إبراهيم قاراغول – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
لا تأملوا أن يسمعكم المُعرضون وأنتم تقولون لهم وبكل صدق إن مصالحهم الضيقة في إشعال تركيا لا تقارن بما سيحل بهم إن أُشعِلت تركيا حقا. لأنهم وكما خبرناهم في الثلاث سنوات الماضية هم عبارة عن شياطين يتلبسون بهيئات البشر، فلم يتركوا منكرا إلا وتمسكوا به، فمن محاولات الانقلاب إلى إرهاب الشوارع إلى الحرب الأهلية بأجندات خارجية... فهم يريدون تدفيع تركيا الثمن بالكلمات والقوة السياسية والعلاقات الحزبية والمخابراتية الداخلية والخارجية.
بعد كل طوامهم وخياناتهم القومية والمذهبية ومؤامراتهم مع الخرائط الجديدة في المنطقة لجلب كل أصناف الفوضى إلى الأناضول لكسر ذراعه، لم يخجلوا ولم تهتز لهم أجفان ولا أبدان بهزيمتهم وخسارتهم، مضوا وكان شيئا لم يكن، فكأنهم لم يرتبطوا لا بإعلام عاهر ولا بتنظيم مواز وبإرهاب سافر. مضوا وكأن صفحتهم بيضاء ناصعة!
من غير تأخير ولا تبديل تحولوا كلهم إلى دميرطاش يقدمون أوراق اعتمادهم عند الروس أو الإنجليز أو الإسرائيليين، يصبحون مع حزب العمال الكردستاني ليمسوا أعداءا لتركيا بهدف تركيعها! فلا تصدقوهم مهما بكوا واخضلّت شواربهم ولحاهم، ومهما بقوا في عداوتهم فإن هذه الأرض ستهزمهم لعشر سنين وعشرين ومئة، وكما هزمت من قبلهم لأكثر من ألف سنة ستهزمهم بالتأكيد، فالناس تأتي وتذهب وتبقى هذه الأرض ثابتة راسخة تقضي على كل من عاداها.
ثلاث سنوات ولم تنجح محاولاتهم في خنق تركيا، فلا محاولات تقسيم حزب العدالة والتنمية نجحت ولا حرب حزب العمال الكردستاني أتت بثمارها، ولا حتى ثورة التنظيم الموازي كانت ناجحة، وكما أفشلت تركيا الاحتلال الداخلي ستفشل الاحتلال الخارجي، فلا جدرانهم العالية السميكة ستنجح في عزل تركيا وسوريا، ولا خرائطهم الجديدة ستستطيع تقسيم الأناضول، ومهما كادوا وتآمروا فلن ينجحوا حتى لو كان هذا من فعل التحالف الروسي الإيراني.
دخلنا عامًا جديدًا ستتجدد معه المصاعب والأزمات، لكننا سننجح في تخطيها بزيادة التأثير التركي والقوة الديموغرافية التركية، وستصبح تركيا دولة مركزية بين الشرق والغرب، وسنخفف من أزمتنا مع روسيا ومع إيران وبالذات فيما يخص الوضع السوري.
أتوقع زيادة معدل التطرف في سوريا بدخول العام الجديد، لكن في المقابل سيقوى عود تركيا بعد أن تقضي على تهديدات الإرهاب في ارضها وتوجه ضربة قاصمة لحزب الشعوب الديمقراطي والأطراف الأخرى، فالحدود التركية ستصبح قوية ومانعة لا يجرؤ على تخطيها أحد، فتركيا ستصبح أكثر تيقظا للإرهاب وستكون ممّن يضربه بالنار على يده.
كما كان إيماني وأملي فقد نجحت تركيا في تخطي ثلاث محاولات للانقلاب، وارتد الفاشلون خائبين على أدبارهم، وخرجت تركيا منها قوية ومتينة وبعقلية سياسية فذة تقود المنطقة، فلا يخدعنكم أصحاب الهوى المتشائم، فقد سمعناهم من قبل وتبين لنا جميعا بأنهم يكذبون، فتركيا باقية وقادرة على كل المتآمرين، فتمسكوا بالشعب والأمل يعلو وجوهكم، ودعوكم من كل فاسد وخبيث متشائم.
وفي النهاية أرسل التحية المعطرة بمسك الورود لأخينا وحبيبنا حسن قرة كايا الذي وافته المنية وهو يرافق رئيس الجمهورية إلى السعودية، ولعلها آخر أمنياته أن يموت في الأرض التي أحب! لقد عرفناه قوي الكلمة واضح الموقف وصلب الإرادة وطيب القلب، حتى أنه كان يمازح خصومه، فلا طعم لسفر وترحال من غيره، فهو صاحب المكانة الخاصة في عالم الإعلام، فالرحمة على روحه الطيبة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس