ديليك غونغور - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

يقولون إنهم أصحاب البلد الحقيقيون.

ويقولون إن بإمكانهم تجاهل أمن الدولة وتسريب معلومات سرية، دون أن يكون لأي كان الحق في التدخل.

ويقولون إن بإمكانهم القيام بحملات لتوجيه الرأي العام على مانشيتات الإعلام، فهم أحرار، ولا أحد يستطيع محاسبتهم.

ويقولون إنهم ولو كانوا جمعية لرجال الأعمال، إلا أن عملهم هو ضبط إيقاع السياسة.

وباختصار هذا ما يقولونه:

ويل لمن يجرؤ علينا.

من القائل؟

كما ذكرت في عنوان المقال، الثالوث المقدس: حزب الشعب الجمهوري، وجمعية رجال الأعمال الأتراك "توسياد"، ومجموعة دوغان الإعلامية.

منذ سنوات طويلة ونحن نتابعهم في مشهد متكرر؟

والآن، اتخذوا من الحكم على أنيس بربر أوغلو (برلماني عن حزب الشعب الجمهوري) بالحبس 25 عامًا بتهمة التجسس السياسي والعسكري، ذريعة لتحركاتهم. قالوا عن المحاولة الانقلابية في 15 يوليو إنها "انقلاب مدبر"، وعن استفتاء 16 نيسان/ أبريل إنه "باطل"، ووجدوا الآن في العقاب المفروض على أنيس بربر أوغلو مادة من أجل الاستمرار في المسرحية.

بعد دقائق من صدورالقرار اجتمع حزب الشعب الجمهوري وأعلن أنه سينظم مسيرة. دعت مجموعة دوغان الإعلامية الحزب، ونشرت تفاصيل المسيرة.

وعادت جمعية رجال الأعمال الأتراك، التي كنت أظن أنها تغيرت، فجأة إلى سابق عهدها. أدلت ببيان وكأنها حزب سياسي.

عزيزي القارئ...

هل الغاية هي المطالبة بالعدالة، أم العودة بالبلاد إلى أجواء الفوضى بدعم من الأخوة الكبار، كما حصل تمامًا في أحداث منتزه "غيزي"، وفي العمليات الرامية إلى الإطاحة بالحكومة عام 2014، وفي الهجمات الإرهابية عام 2015، وفي المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016؟

يحدث هذا بينما يقترب الاقتصاد من مرحلة التعافي.. وبينما تنخفض البورصة إلى 100 ألف، والدولار إلى 3.40 ليرة تركية، والفائدة إلى رقم أحادي الخانة... وبينما تم توظيف 817 ألف شخص خلال شهرين، وبلغت نسبة النمو الاقتصادي في الربع الأول من العام الحالي 5 في المئة...

لكن هذا الثالوث المقدس والأوساط التي تنتظر متربصة تنسى أمرًا هامًّا...

هذا الشعب أفسد المؤمرات المنسوجة الواحدة تلو الأخرى. ورأى من يسعون للقضاء على وحدته. كشف مؤامرات من يسعون لتحريك الشارع. وتمكن من المقاومة عند الضرورة كما فعل في 15 يوليو.

وبالنتيجة... أكنّ كل الاحترام لمن يعملون على تحقيق العدالة. لكن عندما يكون السعي لذلك في الشارع، فهذا لا يسمى نضال لإحقاق الحق، وإنما تحريض على الفوضى.

عن الكاتب

ديليك غونغور

كاتبة تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس