إبراهيم قاراغول - يني شفق
بعد حادثة 11 سبتمبر تعممت مشكلتين في الكرة الأرضية: الارهاب والعنصرية. في حين يحيط الارهاب جميع جهات العالم الاسلامي انتشرت العنصرية في سواحل الاطلنطي.
إن الأشخاص الذين اكتسبوا فرصة ضعف البلاد الاسلامية وأقاموا المجموعات الارهابية هناك قد استسلموا إلى العنصرية في بلادهم. إن الأشخاص الذين منعوا تحدي المعارضات التي تزداد في الدول الاسلامية ومقاومة بأن تكون أو لاتكون والتحدي الاقتصادي والسياسي في حين كسروا ذلك التحدي وحاولوا أن يجعلوا هذه الأراضي تحت حكم القرن العشرين الجديد قد أحيوا في أراضيهم أكثر ذكريات مخجلة في تاريخهم.
قد وجهوا شعبهم إلى الفاشية وبنوا حماية وطنية للعنصرية بحجة الدفاع عن نفسهم.
لقد قاموا بحفر أساس الفاشية التي تهدد مستقبل الغرب الذين قاموا بنقل الأزمة إلى بلادنا تحت إطار مخططاهم للقرن الـ21 لأجل حماية شعبهم وحدودهم والذين قاموا بخنق هذا البلد بالعنف والارهاب والذين أعلنوا بكل نفاق هذا العصر بعصر مقاومة الارهاب.
لقد تحطمت خطة الطغيان العالمي وارتفعت العنصرية
تحطم من زمان جهود أمريكا الذي ابتدأت به بعد 11 سبتمبر في الطغيان العالمي تحت اسم مقاومة الارهاب . وهذا التحطم قد بين لنا النضوج الأخلاقي والقوة والحدود السياسية والعسكرية لأمريكا. يعتبر ذلك فشل. إن الانتصار التي اكتسبته أمريكا وراء الحرب الباردة لن تستطيع أن تواصله أكثر من 10 سنين. لقد أضاعت قيمتها وثقتها تماماً وأدت إلى الاضطرار في البحث عن أساليب جديدة في المجال العالمي.
أوربا التي تخطو بخطى أمريكا ولا تستطيع صنع أي شيء خارج عن إطار أمريكا والتي ضحت بتاريخها العميق إلى أقوال أمريكا قد استسلمت إلى العنصرية المنبثقة من الطرف الآخر للاطلنطي حتى لو أنها أسست الاتحاد الأوربي.
بالرغم من الذكريات السيئة المتمركزة في الأذهان لقد قامت بترك أثمن شيء لديها كانت تصدره إلى العالم وتحميه منذ عام 1950 وقيمها خلال عدة سنوات . قامت بتغيير قوانين الجنسية وحالة الطوارئ ومقاومة الأرهاب وأدخلته إلى محور العنصرية. لم تعد لها أي قيمة في أوربا بل أنها لم تعد تستطيع حتى حماية موجوداتها
لقد دخلوا كل من أمريكا إلى فصل الركود وأوربا إلى فصل الهبوط
إن تاريخ 11 سبتمبر يعتبر بداية كل من فصل الركود لأمريكا والهبوط لأوربا في حين أصبح العالم الأوربي ملتفت لنفسه ويضيع قيمه ويستسلم إلى قوانين المحافظة بدل من قوانين الحرية في حين هو يشيب ويستسلم للتعب شهدنا قفزات مدهشة ومحاولات الظهور إلى ساحات التارخي في مناطق أخرى في العالم .
لقد قلت وبسرعة شديدة فروقات التكنولوجيا والرأس المال بين دول آسيا ودول أمريكا وأوربا. هذا التطور أدى إلى زيادة قوة آسيا من الناحية السياسية في المعادلة العالمية. من الآن من المستحيل أن يستطع الأطلنطي بتنظيم مجال للسلطة العالمية لوحده. هذا التغير سيحدد مئات السنين المقبلة
إن تغير تركيا السريع قد نشر القلق
ذلك الدولة دولة تركيا ذلك البلد الذي كان راكد منذ قرن وكان يحاول الصمود بمقاومة القلق ومحاولة الدفاع، والتي كانت تدار بالوصاية والمسماة ببلد الجبهة والتي الزمت بنسيان تاريخها الأمبراطوري العظيم هي نفسها الآن لمعت ونمت بسرعة شديدة وعادة إلى الساحة التارخية.
لقد أدهش الجميع جهة سرعة رجوع تركيا أكثر من جهة عظمة رجوعها. لقد قامت أوربا المبنية على الخوف من العثمانية والأندلس والكراهية والانحيازية دخلت إلى مقاومات محاولة منع ذلك السرعة والرجوع إلى الميادين .
إن استراتيجيات الأمن المجهزة والموجهة إلى العالم الاسلامي بأكملة والمكونة بفكرة خطورة الاسلام هي استراتيجيات تهدف إلى سياسة العبيد. تركز على منع وسحق من يرفع رأسه أي دولة كانت . وإن عشرات الأمثلة هي أمامنا التي طبقتها بعد الربيع العربي.
حرب صليبية غير معلنة...
لكن رجوع تركيا فوق كل هذه الخطورات...وهي صاحبة القوة بتغيير ذلك الجغرافيا. يتم تنفيذ نضال صليبي غير معلن ضد ذلك الرجوع المدهش.. هناك فكر تشعر به تركيا تحت سياساتها محاولات منع ذلك الخوف حتى من قبل شركائها الاستراتيجييى وبلادها الصديقة.
أياً كان..فإنه بعد هذه اللحظة لقد أضاع الأطلنطي السلطة الكلية على العالم. ولم يعد المتسلط حتى لمئات السنين..إذا فإن مسيرات الدول النجمة ستستمر...وإن الدولة الوحيدة التي لها العمق التاريخي الغني والتجربة السياسية والموهبة الإدارية العالمية هي هذه الدولة.. لأن الثقافة السياسية لتركيا ليست محلية بل عالمية..
لذلك فإن الحرب الحقيقية هي ضد تركيا. وإن أكبر خطأ لأمريكا وأوربا هو موقفها الذي يسمى بـ"وجهين" تجاه تركيا وللأسف عدم حسبانهم إدراك تركيا بموقفهم.
لقد كانت ستتحطم لولم تقل 2023
أن أول هدف للسفربرلك الذي أطلقته تركيا بعد مئة عام هو 2023 وهو يعد إعلان الاستقلال الحقيقي بعد مئة عام. ويعتبر أيضا تاريخ التخلص من الوصاية كاملاً. والحرب تزداد عنفا كلما قربنا إلى ذلك التاريخ. وإن أسلوب وقذارة ذلك الخوف الذي يستمر منذ ثلاثة السنين سببه هذا. والمواجهة ستستمر لعام 2023 ولو أنها بدت بالركود بعد 1نوفمبر. وستزداد شدة النزاع كلما اقترب ذلك التاريخ.
لقد وصلت تركيا إلى هذه الأيام نتيجة صبرها الغير عادي. واستطاعت أن تحمي نفسها دون أن تتشتت وتتلافى. ولو أنها لم تقم بوضع أهداف كهدف 2023 لكانت قد انحلت وتحطمت. ومن المحتمل لكانت الأنضول ستوزع إلى قطع مرة أخرى. لذلك فهي توجهت إلى ذلك الصعود العظيم. واختارت اختراق حدود الأناصول واللجوء إلى التاريخ العميق الأقليمي وإعادة قراءته ضمن ظروف اليوم.
لقد ولد ولأول مرة تاريخ وفرصة كهذا منذ الحرب العالمية الأولى. وكان هناك هدف يضمن حركة طارئة تجاه تركية ضمن أهداف وخريطة القوة العالمية . ذلك الفرصة إن لم يتم انتهازها في ذلك الوقت لكانت قد ضاعت ولم تظهر حتى لمئات السنين المقبلة.
إن العزم والإرادة التي صنعت العثمانية والسلاجقة هي الآن مفعلة
في هذه اللحظة تماما تم تفعيل العزم والإرادة التي صنعة العثمانية والسلاجقة. والآن نحن بعد هذه الخطوة عثمانيون وسلاجقيون وجمهوريون. لأننا نشئ شيء جديد فوق هذا الثلاثي. إن روح المقاومة والتحدي الكامن المعروف من مئات السنين هو كهذا. والنزاع والصراع هو لأجل هذا والمحاسبة كبيرة.
إذا فإن 2023 هي أول محطة عينتها تركيا لذلك العزم والإرادة البناءة والعقل العميق. والمسيرة ستستمر حتى بعد ذلك المحطة. لذلك إن 1 نوفمبر يعتبر دفاع وطني والأنضول التي أنضجت بصيرتها مئات السنين الماضية قد نجحت بذلك. إن لب هذا الشعب وضع يده على إدارة البلد وأشر إلى الطريق. وأعطت القوة لرجال السياسة وفتحت لهم الطريق. شعبنا الأنضول لقد رأى هذه المسيرة التاريخية وقرأها وصدق عليها وقدم كل شيء لديه لأجل هذه المسيرة.
بعد الآن يلزم علينا صنع القيم كما نصنع القوة السياسية وصنع مخططات السلام كما نصنع الرفاه الاقتصادي. إن 2023 ليس فقط تحدي سياسي. إن السلاجقة والعثمانيين ليس هم فقط عساكر وفتوحات. إن كانوا يهدفون إلى نمو باقي فعليهم البحث عن كل ذلك على الأقل كما يبحثون عن القوة السياسية . إن يريدون بناء قوة باقية فيلزم عليهم تخطيط سبل ليس للأنضول فقط بل لكل الأراضي. ويلزم صنع قيم تصدر إلى العالم في تشكل خارطة القوة العالمية.
الاسلوب المتكبر والمحتلين الداخليين
إن المحتلين الداخليين الذين يأخذون دور أحصنة الطراودة في هذا الوقت لن تسمحوا لها بخداعكم فهي تحاول إخفاء هزيمتها. إن المقاومة في هذه الأراضي لم تنته من قبل ولا بعد الآن. هم سيحاولون دائما بصنع حقائق مزيفة جديدة وشركاء جدد لصنع جبهة مرة أخرى وسيحاولون اكتساب كل فرصة. ولكن لا تنسوا بأن الشيء الذي يجعلنا صامدين هو روح النضال لدينا.
وعلينا ألا ننسى بأن ذلك الاسلوب المريض المتكبر لذلك النخبة المثقفة الذين يهاجمون المسلمين والعالم الاسلامي ويحتقرونهم قد سئم منه الجميع وبدأ الجميع بالانزعاج منه وعلينا أيضا الا ننسى بأن ذلك الأسلوب يستعمل كوسيلة للتدخل.
إن مناعة الفراسة العميقة والأساس ستقوم بتصفيتهم واحد واحد وستقوم برميهم خارج التاريخ. إن 2023 ليست فقط حركة عسكرية وسياسية واقتصادية بل هي حركة فكرية ثقافية تحاول صنع القيم والأفكار وتثبيتها. ربما ستكون هذه الخطوة أكثر خطوة جراءة.
الوطنية الجديدة والمقاومة القاسية
إن 2023 هي مقاومة لأجل التحدي والوقوف والتحرر والشرف. هي إعادة نجومية للدولة. هي "مقاومة قاسية" تجاه الاحتلاليين الداخليين والمثقفين الارهابيين والمتدخلين المتعددين في الجنسية.
لا تنسوا أن هذه المقاومة ستحدد مئات السنين المقبلة.
إن هذا التاريخ الذي ركدت في أمريكا وتراجعت فيه أوربا سيفتح لنا طرق جديدة لمئات السنين المقبلة. في هذا البلد عقول سياسية وشجاعة وتراكم تاريخي تستطيع اجتياز ذلك.
لم يعد هناك أي حجة للخوف والقلق والتردد. اليوم معنى الوطنية يزهر تجاه هذه المئات السنين المقبلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس