ترك برس
أكّد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الاثنين، أنّ تركيا وألمانيا تبذلان جهوداً مضاعفة لإعادة علاقاتهما إلى مستويات ما قبل الأزمات الأخيرة التي شابتها.
وجاءت تصريحات جاويش أوغلو هذه في مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني سيغمار غابريال الذي يزور العاصمة التركية أنقرة.
وأوضح جاويش أوغلو أنه بحث مع نظيره الألماني كافة الأزمات التي تشوب علاقات البلدين، وسبل إزالة تلك العوائق، إضافة إلى عرض الجانبين لوجهات نظره لكيفية الحل.
وأضاف جاويش أوغلو أنّ تركيا أبلغت استياء تركيا من الاعتداءات المتكررة للمسلمين والأتراك القاطنين في ألمانيا، والفعاليات التي تقوم بها منظمة "بي كي كي" الإرهابية في المدن الألمانية.
وتابع جاويش أوغلو قائلاً: "الجانب الألماني يعترف بعدم صحة السماح لأنصار بي كي كي الإرهابية وعناصر منظمة غولن الإرهابية، القيام بأنشطة في المدن الألمانية، ووجهنا دعوة للحكومة الألمانية بضرورة الحد من تلك الفعاليات التي تؤثر سلباً على علاقات البلدين".
وفيما يخص الخلاف القائم حول زيارة النواب الألمان إلى قاعدة إنجيرليك قال جاويش أوغلو: "قيّمنا مع نظيري الألماني هذه المسألة بكل تفاصيلها، واتفقنا مبدئياً على السماح للنواب الألمان بزيارة جنودهم العاملين في ولاية قونيا، ومن ثمّ النظر في مسألة زيارة إنجيرليك".
ورداً على سؤال حول وضع الصحفي الألماني دنيز يوجل الموقوف في تركيا، قال جاويش أوغلو: "إنّ يوجل لم يتم توقيفه بسبب أنشطته الصحفية، إنما لتورطه بالإرهاب وتشجيعه على الانضمام إلى المنظمات الإرهابية ضد تركيا، والمحكمة تنظر في ملفه وسنحترم قرار المحكمة في هذا الشأن".
وفي إجابته لسؤال حول الأزمة الدبلوماسية الحاصلة بين عدد من دول الخليج، أعرب جاويش أوغلو عن أسفه لحدوث هذه الأزمة، وأوضح بأنقرة تؤيد استقرار المنطقة وتعمل على وحدة منظمة التعاون الخليجي.
وشدد في هذا الخصوص على ضرورة استمرار الحوار، كي يتم حل الأزمة بالطرق السلمية، معرباً في هذا الخصوص عن استعداد بلاده للتدخل والوساطة بين الدول المعنية، لا سيما أنّ منطقة الشرق الأوسط تعاني من أزمات كبيرة أهمها الأزمتين السورية والعراقية.
من جانبه قال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال، إنّ العلاقات التركية الألمانية تاثرت خلال الفترة الأخيرة نتيجة عدة عوامل سلبية أحدثت خللاً في علاقات البلدين.
وأكد غابريال على ضرورة مواصلة الحوار بين الجانبين، لافتاً إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، ومبيناً في الوقت نفسه أنّ الدولة التركية استقبلت الألمان زمن الحكم النازي في البلاد.
وأعرب غابريال عن تضامن بلاده مع الحكومة التركية ضدّ محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت منتصف تموز/ يوليو الماضي، مشيراً أنّ تركيا حليفة لألمانيا في حلف شمال الأطلسي، وأنهما يكافحان الإرهاب معاً.
وأوضح غابريال أنّ تركيا تعد من أهم الشركاء الاقتصاديين لألمانيا، وأنّ حكومة برلين حريصة على مواصلة التعاملات التجارية مع الحكومة التركية، وستسعى لإيجاد السبل الكفيلة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع أنقرة.
وعن نشاط منظمة بي كي كي الإرهابية، قال غابريال: "إنّ هذه المنظمة لا تشكل تهديداً ضد تركيا فقط، بل تهدد أمن وسلامة ألمانيا، لأن أنصارها يقومون بتجارة المخدرات والسلاح ويمارسون العنف في المدن الألمانية".
وتابع غابريال قائلاً: "سنلبي مطالب تركيا فيما يخص تسليم أنقرة المطلوبين من عناصر بي كي كي الإرهابية، أما بالنسبة لعناصر غولن الذين تقدموا بطلبات اللجوء، فإنّ المحاكم الألمانية تنظر في هذه الأمور ونحترم القرارات التي ستصدر عن هذه المحاكم، فالمحاكم الألمانية تقيم كافة الأدلة المقدمة من الجانب التركي بخصوص تورط هؤلاء الأشخاص في محاولة الانقلاب الفاشلة، وفي حال ثبُت تورطهم، فإنّ عملية الإعادة ستتم".
وتطرق غابريال إلى ملف زيارة قاعدة إنجيرليك موضحاً أنّ برلين لا ترغب في إطالة أمد هذا الخلاف، مشيراً في الوقت نفسه أنّه من الواضح عدم إمكانية تحقيق الزيارة حالياً إلى القاعدة المذكورة.
ورداً على سؤال حول احتمال سحب ألمانيا قواتها العاملة في تركيا من قاعدة إنجيرليك، قال غابريال إننا لا نملك حاليا خطة واضحة حول هذا الأمر، وأنه من الممكن اجراء محادثات جديدة بخصوص الزيارة في وقت لاحق.
وفي 15 مايو/أيار الماضي، رفضت السلطات التركية طلباً تقدم به نواب في البرلمان الألماني لزيارة جنود بلادهم في قاعدة "إنجرليك" الجوية بولاية أضنة جنوبي البلاد، وفق ما ذكرته مصادر دبلوماسية تركية للأناضول.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!