ترك برس
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنّ مسألة المصالحة الوطنية لا تُحلّ بمبادرة طرف واحد، وإنّه يجب على كل الأطراف العمل سويةً لإنجاح هذه المسيرة، وذلك في تصريح له أثناء عودته من أفريقيا حيث شارك في قمة الشراكة التركية الأفريقية الثانية.
وأوضح أردوغان أنّه تمّت مواجهة عدة صعوبات في المناطق الجنوبية للبلاد خلال الانتخابات السّابقة من قبل بعض الأطراف المناهضة لعملية المصالحة، متمنّياّ أن لا تتكرّر مثل هذه الصّعوبات وأن ينجح الطّرفان في الوصول إلى حلٍ شامل يؤدّي إلى تخلّي الجماعات الارهابية عن حمل السّلاح.
وتطرّق إلى قضية تحسين ظروف زعيم تنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK) عبد الله أوجلان في سجنه، موضحاً أنّ الحكومة التركية قامت بكل ما يجب عليها في هذا الصّدد قائلاً: "لقد قامت الحكومة التركية بكل ما يلزم في هذا الصدد. وعندما نفكر في هذه المسألة علينا أن لا ننسى أنّ هناك الألاف من أبنائنا استشهدوا على يد هذا التنظيم. علينا أن نولي اهتماماً لآراء ذوي الشّهداء أيضاً. وعلى لجنة الحكماء أن يصغوا لأراء ومقترحات أهالي الشّهداء".
وجدّد أردوغان رفضه تدخّل طرف أخر لمراقبة عمليّة المصالحة، مذكّراً بنتائج محادثات أوسلو وبالدّور الذي لعبته الأطراف الأخرى في إحباط تلك المحادثات.
وانتقد الرئيس التركي موقف المجتمع الدّولي حيال الأزمة السّورية، معتبراً اهتمام العالم ببلدة عين العرب (كوباني) وإهمالهم لما يجري في مدينة حلب، خطأً لا يمكن السّكوت عنه.
وعن لقائه المرتقب مع بابا الفاتيكان، أشاد أردوغان بدور البابا في محاربة الإرهاب وأنّه مهتم بالرسائل التي سيبعثها إلى العالم المسيحي عقب اللقاء المرتقب.
كما أعلن أنّه سيناقش مع البابا ظاهرة الإسلاموفوبيا (الخوف من الاسلام ومعاداته) المستشرية حالياً في العالم الغربي، وأنه سيطلب منه العمل سويّةً للقضاء على هذا الفكر.
وأشار أردوغان في مستهلّ حديثه إلى القمّة التركية الافريقية الثانية التي شارك فيها، حيث عبّر عن امتنانه لتطور العلاقات بين تركيا والقارة الأفريقية.
وأفاد بأنّ تركيا لديها 28 سفارةً في الدّول الأفريقية وأن العمل جارٍ لفتح 15 سفارة جديدة في دول القارة، وذلك لتعميق العلاقات بين الجانبين التركي والأفريقي.
وفيما يخصّ الادّعاءات الأخيرة التي أطلقها رئيس حزب الشّعب الجمهوري حول سعي أجهزة الاستخبارات لإحداث فتنة داخل حزبه، قال أردوغان إن أجهزة الاستخبارات لا تعمل لصالح حزب ضد آخر، داعياً كافة الأحزاب إلى الإبتعاد عن إلقاء التّهم ضد أجهزة الاستخبارات.
وختم أردوغان حديثه بالتّطرّق إلى أزمة الكيان الموازي، مؤكّداً أنّ زعماء الدّول الذين التقى بهم أبدوا استعدادهم لدعم تركيا في مساعيها الرامية للقضاء على هذا التنظيم من خلال إيجاد كوادر تدريسية بديلة للكوادر الموالية لهذا التنظيم في بلدانهم.
كما أكّد أردوغان عزم بلاده على محاربة هذا الكيان قائلاً: "إننا عازمون على تصفية هذا التنظيم ولو تراجعنا عن عزمنا هذا، فسيكون ثمن هذا التّراجع باهظاّ علينا كدولةٍ وكشعب".
وعن إعادة زعيم التنظيم الموازي فتح الله غولن إلى تركيا، صرّح أردوغان بأنّهم ينتظرون قرار المحكمة في هذا الشّأن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!