محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
يشكل النفط والغاز المستخرجان من تحت التراب أو البحار مصدر غنى بالنسبة إلى كثير من الأنظمة الدولية، العائلات الحاكمة، الديكتاتوريين وتجّار الأسلحة. وهذا هو الواقع المرير الذي تعيشه جغرافيا الشرق الأوسط.
هم من حددوا مصير المنطقة:
ليست شعوب المنطقة من حدد مصير هذه الجغرافيا، إنما حدده الدبلوماسيون، والمنظرون الصيهونيون والمصرفيون الذي يجرون حساباتهم بناء على النفط، والذين ينتمون إلى دول مثل فرنسا وبريطانيا، خلال فترة الحرب العالمية الأولى. أفسحوا الطريق أمام بعض رؤساء العرب وإسرائيل لإنشاء دول داخل الأراضي المنفصلة عن الدولة العثمانية. انتهى السلام الذي ساد خلال الحكم العثماني في نهاية هذا المطاف، وتستمر الفوضى منذ ذلك الحين إلى الوقت الراهن.
تجارة أمريكا للسلاح:
احتلت أمريكا مكان فرنسا وبريطانيا في المنطقة الآن. لكن تبدو الحرب العالمية الأولى مستمرةً بسبب تدخل أمريكا في المنطقة. كما يبدو تحقيق الاستقرار الدائم في الشرق الأوسط احتمالاً بعيداً جداً نظراً إلى عدم وجود سياسة تتبعها أمريكا سوى سياسة بيع السلاح لدول المنطقة. أما بالنسبة إلى تدخل أمريكا في العراق، فقد أدى ذلك إلى هلاك العراق وشعبها، إلى جانب انعكاس هذا التدخل على شكل حرب أهلية استمرت لأعوام وأدت إلى انعدام الاستقرار في سوريا. وجاءت التطورات الأخيرة باستقرار روسيا أيضاً في المنطقة.
الدبلوماسية المبنية على الأكاذيب:
تطبّق دبلوماسية خاصة مبنية على الأكاذيب في الشرق الأوسط. على سبيل المثال، عندما تبيع أمريكا السلاح لأي دولة أجنبية يقوم الكونغرس الأمريكي بالتحقق من صحة تطبيق الديمقراطية والحرية في هذه الدولة، وعند توصلها إلى عدم تطبيقها بشكل سليم لا تسمح ببيع السلاح لهذه الدولة. لذلك تُعد السعودية، الإمارات، مصر ومثلها من الدول، دولاً ديمقراطية، لكونها فقط تشتري السلاح من أمريكا.
أسئلة لا نهاية لها:
لا نعلم كيف ستكون نهاية الأزمة القطرية في منطقة الخليج. هل سيؤدي بحث أكراد جنوب العراق عن الاستقلال إلى نشوب حرب أهلية جديدة في المنطقة؟ ما الدور الذي ستؤديه وحدات الحماية الشعبية في إطار مستقبل سوريا؟ هل يؤدي التوتر الموجود بين السنة والشيعة في المنطقة إلى استحالة الالتفات نحو القضية الفلسطينية؟
تقع تركيا في وسط جغرافيا تسعى إلى إيجاد أجوبة عن هذه الأسئلة، وتتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بجميع تطورات المنطقة.
باختصار، يجب أن ندرك قيمة الديمقراطية والوحدة والأمان والسيادة، ولذلك علينا أن لا نحارب بعضنا البعض.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس