ترك برس
أشار الخبير في الشؤون الخليجية والأكاديمي بجامعة إكسفورد البريطانية، الدكتور جمال عبد الله، إلى وجود عوامل تؤهل تركيا للقيام بالدور المطلوب على أكمل وجه في الأزمة العاصفة التي تشهدها منطقة الخليج خلال الأيام الأخيرة.
ومنذ 5 يونيو/حزيران الجاري، قطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب"، فيما نفت الدوحة تلك الاتهامات. وشدّدت الدوحة أنها تواجه حملة "افتراءات" و"أكاذيب" تهدف إلى فرض "الوصاية" على قرارها الوطني.
وخلال حوار مع صحيفة الشرق القطرية، أفاد عبد الله أن تركيا يمكن أن تلعب دور الوسيط في حال قبول أطراف النزاع بذلك، نظرا لأنها قوة إقليمية تتمتع بعلاقات مميزة مع دول الخليج كافة.
وأضاف عبد الله: "فالدوحة تربطها بأنقرة اتفاقية دفاع مشترك، فضلا عن العلاقات الإستراتيجية القوية في مختلف المجالات بينهما، وهو ما يؤهل أنقرة للقيام بالدور المطلوب على أكمل وجه في هذه الأزمة العاصفة".
وقال إن قطر لم تتعامل مع ثورات الربيع العربي كما تعاملت معها دول الخليج الأخرى، فقد اختارت قطر أن تدعم حق الشعوب العربية في تقرير مصيرها، وانتفاضات تلك الشعوب في وجه الحكام المستبدين من أجل حصولها على حريتها وصون كرامتها.
ولفت إلى أنه يمكن تلخيص الخلاف الحالي بين قطر من جهة، وبعض الدول الخليجية من جهة أخرى في عدة محاور رئيسية أولها موقف الدوحة من ملفات المنطقة وثورات الربيع العربي، والثاني العلاقة مع إيران، أما الثالث فيتمثل في علاقتها ببعض تيارات الإسلام السياسي خاصة جماعة الإخوان المسلمين. وهذه المحاور مصدر خلاف بينها وبين بعض دول الخليج.
ومؤخرًا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "نأمل أن يتم تسوية الخلاف بين دول الخليج قبل حلول عيد الفطر المبارك. إن اعتراضنا ومعارضتنا للظلم الواقع على أصدقائنا القطريين شيء وصداقتنا لآخرين في المنطقة شيء آخر، وهذه الأمور ليست قطعًا قضايا بديلة أو مناقضة لبعضها".
وأضاف أردوغان: "لذا فإن دعمنا لقطر ليس بديلًا لعلاقاتنا مع الدول الأخرى، تركيا لديها علاقات متعدّدة الأوجه وقويّة مع جميع الدول في منطقة الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ونحن عازمون على مواصلة تطوير علاقاتنا وتعزيزها في كافة المجالات. لذا ليطمئنّ المواطنون السعوديّون ومواطنو الدول الخليجيّة الآخرون الذين يملكون استثمارات في تركيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!