ترك برس
قال أحمد منصور، الإعلامي المصري البارز منتج ومقدم البرامج في شبكة الجزيرة القطرية، إن ذكرى فتح اسطنبول (القسطنطينية) هذا العام مختلفة في ظل ما تواجهه تركيا من تحديات دولية تذكر بتلك الحقبة من صراعات الدولة العثمانية.
وفي تحليل نشرته صحيفة الوطن القطرية، تحدّث منصور عن إحياء الأتراك قبل أيام للذكرى 564 لفتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح الذي حول اسمها لاسطنبول بعد الفتح الذي تم يوم 29 مايو/أيار من العام 1453.
ونُقل عن النبي محمد (خاتم المرسلين) إنه بشر بفتح القسطنطينية (إسطنبول حاليًا)، قائلاً: "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش".
وقد شارك الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان يوم الأحد في حفل إفطار بهذه المناسبة قال فيه إن اسطنبول ملخص لكل تركيا وهي مرتبطة بكل الولايات الثمانين لتركيا ارتباطا جسديا وإنسانيا، بحسب منصور.
وأوضح منصور أن احتفالات اسطنبول تتميز هذا العام بتوافقها مع بداية شهر رمضان كما أنها تأتي في ظل طغيان الجدل في تركيا حول الذين يمجدون الفترة العثمانية والذين يقومون بتشويهها من العلمانيين الأتراك.
وقد تجلى ذلك في جانب المسلسلات التاريخية التي بدأت شركات الانتاج التركية تقدمها لتنافس بها المسلسلات التي كانت تسوق للحياة العصرية التركية أو تلك التي تناولت العهد العثماني بالتشويه مثل مسلسل (حريم السلطان).
حيث جاء مسلسل (أرطغرل) ليجمع الأتراك حوله بشكل غير مسبوق إلا في مباريات كرة القدم الكبرى كذلك مسلسل (السلطان عبد الحميد) آخر سلاطين الدولة العثمانية، حسب رأي منصور.
وأضاف منصور: "كما تتوافق الذكرى هذا العام مع عرض فيلم (محمد الفاتح) الذي بدأ عرضه في فبراير الماضي وشاهده ما يقرب من ثلاثة ملايين تركي حتى الآن وقد كلف إنتاجه ما يقرب من سبعة عشر مليون دولار واستغرق تصويره حوالي ثلاث سنوات، وقد شارك في مراجعة نصوصه التاريخية كثير من أساتذة التاريخ".
واعتبر الإعلامي المصري أن حكومة العدالة والتنمية نجحت خلال الخمسة عشر عاما الماضية من إعادة الوهج لزمن العثمانيين من خلال أشياء كثيرة مثل بانوراما فتح اسطنبول وهي قبة مذهلة استغرق بناؤها عدة سنوات.
وتعطي هذه البانوراما الزائر خلال نصف ساعة تفاصيل مذهلة بالصور والمؤثرات الصوتية عن معركة فتح القسطنطينية مع شرح واف بعدة لغات منها اللغة العربية لأحداث المعركة، يصاحب الشرح موسيقى (المهتار) وهي موسيقى حربية كانت تعزف خلال المعارك والحروب التي كان يقوم بها العثمانيون.
وأردف منصور: "فرقة المهتار الحربية لازالت موجودة منذ مئات السنين تقوم كل يوم بتقديم معزوفاتها في المتحف الحربي في العاصمة اسطنبول، وقد حضرت عرضها أكثر من مرة بل إني لا أبالغ أني كلما وجدت فرصة لحضور عرضها اليومي الذي يقدم في الساعة الثالثة عصرا كل يوم ويستمر حوالي نصف ساعة فإني أحرص علي الحضور بسبب المشاعر المفعمة بالحماس التي تملأ بها النفس وهي تأخذ الإنسان إلى تفاصيل إيقاع المعارك والجيوش والانتصارات.
وقد تجاوزت تلك الموسيقى العرض في المتحف الحربي لتعزف في المناسبات العامة ثم تجاوزت ذلك إلى أن أصبحت مطلوبة حتى في المناسبات الخاصة باعتبارها تراثا تركيا أصيلا تعكس ملامح تاريخية مجيدة في حياة العثمانيين، كما أنها ترمز إلى عظمة الدولة العثمانية".
وختم منصور بالقول إن "ذكرى فتح اسطنبول هذا العام مختلفة في ظل ما تواجهه تركيا من تحديات دولية تذكر بتلك الحقبة من صراعات الدولة العثمانية مع أوروبا وكذلك المحاولة الانقلابية الفاشلة لكنها أعادت للأجواء الاحساس بالأمجاد والانتصارات الذي تفتقده الأمة في هذه الأيام".
وفي رسالة نشرها بمناسبة الذكرى السنوية هذه، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن "فتح اسطنبول الذي يعد إحدى أهم نقاط التحول في تاريخ العالم، بالنظر إلى نتائجه السياسية والثقافية والاجتماعية، هو نصر مليء بالعبر بالنسبة لنا وللإنسانية جمعاء".
وأضاف أردوغان أن "إسطنبول، التي كانت منذ تأسيسها عاصمة لدول وثقافات مختلفة، تحولت إلى مركز للتسامح والتكافل والعيش بسلام جنبا إلى جنب، تحت الإدارة العادلة للسلطان محمد الفاتح".
وأشار إلى أن بلاده تحتفل بحماس وفخر كبيرين بمناسبة الذكرى الـ564 لفتح إسطنبول، الذي يعد واحداً من أروع الانتصارات في التاريخ.
وأضاف قائلا: "بهذه المناسبة أذكر بالرحمة والتعظيم السلطان محمد الفاتح الذي نال شرف الثناء من النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث تمكن وهو لا يزال في سن الـ21 من سنة، وأفراد جيشه الشجعان، من فتح إسطنبول".
ويحتفل الأتراك خاصة، والمسلمون عامة في 29 مايو/أيار من كل عام، بذكرى "فتح القسطنطينية"، وهي المدينة التاريخية التي فتحها السلطان العثماني "محمد الفاتح" من الإمبراطورية البيزنطية، عام 1453، بعد أن ظلت عصية على الفتوحات الإسلامية لعدة قرون.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!