني إسرائيل سياساتها على العداء لإيران فإن طهران تبقى بنفس القدر في المحور الروسي. وهذا ما يمكن أن يلعب دورًا في تأسيس هدنة في سوريا. لأن أهم ما تتفق عليه الولايات المتحدة وروسيا في الملف السوري هو عدم التعامل مع اللاعبين المحليين من الناحية السياسية، واستخدامهم في المناوشات، وإبعاد دول المنطقة عن التدخل.
يلعب حزب العمال الكردستاني هذا الدور بالنسبة لتركيا، ولا بد أن "بيجاك" سوف يضطلع بوظيفة مشابهة بالنسبة لإيران.
هجوم "بيجاك" على القوات الإيرانية هو مؤشر على تغير آخر. بينما كانت تظهر تركيا بمظهر البلد الذي يواجه مشاكل مع الغرب، كانت إيران تبدو كبلد يسعى للتصالح معه. وهذا يعود إلى سياسة أوباما في الضغط على تركيا بيد، وجذب إيران إليه باليد الأخرى.
بيد أن ترامب، منذ وصوله إلى البيت الأبيض، عمل عكس كل ما فعله أوباما، وأوضح أنه سيهمش إيران، حتى وإن كان على رأس السلطة فيها رئيس مؤيد للتعامل مع الغرب.
ولهذا فإن دور الحكومة الحالية في إيران أصبح مكشوفًا في النظام العالمي المتغير، وما هجوم "بيجاك" إلا مؤشر لهذا الوضع.
وإذا استمرت هجمات "بيجاك" على القوات الإيرانية فسيكون من الصعب على طهران أن تتبع سياسة مؤيدة للغرب. وفوق ذلك فإنها ستضطر للتعاون مع أنقرة عوضًا عن اتهامها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس