إبراهيم قاراغول - يني شفق العربية
منذ بداية هذه الحملة وأنا مؤمن بهذه الحقيقة: حملة مسيرة العدالة التي أطلقها رئيس حزب الشعب الجمهوري كلتشدار أوغلو من العاصمة أنقرة ليس لها أي علاقة باعتقال أنيس بربرأوغلو، لأن كلتشدارأوغلو أطلق هذه الحملة بهدف تأسيس درع اجتماعيّ يحميه من قضية شاحنات وكالة الاستخبارات الوطنية.
كان عليه وضع خطة تستر الشخص الذي سلّم الملف لبربرأوغلو، وتُستر احتمال تأكيد وجود يد لرئيس حزب الشعب الجمهوري في هذا الأمر، ومن المحتمل أن المسيرة اقتُرحت من قبل "الأصحاب الأساسيين للملف " .
عمّار عملية 15 يوليو/تموز هم الآن زعماء هذه المسيرة
ولا شك أن "أصحاب تلك الملف" هم عمّار محاولة الانقلاب والحرب الداخلية في 15 يوليو/تموز، وهم مراكز الخيانة التي لم يشهدها تاريخ تركيا السياسي سابقًا، المركز ذاته هو المسؤول عن مخططات إنشاء حرب داخلية في تركيا وتجزئة دولة تركيا وعن مخطط انتزاع الضفة الأوربية لإنشاء "فاتيكان فتح الله غولان" هناك، وهو المسؤول عن الاعتداءات الدولية التي نُفّذت من قبل تنظيم الـ بي كا كا في الجنوب وبدأت في نفس لحظات محاولة الانقلاب، وهو المسؤول عن كافة المؤامرات الهادفة إلى إركاع دولة تركيا التي "تكبر وتتطور" يومًا بعد يوم.
هدفت عملية 15 يوليو/تموز لتحويل تركيا إلى سوريا عن طريق اغتيال رئيسها وتحويل شوارعها إلى أنهار من الدماء.
وتعتبر المسيرة التي أطلقها كلتشدار أوغلو جزءًا من هذه المؤامرات، لاحظوا إلى توقيت وداعمي وموجهي هذه المسيرة وانظروا إلى التوجهات الإرهابية في حزب الشعب الجمهوري، انتبهوا إلى الفكر الذي ينتزع حزب الشعب الجمهوري من القالب الوطني والمحلي وانتبهوا إلى ممثلي هذا الفكر داخل حزب الشعب الجمهوري، وانظروا إلى المنظمات الهامشية التي استلمت حزب المعارضة لدولة تركيا، وراقبوا منظمة غولن الإرهابية وتنظيمي الـ بي كا كا والـ دي هي كا بي جي الذين يوجهون حزب الشعب الجمهوري كيفما يشاؤون، وانظروا إلى زعماء هذه التنظيمات وإلى المؤامرة التي يُستثمر حزب الشعب الجمهوري فيها!
حزب الشعب الجمهوري هو الأداة الجديدة بعد نفاد كافة أدواتهم
لم يعد هناك إمكانية تنفيذ مؤامرة جديدة عن طريق منظمة غولن الإرهابية، كما أنه حزب الشعب الجمهوري ليس له قابلية أو قوة الإقناع أو النفوذ السري داخل الأحزاب السياسية والتنظيمات والجماعات الإسلامية بهدف السيطرة عليهم، لذلك تم استعماله حاليًا في خطة كهذه.
كما أنه لم يعد بإمكانهم استعمال تنظيم الـ بي كا كا عن طريق الحزب الديمقراطي للشعب (الـ هي دي بي)، ولم يعد إمكانية تشكيل رأي عام سوى بمجال محدود، أما التنظيمات الأخرى فهي مجرد تنظيمات صغيرة وضعيفة لن تستطيع سوى تنفيذ الصفقات الصغيرة، كما أنه المحيط المعارض تم استعماله أثناء أحداث غازي.
وللأسف لم يعد أمامهم سوى خيار حزب الشعب الجمهوري لتنفيذ المؤامرة الجديدة، وهذه المؤامرة تسحب الحزب ورئيس الحزب كلتشدارأوغلو تجاه التنظيمات الهامشية شيئًا فشيئًا.
العملية جاهزة بمجرد إضافة قليل من البيئة الدينية!
يعتقدون أن حزب الشعب الجمهوري هو الخيار الوحيد في تشكيل حملة اجتماعية وتطويرها، الحملة باختصار هي سير كلتشدارأوغلو على الأقدام، ودعم محيط حزب الـ هي دي بي وتنظيم الـ بي كا كا لهذه الحملة، وإدارة الحالة النفسية الاجتماعية من قبل بعض من المجموعات الإعلامية وأصحاب رأس المال.
والمؤامرة ستكون جاهزة بإضافة قليل من المحيط الإسلامي والديني ، وهذا سيكون عن طريق الرجال "الانتهازيين" الذين لم يصلوا إلى ما يريدون في حكومة حزب العدالة والتنمية.
الاستخبارات الأمريكية والأوربية التي تدير تنظيم الـ بي كا كا ومنظمة غولن الإرهابية وحزب الشعب الجمهوري تنفذ مؤامرة محورها مفهوم "العدالة" الذي له مكانة حساسة لدى المجتمع وذلك بهدف إشعال غضب المجتمع، وسيكتمل مخططهم عن طريق دعمه من قبل بعض من المحيط "الديني المحافظ والمنتقم والمؤيد".
تم انتهاز كافة المعارضين للمحور الوطني
هذه مؤامرة مشابهة للمعارضة الهامشية التي تم تشكيلها أثناء أحداث غازي، وللجبهة المتضامنة التي تم تشكيلها قبل الانتخابات الرئاسية.
سيقومون بضم كل من يعارض المحور والموقف الوطني المحلي، ومنهم من سيدعمهم عن طريق هويته الطائفية أو المذهبية ومنهم من سيقف معهم بهويته السرية، لكن ما أصل هذا المشروع؟ ثقوا تمامًا بأنه مشروع خارجي، لذلك هو مشروع سخيف للغاية! وهو عبارة عن منتج العالم الخيالي البعيد عن الواقع التركي!
هؤلاء هُزموا وتلاشوا وهكذا سيكون مصيركم!
تركيا أفشلت كافة المؤامرات الخارجية، كما أنها قضت على كل من أخذ دورًا في هذه المؤامرات! وهكذا سيكون مصير هذه المؤامرة.
في عملية غازي كان عملاء الاستخبارات الألمانية والأوربية يديرون إرهاب الشارع في ميدان تقسيم وما حوله.
وعملية 17-25 ديسمبر/ كانون الأول هي عملية ناتجة من الاستخبارات الأمريكية وتم تنفيذها عن طريق منظمة غولن الإرهابية.
أما عملية 15 يوليو/تموز فهي اعتداء دولي موجه من أمريكا ودول الناتو إلى تركيا بهدف القضاء عليها.
لكن لاحظوا إلى كل من وقف في الداخل مع هذه المؤامرات، لقد تلاشوا أمام المقاومة العظيمة للرأي العام التركي ، وساءت سمعتهم، وفقدوا كل شيء لديهم، ما عدا البعض منهم الذين حالفهم الحظ وتمكنوا من اللجوء إلى أسيادهم.
ماهي الصفقة التي تم تسليمها إلى كلتشدار أوغلو؟
نحن اعتدنا على المؤامرات والمتآمرين والداعمين وعلى أساليب وأصول هذه المؤامرات لدرجة أننا لم نعد نستغرب من أي شيء، ولم نستصعب في استيعاب أي سيناريو جديد، بل نستطيع أن نلمح كل تفصيل صغير ونستطيع أن نحلّله، واليوم نشهد اختباء الحسابات الدولية داخل عباءة مصطلح "العدالة"، ونؤكد استحالة نجاح هذه الحسابات المسترة حتى لو تم تزيينها بالمصطلحات المزيفة والمحرّضة مثل مصطلحات العدالة والحرية.
إنه مشروع هادف إلى تشكيل احتاجات اجتماعية جديدة، وتم تسليم هذه الصفقة إلى كلتشدار أوغلو، وبمجرد أن ننظر إلى داعمي هذا المشروع نستطيع كشف حقيقة المؤامرة، إنهم يحاولون فعل شيء جديد عن طريق بقايا 15 يوليو/تموز وذلك بهدف تشكيل أزمة جديدة داخل تركيا وحماية المذنبين في عملية 15 يوليو/تموز.
هذه المسيرة هي تتمة لعملية 15 يوليو/تموز!
قال زعيم الطغمة في مصر السيسي :"يجب تنفيذ إجراءات العزلة على تركيا كما تنفيذها على قطر"، وجاء بعدها تصريح كلتشدارأوغلو مباشرة حيث قال :"يجب ضم حركة حماس والأخوان المسلمين إلى قائمة الإرهاب حالًا"، إنه تصريح يشبه تصريح السيسي، هناك من يهدد تركيا عن طريق السيسي وكلتشدارأوغلو، كما يهددها عن طريق تنظيم الـ بي كا كا ومنظمة غولن الإرهابية، وكما يهددها بتشكيل "جبهة تركيا" في شمال سوريا.
أي أن هذه المسيرة هي تتمة لعملية 15 يوليو/تموز، وهي جزء من الجبهة الدولية التي تحارب وطننا وشعبنا وتاريخنا ومسيرتنا العظيمة التي انطلقت بعد قرن بأكمله، إنها مسيرة هادفة إلى إيقاف تركيا، لكن شعبنا سيعطي لهذه الحملة درسًا عظيمًا.
من المتورّطون الآخرون في قضية المخابرات الوطنية التركية؟
بناء على التحقيقات الجارية في قضية شاحنات المخابرات الوطنية تم الوصول إلى معلومة خطيرة جدًا، وهي أن منفذي هذه العملية قاموا باتصالات هاتفية مع المبعوثين الدبلوماسيين الأمريكان قبل إجراء العملية مباشرة! أي أن التعليمات صدرت من هناك! ويبدو أن هناك أدوات أخرى تم استعمالها في هذه العملية إضافة إلى منظمة غولن الإرهابية! أي تورّط في هذه العملية بعض من أعضاء حزب الشعب الجمهوري أيضًا، تُرى من تورّط في قضية نشر تلك الملفات عدا جان دوندار وأنيس بربرأوغلو؟
وهل مسيرة كلتشدارأوغلو هي رد فعل لقلقه؟ هل كل هذه الجهود لكلتشدارأوغلو هي بهدف إنقاذ نفسه عن طريق إنشاء درع اجتماعي يحميه؟!
أنصح البعض حماية حزب الشعب الجمهوري من منظمة غولن الإرهابية وتنظيم الـ بي كا كا والدي هي كا بي جي، لأن العقل الحالي الذي يدير هذا الحزب سيؤدي إلى دماره! وبالطبع كلتشدارأوغلو هو من سيقع تحت أنقاض حزبه...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس